من طرف yusuf السبت نوفمبر 28, 2009 3:13 pm
التوزيع الجغرافي للمستعمرات الإسرائيلية في قطاع غزة و الضفة الغربية
كان من أبرز السمات التي أضفت طابعاً نوعياً على الوجود الإسرائيلي في فلسطين منذ بداية هذا القرن هو الاستيطان فالاستيطان هو تجسيد للفكر الإيديولوجي والاستراتيجي التي قامت عليه دولة إسرائيل، ذلك لأنه لم يكن بإمكانها أن تبعث إلى الوجود بدون تجميع شتات من الأقوام من بلدان ودول عديدة في العالم، الأمر الذي اقتضى سياسية تقوم على السطو على الأرض وتوطين أولئك الأشتات فيها.
وفي احتلالها لما تبقى من أرض فلسطين عقب عدوان 1967 تهيآت لها فرصة نادرة جديدة لإقامة المزيد من المستوطنات التي خصصت لتستوعب المزيد من المهاجرين "المهجرين"، فوضعت خططاً عاجلة وطويلة الأجل لتنفيذ مخططاتها الجديدة القديمة وشرعت وحسب مقتضيات الظرف السياسي في المنطقة بتنفيذ تكلم الخطط.
ويمكن تناول الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة من جوانب متعددة، مثل الجوانب الديموغرافية أو الوظيفية أو العقائدية وغيرها إلا أننا سنركز هنا على القراءة التحليلية لخريطة توزيع المستوطنات الإسرائيلية .
وما رافق إنشاء هذه المستوطنات من تدمير وتخريب للأراضي الفلسطينية ودور المستوطنات في السيطرة على الحدود السياسية الدولية لفلسطين وتجزئة الأراضي الفلسطينية ومنع التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية الفلسطينية وهو مايهمنا فى المقام الاول .
لقد قامت إسرائيل منذ احتلالها للضفة الغربية وقطاع غزة بالعديد من الممارسات للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، مثل مصادرة الأراضي أو جعلها مناطق أمنية أو محمية، بهدف إقامة المستوطنات عليها، وقد انتشرت هذه المستوطنات على كافة أرجاء الأراضي الفلسطينية، إذ لا تكاد تخلو منطقة إلا وبها مستوطنة أو تجمع استيطاني وتوزعت هذه المستوطنات على النحو التالي.
المنطقة عدد المستوطنات
جنين 9
نابلس 48
طولكرم 38
رام الله 27
القدس 28
بيت لحم 18
اريحا 17
الخليل 27
قطاع غزة 18
ويلاحظ من العرض السابق أن محافظة نابلس قد نالت القسط الأكبر من المستوطنات، حيث أقيم فيها 48 مستوطنة، ثم جاءت محافظة القدس في المركز الثاني وفيها 28 مستوطنة ثم الخليل ورام الله وفيها 27 مستوطنة لكل منهما وتوزعت باقي المستوطنات على باقي الأراضي الفلسطينية .
إن مجرد النظر إلى خريطة توزيع المستوطنات الإسرائيلية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، يمكن إدراك أن إقامة هذه المستوطنات في مواقعها الحالية لم يأت عبثاً بل وضعت ضمن خطط مدروسة بعناية لتحقيق الأهداف والمطامع الإسرائيلية للسيطرة على الأراضي الفلسطينية أو الضغط على التجمعات السكانية الفلسطينية لكي تصبح هذه التجمعات في النهاية جيوباً صغيرة أو كما يسمى كانتونات مغلقة وسط المحيط الإسرائيلي المتمثل في المستوطنين الذين سكنوا هذه المستوطنات،كما أن توزيع هذه المستوطنات يميل إلى الانتشار مع التركز أي أنها تنتشر على جميع الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة إلا أن هناك تركزاً في بعض المناطق، خصوصاً بالقرب من التجمعات السكانية الفلسطينية الكبيرة، وقد أقيمت هذه المستوطنات تحت تبريرات وإدعاءات منها:
1- ادعاءات دينية وفي ضوءها أنشئت مستوطنات مثل مستوطنة كريات أربع في الخليل، ومستوطنة آلن موريه في نابلس.
2- ادعاءات الملكية السابقة منذ ما قبل عام 1948 ،حيث تم إنشاء مستوطنات مثل مستوطنة غوش عتصيون في الخليل وكفار داروم في قطاع غزة وبيت هعرفاه في أريحا.
3- مبررات استراتيجية،حيث تم بناء مستوطنات القدس وسلفيت ومستوطنات الغور.
كما تهدف المستوطنات إلى :
1- خلق حاجز لمنع التواصل الجغرافي بين الفلسطينيين وإخوانهم في المحيط العربي .
2- خلق جدار أمنى بين السكان الفلسطينيين والسكان الإسرائيليين داخل خط الهدنة.
3- تجزئة الأراضي الفلسطينية وإعاقة التواصل الجغرافي.
وسوف نتناول التوزيع الجغرافي للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة بشيء من التحليل.
رأينا عند التعرض للمحاور الاستيطانية التي ضمت 79 مستوطنة كيف أمكنها فصل الضفة الغربية إلى جزئين شمالي وجنوبي، وعزل السكان الفلسطينيين عن شرق الأردن وعن الأراضي الفلسطينية غرب خط الهدنة تاركة التجمعات السكانية الفلسطينية محاصرة في جزر محاطة بشبكة من المستوطنات، ليس هذا فحسب، بل عمدت إسرائيل إلى مزاحمة هذه التجمعات، والعمل على خنقها، فلا تكاد بلدة فلسطينية إلا وجاورتها مستوطنة أو أكثر، متخذة موقعها إما على موقع استراتيجي يشرف على هذه البلدة أو على طريق رئيسي يصل بين هذه البلدات، إلا أن الأخطر من هذا وجود عدد من الكتل الاستيطانية الواضحة الأهداف، أخذت شكل الأحزمة حول المدن الفلسطينية لتطويقها، ومنع التواصل فيما بينها، كما هو الحال في القدس و الخليل و بيت لحم ورام الله، وسوف نتناول هذه الكتل والأحزمة.
1. حزام القدس :
في 28/6/1967 بدأت إسرائيل مخططاتها لتهويد مدينة القدس، عندما أعلنت عن توحيدها وتوسيع حدود بلديتها، حيث عملت على مصادرة الأراضي لاقامة المستوطنات داخلها وحولها، واستطاعت أن تصادر 40% من مساحة القدس العربية وطرد سكانها منها وأنشأت الحي اليهودي مكان حارة الشرف"المغاربة" الفلسطينية، كما أقامت حولها 15 مستوطنة تحيط بالمدينة المقدسة من جميع الجهات.
ففي الشمال والشمال الغربي ، أقامت مستوطنات راموت، ريخس شعفاط ، بسكات عومر،بسكات زئيف، رامات أشكول، التلة الفرنسية، الجامعة العبرية ، عطروت، نفي يعقوب.
وفي الجهة الجنوبية هناك مستوطنات جفعات همتوس- جيلو – هارجيلو، وسوف يكتمل الطوق الجنوبي بإقامة مستوطنة هارحوماه"جبل أبو غنيم"، أما من الشرق فهناك مستوطنات معالية ادوميم وكدار اللتان تدخلان مع مستوطنة جبعات زئيف في الشمال ضمن حدود القدس الكبرى .
لقد استطاعت إسرائيل بهذا الطوق الاستيطاني حول المدينة المقدسة عزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، فالمستوطنات الشمالية فصلت القدس عن شمال الضفة الغربية، حيث محافظات رام الله ونابلس وباقي المحافظات، والمستوطنات الجنوبية عزلت القدس عن محافظات بيت لحم والخليل، ولم تقف إسرائيل عند هذا الحد، بل دعمتها بممارسات، مثل منع سكان الضفة الغربية من الدخول إلى مدينة القدس، وفرضت عليهم إجراءات قاسية لمن يريد الدخول إليها أو حتى الذهاب إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه، وذلك عبر العديد من الحواجز العسكرية المنتشرة على الطرق المؤدية إلى القدس.
2. حزام الخليل:
أقامت إسرائيل العديد من المستوطنات في مدينة الخليل من خلال مصادرتها للأراضي من أصحابها تحت دعاوى دينية باطلة، الأمر الذي جعل هذه المستوطنات تشكل حزاماً شرقياً حول لمدينة الخليل، وتقسم المدينة إلى قسمين شرقي وغربي، والمستوطنات التي أقامتها إسرائيل من الشمال إلى الجنوب، رامات مامرية، سومرة، كريات أربع، الحي اليهودي، هداسا الدبويا، بيت رومانو، تل الرميدة، هارمنوح جعلت سكان مدينة الخليل يعيشون في جحيم إذ يقوم المستوطنون بالاعتداءات اليومية على المواطنين.
3. الكتلة الاستيطانية في محافظة بيت لحم:
أقامت إسرائيل كتلة من المستوطنات إلى الجنوب من مدينة بيت لحم وعلى الطريق الرئيسي الخليل – بيت لحم ، حيث لا تكاد تبعد المستوطنة عن الأخرى أكثر من كيلو متر واحد والمستوطنات هي:
نفي دانيال ، اليعازر، روش تسوريم ، بيت عين تسوريف، الون شيفوت، كفار عتصيون افرات ، مجدال عوز، مسئوات يتسحاق ، وهذه الكتلة الكبيرة تستطيع أن تفصل تماماً بين مدينة الخليل في الجنوب ومدينة بيت لحم في الشمال .
4. الكتلة الاستيطانية في محافظة رام الله:
تعتبر مستوطنات هذه الكتلة جزءاً من مستوطنات المحور الغربي الذي سبق الإشارة إليه ومستوطنات هذه الكتلة هي مكابيم أ،ب ، كفارروث ، منورة، شلتا، متتياهو، حشمونئيم ، كريات سيفر، وهذه المستوطنات تتوسط مجموعة من البلدات الفلسطينية وهي المدية ، نعلين، دير قديس، حزمة ، عين حارث ، بلعين، أم صفا، بيت سيرا، وهناك حزاماً استيطانياً حول مدينة رام الله يضم مستوطنات طلمون، ياديائير، بيت حورون ، جبعات زئيف ، بيت ايل، بسجوت ، كوخاف يعقوب، من الشرق، وتمتد على الجنوب حيث مستوطنات عطروت، جفعوت ، جفعات حدشاه أ، ب .
والواضح أن الهدف من تداخل المستوطنات الإسرائيلية مع البلدات الفلسطينية هو عزل هذه التجمعات السكانية الفلسطينية من جهة، واستخدامها كخطوط دفاع عن التجمعات السكانية الإسرائيلية داخل الخط الأخضر القريبة.
5.حزام قلقيلية :
تمتاز قلقيلية بقربها الشديد من التجمعات السكانية داخل خط الهدنة، لان المسافة بين المدينة وساحل البحر حوالي 15 كيلو متر، ولخطورة هذا الموقع سارعت إسرائيل بتطويق المدينة بعدد من المستوطنات، وهي تصور يغال، تصوفيم، ألفيه منشية، يرحاف، وتعتبر هذه المستوطنات مهمة من الناحية الأمنية الإسرائيلية.
ثانياً: المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة:
قامت إسرائيل بتوزيع المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة بنفس الاستراتيجية التي وزعت في الضفة الغربية، حيث تركزت مستوطناتها على الحدود المصرية الفلسطينية في الجنوب وبالقرب من خط الهدنة في الشمال ، كما تشرف مجموعة المستوطنات على شاطئ قطاع غزة في المنطقة الجنوبية والوسط ، أما في الجانب الشرقي فقد نشرت مجموعة من المستوطنات داخل خط الهدنة، وذلك لضيق المسافة الواصلة بين شاطئ البحر وخط الهدنة، والكثافة السكانية الشديدة في قطاع غزة.
لقد جاء توزيع المستوطنات في قطاع غزة في ثلاثة محاور وهي:
· المحور الغربي : ويضم كتلتين رئيسيتين من المستوطنات
كتل الشمال وتضم مستوطنات ايلي سيناي ، نيسانيت ، دوجيت
كتلة الجنوب وتضم مجموعة مستوطنات غوش قطيف وهي نيتسر حزاني، ياكال، قطيف، جاني طال، نفيه دكاليم، غديد ، جان أور، بدولح، بني عتصمونة، بآت سدي، رافيح يام ، كفار يام.
وفي الوسط مستوطنة نتساريم.
·المحور الأوسط ويضم مستوطنات ايرز ، كفار داروم ، موارج
. المحور الشرقي وهو إلى الشرق من خط الهدنة أي خارج حدود قطاع غزة إلا انه غير بعيد عن خط الحدود، ويضم مستوطنات اشدود، نير عام، جبعات، نيزمنت، مفلسايم، كفار عزة، مساعد، نحال عوز، عين هاشلوشاه، نيريم، كيسوفيم، كيرم شالوم.
إن توزيع هذه المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة، يمكن إسرائيل من السيطرة على شاطئ قطاع غزة عن طريق محور المستوطنات الغربي كما يمكنها من السيطرة على الطريق الرئيسي ، طريق صلاح الدين"رقم 4" الذي يربط شمال قطاع غزة بجنوبه عن طريق مستوطنات المحور الأوسط إيرز وكفار داروم وموراج والموقع العسكري بالقرب من مستوطنة نتساريم
وبإستخدام الطرق العرضية يمكن لإسرائيل أيضا تجزئة قطاع غزة إلى أربعة أجزاء، محافظة غزة والشمال ، دير البلح، وخانيونس ، رفح.
الآثار التي تركتها المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية :
لقد أصبحت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة من أبرز مظاهر التشويه والتدمير للبيئة الفلسطينية، بل و أخطرها على الإطلاق، فالاستيطان يعني السيطرة على الأرض والموارد، وهو بهذا يشكل ذروة الاحتلال وجوهر الفلسفة التي قامت عليها دولة إسرائيل .
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled