الأوضاع السياسية والدينية والاجتماعية قي نجد قبل ظهور الدعوة السلفية
بدأ الضعف يدب في كيان الدولة العثمانية منذ أوائل القرن الثالث عشر الهجري - أواخر القرن الثامن عشر الميلادي - نتيجة فساد الكثير من النظم الداخلية من ناحية ، وللحروب الكثيرة التي شنتها الدولتان الروسية والنمساوية عليها ؛ بغية تصفية ممتلكاتها في أوروبا أولا ، ثم القضاء عليها ثانيا . فنشأت ما يسمى بالمسألة الشرقية التي شغلت أذهان ساسة أوروبا طوال القرن التاسع عشر الميلادي .
وقد انعكس هذا الضعف بصور متفاوتة على البلدان العربية الخاضعة للحكم العثماني ، وظهر ذلك في شكل حركات تمرد وانفصال عن الدولة ، أو حركات إصلاح للحيلولة دون سقوط أكبر دولة إسلامية في ذلك الوقت ، ومن ثم انهيار الولايات العربية التابعة لها ، ووقوعها فريسة للاستعمار الأوروبي المتربص بها ، والطامع في ثروتها .
وبتناول أوضاع شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة يتضح أن كل ما كان يهم الدولة العثمانية من هذا الكيان الجغرافي الكبير ، هو التمركز في مواقع استراتيجية معينة تحمي مصالحها في تلك المنطقة .
ومن هذه المواقع اليمن المتحكم في مدخل البحر الأحمر الجنوبي . فالتمركز فيه أمر مهم بالنسبة للعثمانيين ، إذ يتيح لهم إغلاق البحر الأحمر في وجه الخطر البر تغالي ، ومن ثم حماية الأراضي المقدسة في مكة والمدينة .
كذلك كان الحجاز الموقع الاستراتيجي الثاني في شبه الجزيرة ؛ لما يضفيه هذا الإقليم على السلطان العثماني من مجد وفخار ، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن الدولة العثمانية من السيطرة على طريق الحج الآتي من الشام .
ويأتي الأحساء في المرتبة الثالثة من الأهمية بالنسبة للدولة ، نظرا إلى ما له من إمكانات اقتصادية وعسكرية على الرغم من أنه قد استقل بإدارته بنو خالد منذ عام 1080هـ / 1670م ، ولم يكن للدولة العثمانية سوى السيادة الاسمية فحسب .
أما إقليم نجد فلم يحظ باهتمام الدولة العثمانية ، نظرا إلى بعده عن المناطق الاستراتيجية الثلاث التي أشرنا إليها ، ولأسباب أخرى كثيرة (1)
ــــــــــــــــــ
(1) عبد الكريم الغرايبة : قيام الدولة السعودية العربية ، ص 26 .
ومن ثم يدخل في قائمة التقسيمات الإدارية التي وضعتها الدولة العثمانية في أوائل القرن الحادي عشر الهجري - أوائل القرن السابع عشر الميلادي - وظلت معتمدة حتى القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي - (1) وترتب على ذلك أن خلا إقليم نجد من الولاة العثمانيين (2) ، ومن النفوذ العثماني .
وفيما يتعلق بالأوضاع السياسية في نجد ، فقد اتسمت بالتفكك السياسي ، وبالصراع على السلطة بين عدد من الأسر كانت تحكم هذا الإقليم . فكل أمير كان يحكم بلدة معينة مستقلا بذاته عن غيره (3) ، وعلاقته بجيرانه كانت سيئة في أغلب الأحيان ، وكانت القوة هي الفيصل فيما يحدث بينهم من نزاع ، تأكيدا للمثل المشهور " نجد لمن طالت قناته (4) .
ولم تكن صلة القربى تجدي في حسم هذا النزاع ، سواء بين أفراد الأسرة الواحدة (5) أم بين القبائل المختلفة ، بل لقد بلغ هذا النزاع ، وهذا التفتت السياسي إلى حد أن تقاسم أربعة حكام حكم بلدة واحدة (6) .
ومن يطلع على المصادر التي سجلت وقائع الفترة التي سبقت قيام الدولة السعودية الأولى " تواجهه حقيقة مروعة ، هي أن تلك الإمارات كانت دائما في صراع مستمر ، وتنافست على السلطة ، ومرابطة دائمة ، وثأر لا ينقطع (7) .
وقد لخص العجلاني هذا الوضع بقوله : " فبداوة تسلب وتقتل ، وتفرض على المدن المتفرقة الإتاوة ، وتهدد سلامتها ، وتقطع الطرق ، وحروب متصلة وغدر" ( .
والحقيقة أن تلك المنازعات التي لم تنقطع بين الحكام كانت تؤدي مهمتين أساسيتين :
_________
(1) عبد الرحيم عبد الرحمن : الدولة السعودية الأولى ، ط 1 ، ص 26 .
(2) ساطع الحضري : البلاد العربية والدولة العثمانية ، ص 38 ، 239 .
(3) lady Anne blunt ,A pilgrimage to nejd . P. xIII
(4) عبد الله العثيمين: نجد منذ القرن العاشر الهجري حتى ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ( الحلقة الأولى ) مجلة الدارة،العدد الأول ، السنة الرابعة ، ص 27
(5) ابن بشر : عنوان المجد في تاريخ نجد ، ط 1 ، ص 220 ، 224 .
(6) المصدر نفسه ، ص 164 .
(7) عبد الله الشبل : تاريخ نجد والدولة السعودية الأولى ، ج 1 ، ص 49 .
( منير العجلاني : تاريخ البلاد العربية السعودية ، ج 1 ، ص 75 .
الأولى : أنهم كانوا يجدون فيها حلا لكثير من مشكلاتهم السياسية (1) ، وليس هذا فحسب ، بل يجدون فيها أيضا الحل لمشكلاتهم الاقتصادية ، في بلد شح فيه الرزق ، وعز فيه الثراء (2) ، يتمثلون في ذلك بقول الشاعر :
بسفك الدما يا جارتي تحقن الدما ... وبالقتل تنجو كل نفس من القتل
الثانية : فهي إيجاد نوع من التوازن في القوى السياسية بحيث " تبطل فيه قواتهم بعضها مفعول البعض الآخر " (3) . ومثال ذلك أن العيينة كاظما أقوى تلك الإمارات ( 1096 - 1138هـ ) ، ومع ذلك فإنها لم تستطع أن تخل بميزان القوة السياسي والعسكري لصالحها (4) .
هذا فيما يتعلق بعلاقة تلك الإمارات بعضها ببعض ، أما فيما يختص بعلاقة الحاكم بالمحكومين ، فهي علاقة تقوم على الظلم والجور بصفة عامة ، ويؤكد لنا تلك الحقيقة المؤرخ النجدي ابن بشر ، إذ يقول : " ورؤساء البلدان وظلمتهم لا يعرفون إلا ظلم الرعايا والجور " (5) وكذلك يصف صاحب لمع الشهاب تلك الأوضاع السيئة بقوله : " إن بلاد نجد وقبائلها إذا قلت لا ضابط لها محتو على الكل ، ولا هناك رئيس قاهر يردع الظالم وينصر المظلوم " (6).
وإذا أنعمنا النظر في هذا القول نجد أن تفشي الظلم أمر عادي ، في مجتمع لا يتم الوصول فيه إلى مركز القوة إلا عن طريق استخدام العنف .
كما أن الاحتفاظ بالسلطة والنفوذ يستلزمان استعمال أسلوب البطش سبيلا لتحقيق هذه الغاية ، ومن ثم " فلم يكن هناك قانون أو شريعة إلا ما قضت به أهواء الأمراء وعمالهم (7)
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن دخول الدولة العثمانية في طور الانحطاط ساعد على انتشار الجهل ، وتفشي الأمية ، ووقوع " الأمة الإسلامية تحت وطأة الجمود الفكري والتخلف العلمي " ( فلم تكن الدولة العثمانية قادرة على الوقوف في وجه هذا التدهور حتى لو أرادت ذلك .
.ـــــــــــــ
(1) العثيمين : المرجع السابق ، ص 24 .
(5) أمين الريحاني : تاريخ نجد وملحقاته ، ج 1 ، ص 50
(3) جاكلين بيرين : اكتشاف جزيرة العرب ، ص 182 .
(4) العثيمين : المرجع السابق ، ص 22 .
(5) ابن بشر : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 20 .
(6) لمع الشهاب ، ص 33 .
(7) حافظ وهبة : جزيرة العرب في القرن العشرين ، ط 5 ، ص 320 .
( عبد الله الشبل : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 52
وإذا استعرضنا أشهر الإمارات العربية الموجودة بنجد والمناطق المحيطة به ، نرى آل معمر في العيينة ، وآل سعود في الدرعية ، وآل زامل في الخرج ، ودهام بن دواس في الرياض ، وبني خالد في الأحساء ، والأشراف في الحجاز ، والسعدون فيما وراء النهر ، ولم يكن آل سعود وقتذاك يحكمون أقوى تلك الإمارات ، ويعتبر محمد بن سعود من أبرز أمراء الدرعية ، إذ استقرت الأمور فيها بعد أن تولى حكمها ( 1139 هـ / 1762م ) (1) . وقد أشار إلى هذا الاستقرار ابن غنام (2) ورده إلى حسن سياسة أميرها محمد بن سعود .
تنقسم المدة التي حكمها محمد بن سعود إلى فترتين : الأولى : وهي فترة الإمارة ، وتمتد من 1139هـ / 1726 م إلى 1157هـ / 1744م . والفترة الثانية : وهي فترة الإمامة ، وتشمل بقية حكمه ، أي من 1157هـ / 1744 م إلى 1179 هـ / 1765 م .
والفترة الأولى من حكم الأمير - وهي تقرب من عشرين عاما - لا نعرف عنها شيئا ؛ إذا ذكر لنا المصادر عنها ما يستحق الذكر ، ولكننا نستنتج منها أن تمتع الأمير بهذه المدة الطويلة من الحكم ، يدل على قدرة الرجل على تحقيق الأمن والاستقرار لإمارته ، ونجاحه في القضاء على أطماع ودسائس المنافسين له في الداخل والخارج (3) .
كما أن المصادر التاريخية لا تمدنا بالمعلومات الكثيرة عن نشوء الدرعية ، ولكن مما لا شك فيه ، أن المؤرخ محمد بن عمر الفاخري من أول من أعطانا بعض الملامح عن تلك النشأة . فيذكر في أخبار عام 850 هـ يقول : " وفيها قدم مانع بن ربيعة المريدي على ابن درع صاحب حجر والجزعة من بلده القديمة ، وهي الدرعية التي عند القطيف ، وهو من قبيلته ، فأعطاه المليبيد وغصيبة المعروفة ، فنزلها وعمرها واتسع العمارة فيها والغرس في نواحيها وعمروها ذريته من بعده وجيرانه " (4) .
وتفسير ذلك أن مانعا المريدي جد الأسرة السعودية كان يقيم في بلدة يقال لها الدرعية ناحية القطيف ، ولسبب ما ترك هذه البلدة ، ورحل إلى ابن عمه ، ابن درع ، وكان مستقرا في حجر اليمامة ، فأقطعه المليبيد وغصيبة حيث أقام بلدة الدرعية .
_________
(1) غرايبة : المرجع السابق ، ص 51 .
(2) ابن غنام : روضة الأفكار والأفهام ، ج 2 ، ص 32 .
(3) العجلاني : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 63 .
(4) محمد بن عمر الفاخري : الأخبار النجدية - دراسة وتحقيق وتعليق د / عبد الله الشبل ص 60 .
كانت الدرعية عند مجيء الشيخ محمد بن عبد الوهاب إليها بلدة صغيرة تضم بين جنباتها سبعين بيتا (1) ، وعدد سكانها في ذلك الوقت لم يكن يصل إلى الألف نسمة . وكان أميرها محمد بن سعود على علاقة حسنة بأمير العيينة عثمان بن معمر ، وكذلك بأمير الرياض دهام بن دواس (2) .
أما من الناحية الدينية فيصف لنا ابن غنام ما كان عليه المسلمون بعامة ، وأهل نجد بخاصة في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ، من بعد عن الدين الحنيف ، فقد " ارتكسوا في الشرك ، وارتدوا إلى الجاهلية ، وانطفأ في نفوسهم نور الهدى ، لغلبة الجهل عليهم ، واستعلاء ذوي الأهواء والضلال . فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الضلالة ، وقد ظنوا أن آباءهم أدرى بالحق ، وأعلم بطريق الصواب " (3) .
ـــــــــــــ
(1) لمع الشهاب : ص 30 .
(2) ابن غنام : المصدر السابق ، ص 89 .
(3) المصدر نفسه ، ص 10 .
(1/26)
الإمام محمد بن سعود
نسبه : يعتبر الإمام محمد بن سعود آخر أمراء الدرعية ، وأول الأئمة من آل سعود ، ومؤسس الدولة السعودية الأولى ، واستطاع بجهاده أن يوحد معظم الأجزاء الوسطى من نجد تحت راية التوحيد .
أما نسبه فهو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع ، " ويجمع المؤلفون على أن مانعا ينحدر من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان " (1) . والمصادر التي بين أيدينا لا تدلنا على تاريخ ميلاده . ويذكر صاحب لمع الشهاب أن نسب محمد بن سعود " يرجع إلى وائل ، ووائل إلى ربيعة ، وربيعة بن مضر " (2) وللإمام محمد بن سعود زوجتان : الأولى هي موضى بنت ابن ( وهطان ) وهي من أسرة من آل كثير ، ولا تزال فروع تلك الأسرة معروفة في بلاد نجد ، وهي من آل فضل الذين كانوا يسيطرون على الجزيرة ، من بلاد الشام حتى جنوب الجزيرة خلال القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر الهجري .
وآل فضل من قبيلة طيئ المعروفة . والثانية بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب . أنجب أولادا ذكورا ، هم : فيصل وسعود ، وقد استشهدا في حياته ، وعبد العزيز وعبد الله .
وقد أشير من قبل إلى كيفية مجيء مانع من منطقة القطيف إلى ابن درع رئيس حجر والجزعة ( 850 هـ / 1446م ) لما كان بينهما من صلة نسب ومصاهرة ، حيث أقطعه أرضا قامت عليها بلدة الدرعية التي توسعت على حساب آل يزيد وآل دغيثر بعد ذلك (3) وفي عهد مقرن بن مرخان أصبحت الدرعية عاصمة لهذه الإمارة .
خلقه : أجمعت المصادر التاريخية التي تحت أيدينا على أن الإمام محمد بن سعود كان على خلق كريم ، يقول ابن غنام : " كان الأمير محمد بن سعود بحسن السيرة معروفا ، وبالوفاء وحسن المعاملة موصوفا ، ومشهورا بذلك ، دون من هنالك " وهذا القول يدلنا على أن الإمام محمد بن سعود كان يتحلى بحسن السيرة والوفاء قبل أن ينصر الدعوة السلفية التي تجددت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب . كذلك يدلل ابن بشر على شجاعة الإمام بقوله : " ولم يخش لوم اللائمين ، ولا كيد الأعداء المحاربين . . . فشمر في نصرة الإسلام بالجهاد ، وبذل الجهد والاجتهاد _
________
(1) العجلاني : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 67 .
(2) لمع الشهاب : ص 46 .
(3) H . ST. YOHN, PHILP, SAUDI ARABIA P. G
، فقام في عداوته الأصاغر والأكابر ، وجروا عليه المدافع والقنابر ، فلم يثن عزمه ما فعل المبطلون " (1) .
ويصف صاحب لمع الشهاب ما كان عليه الإمام من كرم فيقول : " ذكر الثقات من المخبرين عن شأن محمد بن سعود أنه كان رجلا كثير الخيرات والعبادة . . . وكان كريم الطبيعة ، ميسر الرزق ، له أملاك كثيرة من نخل وزروع ، وله عدد من المواشي ، قيل من سخاوته أن الرجل يأتيه من البلدان ، فيطلب منه شيئا كثيرا لوفاء دين عليه ، فإذا عرف أنه محق أعطاه إياه " (2) .
ومن حسن خلقه أنه يحفظ الجميل ولا ينساه أو يتناساه (3) ويركز صاحب لمع الشهاب على صفة الوفاء ، ويستشهد على ما يقول بوفاء الإمام وأولاده من بعده للعهد الذي قطعوه للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولم يخرجوا عليه أبدا (4) بل لقد استشهد ولداه : فيصل ، وسعود ، خلال جهاده من أجل نصرة الدعوة ، فلم تلن له قناة ، ولم يزده ذلك إلا إصرارا على بذل المزيد من الجهد والمال والرجال في سبيل نصرة دين الله .
أما عن شجاعته فيذكر مانجان أنه لم يتخلف عن المعارك إلا بسبب اعتلال صحته وكبر سنه (5) . وعلى الرغم من أن شجاعته ليست موضع شك أو جدال ، إلا أن الإمام لم يتخلف لهذا السبب وحده ، وإنما كان يسند لابنه عبد العزيز قيادة بعض الحملات تدريبا له على القتال ، وعلى تحمل مسؤولية نشر الدعوة .
وخلاصة القول : أنه " لو لم يكن من الفضل إلا تبنيه للدعوة الإصلاحية ، واحتضانه لصاحبها ، وجهاده في سبيل نشرها لكان رصيدا ضخما من الفضل والمجد والفخار " (6) .
ــــــــــــ
(1) ابن بشر : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 3 .
(2) لمع الشهاب : ص 45 .(3) نفس المصدر .
(4) نفس المصدر .
(5) العجلاني : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 132 .
(6) حسين خزعل : حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
بدأ الضعف يدب في كيان الدولة العثمانية منذ أوائل القرن الثالث عشر الهجري - أواخر القرن الثامن عشر الميلادي - نتيجة فساد الكثير من النظم الداخلية من ناحية ، وللحروب الكثيرة التي شنتها الدولتان الروسية والنمساوية عليها ؛ بغية تصفية ممتلكاتها في أوروبا أولا ، ثم القضاء عليها ثانيا . فنشأت ما يسمى بالمسألة الشرقية التي شغلت أذهان ساسة أوروبا طوال القرن التاسع عشر الميلادي .
وقد انعكس هذا الضعف بصور متفاوتة على البلدان العربية الخاضعة للحكم العثماني ، وظهر ذلك في شكل حركات تمرد وانفصال عن الدولة ، أو حركات إصلاح للحيلولة دون سقوط أكبر دولة إسلامية في ذلك الوقت ، ومن ثم انهيار الولايات العربية التابعة لها ، ووقوعها فريسة للاستعمار الأوروبي المتربص بها ، والطامع في ثروتها .
وبتناول أوضاع شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة يتضح أن كل ما كان يهم الدولة العثمانية من هذا الكيان الجغرافي الكبير ، هو التمركز في مواقع استراتيجية معينة تحمي مصالحها في تلك المنطقة .
ومن هذه المواقع اليمن المتحكم في مدخل البحر الأحمر الجنوبي . فالتمركز فيه أمر مهم بالنسبة للعثمانيين ، إذ يتيح لهم إغلاق البحر الأحمر في وجه الخطر البر تغالي ، ومن ثم حماية الأراضي المقدسة في مكة والمدينة .
كذلك كان الحجاز الموقع الاستراتيجي الثاني في شبه الجزيرة ؛ لما يضفيه هذا الإقليم على السلطان العثماني من مجد وفخار ، هذا بالإضافة إلى أنه يمكن الدولة العثمانية من السيطرة على طريق الحج الآتي من الشام .
ويأتي الأحساء في المرتبة الثالثة من الأهمية بالنسبة للدولة ، نظرا إلى ما له من إمكانات اقتصادية وعسكرية على الرغم من أنه قد استقل بإدارته بنو خالد منذ عام 1080هـ / 1670م ، ولم يكن للدولة العثمانية سوى السيادة الاسمية فحسب .
أما إقليم نجد فلم يحظ باهتمام الدولة العثمانية ، نظرا إلى بعده عن المناطق الاستراتيجية الثلاث التي أشرنا إليها ، ولأسباب أخرى كثيرة (1)
ــــــــــــــــــ
(1) عبد الكريم الغرايبة : قيام الدولة السعودية العربية ، ص 26 .
ومن ثم يدخل في قائمة التقسيمات الإدارية التي وضعتها الدولة العثمانية في أوائل القرن الحادي عشر الهجري - أوائل القرن السابع عشر الميلادي - وظلت معتمدة حتى القرن الثالث عشر الهجري - التاسع عشر الميلادي - (1) وترتب على ذلك أن خلا إقليم نجد من الولاة العثمانيين (2) ، ومن النفوذ العثماني .
وفيما يتعلق بالأوضاع السياسية في نجد ، فقد اتسمت بالتفكك السياسي ، وبالصراع على السلطة بين عدد من الأسر كانت تحكم هذا الإقليم . فكل أمير كان يحكم بلدة معينة مستقلا بذاته عن غيره (3) ، وعلاقته بجيرانه كانت سيئة في أغلب الأحيان ، وكانت القوة هي الفيصل فيما يحدث بينهم من نزاع ، تأكيدا للمثل المشهور " نجد لمن طالت قناته (4) .
ولم تكن صلة القربى تجدي في حسم هذا النزاع ، سواء بين أفراد الأسرة الواحدة (5) أم بين القبائل المختلفة ، بل لقد بلغ هذا النزاع ، وهذا التفتت السياسي إلى حد أن تقاسم أربعة حكام حكم بلدة واحدة (6) .
ومن يطلع على المصادر التي سجلت وقائع الفترة التي سبقت قيام الدولة السعودية الأولى " تواجهه حقيقة مروعة ، هي أن تلك الإمارات كانت دائما في صراع مستمر ، وتنافست على السلطة ، ومرابطة دائمة ، وثأر لا ينقطع (7) .
وقد لخص العجلاني هذا الوضع بقوله : " فبداوة تسلب وتقتل ، وتفرض على المدن المتفرقة الإتاوة ، وتهدد سلامتها ، وتقطع الطرق ، وحروب متصلة وغدر" ( .
والحقيقة أن تلك المنازعات التي لم تنقطع بين الحكام كانت تؤدي مهمتين أساسيتين :
_________
(1) عبد الرحيم عبد الرحمن : الدولة السعودية الأولى ، ط 1 ، ص 26 .
(2) ساطع الحضري : البلاد العربية والدولة العثمانية ، ص 38 ، 239 .
(3) lady Anne blunt ,A pilgrimage to nejd . P. xIII
(4) عبد الله العثيمين: نجد منذ القرن العاشر الهجري حتى ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب. ( الحلقة الأولى ) مجلة الدارة،العدد الأول ، السنة الرابعة ، ص 27
(5) ابن بشر : عنوان المجد في تاريخ نجد ، ط 1 ، ص 220 ، 224 .
(6) المصدر نفسه ، ص 164 .
(7) عبد الله الشبل : تاريخ نجد والدولة السعودية الأولى ، ج 1 ، ص 49 .
( منير العجلاني : تاريخ البلاد العربية السعودية ، ج 1 ، ص 75 .
الأولى : أنهم كانوا يجدون فيها حلا لكثير من مشكلاتهم السياسية (1) ، وليس هذا فحسب ، بل يجدون فيها أيضا الحل لمشكلاتهم الاقتصادية ، في بلد شح فيه الرزق ، وعز فيه الثراء (2) ، يتمثلون في ذلك بقول الشاعر :
بسفك الدما يا جارتي تحقن الدما ... وبالقتل تنجو كل نفس من القتل
الثانية : فهي إيجاد نوع من التوازن في القوى السياسية بحيث " تبطل فيه قواتهم بعضها مفعول البعض الآخر " (3) . ومثال ذلك أن العيينة كاظما أقوى تلك الإمارات ( 1096 - 1138هـ ) ، ومع ذلك فإنها لم تستطع أن تخل بميزان القوة السياسي والعسكري لصالحها (4) .
هذا فيما يتعلق بعلاقة تلك الإمارات بعضها ببعض ، أما فيما يختص بعلاقة الحاكم بالمحكومين ، فهي علاقة تقوم على الظلم والجور بصفة عامة ، ويؤكد لنا تلك الحقيقة المؤرخ النجدي ابن بشر ، إذ يقول : " ورؤساء البلدان وظلمتهم لا يعرفون إلا ظلم الرعايا والجور " (5) وكذلك يصف صاحب لمع الشهاب تلك الأوضاع السيئة بقوله : " إن بلاد نجد وقبائلها إذا قلت لا ضابط لها محتو على الكل ، ولا هناك رئيس قاهر يردع الظالم وينصر المظلوم " (6).
وإذا أنعمنا النظر في هذا القول نجد أن تفشي الظلم أمر عادي ، في مجتمع لا يتم الوصول فيه إلى مركز القوة إلا عن طريق استخدام العنف .
كما أن الاحتفاظ بالسلطة والنفوذ يستلزمان استعمال أسلوب البطش سبيلا لتحقيق هذه الغاية ، ومن ثم " فلم يكن هناك قانون أو شريعة إلا ما قضت به أهواء الأمراء وعمالهم (7)
هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن دخول الدولة العثمانية في طور الانحطاط ساعد على انتشار الجهل ، وتفشي الأمية ، ووقوع " الأمة الإسلامية تحت وطأة الجمود الفكري والتخلف العلمي " ( فلم تكن الدولة العثمانية قادرة على الوقوف في وجه هذا التدهور حتى لو أرادت ذلك .
.ـــــــــــــ
(1) العثيمين : المرجع السابق ، ص 24 .
(5) أمين الريحاني : تاريخ نجد وملحقاته ، ج 1 ، ص 50
(3) جاكلين بيرين : اكتشاف جزيرة العرب ، ص 182 .
(4) العثيمين : المرجع السابق ، ص 22 .
(5) ابن بشر : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 20 .
(6) لمع الشهاب ، ص 33 .
(7) حافظ وهبة : جزيرة العرب في القرن العشرين ، ط 5 ، ص 320 .
( عبد الله الشبل : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 52
وإذا استعرضنا أشهر الإمارات العربية الموجودة بنجد والمناطق المحيطة به ، نرى آل معمر في العيينة ، وآل سعود في الدرعية ، وآل زامل في الخرج ، ودهام بن دواس في الرياض ، وبني خالد في الأحساء ، والأشراف في الحجاز ، والسعدون فيما وراء النهر ، ولم يكن آل سعود وقتذاك يحكمون أقوى تلك الإمارات ، ويعتبر محمد بن سعود من أبرز أمراء الدرعية ، إذ استقرت الأمور فيها بعد أن تولى حكمها ( 1139 هـ / 1762م ) (1) . وقد أشار إلى هذا الاستقرار ابن غنام (2) ورده إلى حسن سياسة أميرها محمد بن سعود .
تنقسم المدة التي حكمها محمد بن سعود إلى فترتين : الأولى : وهي فترة الإمارة ، وتمتد من 1139هـ / 1726 م إلى 1157هـ / 1744م . والفترة الثانية : وهي فترة الإمامة ، وتشمل بقية حكمه ، أي من 1157هـ / 1744 م إلى 1179 هـ / 1765 م .
والفترة الأولى من حكم الأمير - وهي تقرب من عشرين عاما - لا نعرف عنها شيئا ؛ إذا ذكر لنا المصادر عنها ما يستحق الذكر ، ولكننا نستنتج منها أن تمتع الأمير بهذه المدة الطويلة من الحكم ، يدل على قدرة الرجل على تحقيق الأمن والاستقرار لإمارته ، ونجاحه في القضاء على أطماع ودسائس المنافسين له في الداخل والخارج (3) .
كما أن المصادر التاريخية لا تمدنا بالمعلومات الكثيرة عن نشوء الدرعية ، ولكن مما لا شك فيه ، أن المؤرخ محمد بن عمر الفاخري من أول من أعطانا بعض الملامح عن تلك النشأة . فيذكر في أخبار عام 850 هـ يقول : " وفيها قدم مانع بن ربيعة المريدي على ابن درع صاحب حجر والجزعة من بلده القديمة ، وهي الدرعية التي عند القطيف ، وهو من قبيلته ، فأعطاه المليبيد وغصيبة المعروفة ، فنزلها وعمرها واتسع العمارة فيها والغرس في نواحيها وعمروها ذريته من بعده وجيرانه " (4) .
وتفسير ذلك أن مانعا المريدي جد الأسرة السعودية كان يقيم في بلدة يقال لها الدرعية ناحية القطيف ، ولسبب ما ترك هذه البلدة ، ورحل إلى ابن عمه ، ابن درع ، وكان مستقرا في حجر اليمامة ، فأقطعه المليبيد وغصيبة حيث أقام بلدة الدرعية .
_________
(1) غرايبة : المرجع السابق ، ص 51 .
(2) ابن غنام : روضة الأفكار والأفهام ، ج 2 ، ص 32 .
(3) العجلاني : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 63 .
(4) محمد بن عمر الفاخري : الأخبار النجدية - دراسة وتحقيق وتعليق د / عبد الله الشبل ص 60 .
كانت الدرعية عند مجيء الشيخ محمد بن عبد الوهاب إليها بلدة صغيرة تضم بين جنباتها سبعين بيتا (1) ، وعدد سكانها في ذلك الوقت لم يكن يصل إلى الألف نسمة . وكان أميرها محمد بن سعود على علاقة حسنة بأمير العيينة عثمان بن معمر ، وكذلك بأمير الرياض دهام بن دواس (2) .
أما من الناحية الدينية فيصف لنا ابن غنام ما كان عليه المسلمون بعامة ، وأهل نجد بخاصة في مطلع القرن الثاني عشر الهجري ، من بعد عن الدين الحنيف ، فقد " ارتكسوا في الشرك ، وارتدوا إلى الجاهلية ، وانطفأ في نفوسهم نور الهدى ، لغلبة الجهل عليهم ، واستعلاء ذوي الأهواء والضلال . فنبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، واتبعوا ما وجدوا عليه آباءهم من الضلالة ، وقد ظنوا أن آباءهم أدرى بالحق ، وأعلم بطريق الصواب " (3) .
ـــــــــــــ
(1) لمع الشهاب : ص 30 .
(2) ابن غنام : المصدر السابق ، ص 89 .
(3) المصدر نفسه ، ص 10 .
(1/26)
الإمام محمد بن سعود
نسبه : يعتبر الإمام محمد بن سعود آخر أمراء الدرعية ، وأول الأئمة من آل سعود ، ومؤسس الدولة السعودية الأولى ، واستطاع بجهاده أن يوحد معظم الأجزاء الوسطى من نجد تحت راية التوحيد .
أما نسبه فهو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع ، " ويجمع المؤلفون على أن مانعا ينحدر من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان " (1) . والمصادر التي بين أيدينا لا تدلنا على تاريخ ميلاده . ويذكر صاحب لمع الشهاب أن نسب محمد بن سعود " يرجع إلى وائل ، ووائل إلى ربيعة ، وربيعة بن مضر " (2) وللإمام محمد بن سعود زوجتان : الأولى هي موضى بنت ابن ( وهطان ) وهي من أسرة من آل كثير ، ولا تزال فروع تلك الأسرة معروفة في بلاد نجد ، وهي من آل فضل الذين كانوا يسيطرون على الجزيرة ، من بلاد الشام حتى جنوب الجزيرة خلال القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر الهجري .
وآل فضل من قبيلة طيئ المعروفة . والثانية بنت الشيخ محمد بن عبد الوهاب . أنجب أولادا ذكورا ، هم : فيصل وسعود ، وقد استشهدا في حياته ، وعبد العزيز وعبد الله .
وقد أشير من قبل إلى كيفية مجيء مانع من منطقة القطيف إلى ابن درع رئيس حجر والجزعة ( 850 هـ / 1446م ) لما كان بينهما من صلة نسب ومصاهرة ، حيث أقطعه أرضا قامت عليها بلدة الدرعية التي توسعت على حساب آل يزيد وآل دغيثر بعد ذلك (3) وفي عهد مقرن بن مرخان أصبحت الدرعية عاصمة لهذه الإمارة .
خلقه : أجمعت المصادر التاريخية التي تحت أيدينا على أن الإمام محمد بن سعود كان على خلق كريم ، يقول ابن غنام : " كان الأمير محمد بن سعود بحسن السيرة معروفا ، وبالوفاء وحسن المعاملة موصوفا ، ومشهورا بذلك ، دون من هنالك " وهذا القول يدلنا على أن الإمام محمد بن سعود كان يتحلى بحسن السيرة والوفاء قبل أن ينصر الدعوة السلفية التي تجددت على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب . كذلك يدلل ابن بشر على شجاعة الإمام بقوله : " ولم يخش لوم اللائمين ، ولا كيد الأعداء المحاربين . . . فشمر في نصرة الإسلام بالجهاد ، وبذل الجهد والاجتهاد _
________
(1) العجلاني : المرجع السابق ، ج 1 ، ص 67 .
(2) لمع الشهاب : ص 46 .
(3) H . ST. YOHN, PHILP, SAUDI ARABIA P. G
، فقام في عداوته الأصاغر والأكابر ، وجروا عليه المدافع والقنابر ، فلم يثن عزمه ما فعل المبطلون " (1) .
ويصف صاحب لمع الشهاب ما كان عليه الإمام من كرم فيقول : " ذكر الثقات من المخبرين عن شأن محمد بن سعود أنه كان رجلا كثير الخيرات والعبادة . . . وكان كريم الطبيعة ، ميسر الرزق ، له أملاك كثيرة من نخل وزروع ، وله عدد من المواشي ، قيل من سخاوته أن الرجل يأتيه من البلدان ، فيطلب منه شيئا كثيرا لوفاء دين عليه ، فإذا عرف أنه محق أعطاه إياه " (2) .
ومن حسن خلقه أنه يحفظ الجميل ولا ينساه أو يتناساه (3) ويركز صاحب لمع الشهاب على صفة الوفاء ، ويستشهد على ما يقول بوفاء الإمام وأولاده من بعده للعهد الذي قطعوه للشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولم يخرجوا عليه أبدا (4) بل لقد استشهد ولداه : فيصل ، وسعود ، خلال جهاده من أجل نصرة الدعوة ، فلم تلن له قناة ، ولم يزده ذلك إلا إصرارا على بذل المزيد من الجهد والمال والرجال في سبيل نصرة دين الله .
أما عن شجاعته فيذكر مانجان أنه لم يتخلف عن المعارك إلا بسبب اعتلال صحته وكبر سنه (5) . وعلى الرغم من أن شجاعته ليست موضع شك أو جدال ، إلا أن الإمام لم يتخلف لهذا السبب وحده ، وإنما كان يسند لابنه عبد العزيز قيادة بعض الحملات تدريبا له على القتال ، وعلى تحمل مسؤولية نشر الدعوة .
وخلاصة القول : أنه " لو لم يكن من الفضل إلا تبنيه للدعوة الإصلاحية ، واحتضانه لصاحبها ، وجهاده في سبيل نشرها لكان رصيدا ضخما من الفضل والمجد والفخار " (6) .
ــــــــــــ
(1) ابن بشر : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 3 .
(2) لمع الشهاب : ص 45 .(3) نفس المصدر .
(4) نفس المصدر .
(5) العجلاني : المصدر السابق ، ج 1 ، ص 132 .
(6) حسين خزعل : حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled