من المؤكد أنه حدث تغيرا واضحا وملموسا في سلوكيتنا وتصرفاتنا تجاه مختلف القضايا الحياتية التي تواجهنا . فنحن الآن نمتاز باللامبالاة وعدم الإحساس بالمسؤولية خصوصا نجاه العديد من المتغيرات على الصعيد السياسي والاجتماعي . لعل هذا التغير يبدو واضحا وملموسا لنا من خلال إلقاء نظرة على شعبنا في فترات تاريخية سابقة .بدءا من الثورة العرابية 1881م مرورا بثورة 1919م التي مثلت قمة المشاركة الشعبية وقمة الوعي السياسي التي تمتع بها هذا الشعب حيث رأينا كيف تكاتفت جميع الطبقات الشعبية مثل المثقفين والأزهريين والموظفين والعمال والطلبة .جميع هذه الطبقات اشتركت لأن هناك هدفا واحدا جمع هذه القوى الشعبية تحت لوائه ألا وهو الحصول على حرية واستقلال بلادهم من بين براثن الاحتلال البريطاني فسعت جميعها لتغيير الواقع قولا وعملا ولم تقف مكتوفة الأيدي . نفس الشئ حدث مع ثورة 23يوليو1952م حيث كانت القوى الشعبية هي السند الأول لها وتحملت معها المصاعب على المستويين الخارجي والداخلي وشاركت معها في تحقيق انجازاتها .فشتان بين اليوم والأمس 0
إن المتأمل للاتجاهات الفكرية لشعبنا – إن وجدت – في الوقت الحاضر يلاحظ وبوضوح شديد الروح الانهزامية واللامبالاة هي المحرك الرئيسي لمجريات حياتنا اليومية والدليل على ذلك إذا تحدثت مع مواطن عادي أو مثقف عن عمليات الإعداد التي تجري على قدم وساق في سبيل إحداث عملية التوريث التي تسعى لتنفيذها السلطة السياسية . فان الرد الوحيد الذي ستحصل عليه هو ( هذا أفضل من غيره ) أو ( بطون هؤلاء امتلاءت وخزائنهم ) هذا هو الواقع الذي نحيا في ظله في الوقت الحاضر ننظر من خلاله إلى ما يحدث في هذه البلاد وكأننا لا نعيش فيها أو غرباء عنها مكتفيين فقط بترديد الشعارات والهتافات الجوفاء وكأننا أصبحنا ظاهرة صوتية فقط لا نملك سوى الصوت أما صداه فلا نملكه حتى نؤثر به. لقد تركنا بلادنا لمجموعة من المستغلين والناهبين يعبثون بها وبسمعتها كيفما شاءوا حتى انحدرت إلى الحضيض والدليل على ذلك في الآونة الأخيرة التحقيقات الصحفية الغربية على التسلط السياسي في مصر والمشكلات الاجتماعية السائدة في مصر مثل تراكم القمامة والحملات التشويهية ضد وزير الثقافة المصري للحول بينه وبين الوصول لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو . ونحن من وضع بلادنا في هذا المأزق بتصرفاتنا وإهمالنا وتخلينا عن إدارة بلدنا وتركه لمجموعة من العابثين والمخربين أصحاب الحلول المخدرة لنصل إلى هذه الدرجة 0
لقد كان هذا الشعب يمتلك فيما مضى قدرات على الإبداع والعطاء المستمر ولكني أظن انه في الوقت الحاضر هناك تخطيط بعيد المدى بدأ يؤتي ثماره الآن . هذا التخطيط يستهدف إلهاء هذا الشعب عن المطالبة بحقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن طريق طعم في غاية الخطورة والأهمية في آن واحد وهو البحث عن القوت والمتابعة العمياء للعديد من الأعمال الفنية الخالية من المضمون وذلك حتى لا تكون هناك فرصة للتفكير في المستقبل السياسي الذي ينتظر هذا الشعب . مع الترويج للحملات الإعلانية الخداعة التي تتحدث عن رفع مستويات متوسطي الدخل والمواطن البسيط مع العلم أن البناء الطبقي في مصر أصبح يعاني من تخلخل كبير واهتزاز ينبئ بانهياره من الأساس حيث أصبح هناك من هم في القمة ومن هم تحت القاعدة وليس فيها . ولعل من أهم الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور والانهيار غياب فلسفة التغيير للأفضل عن فكرنا قولا وفعلا ورسوخ فلسفة التقليد الأعمى في تفكيرنا ، في حين أن هناك العديد من الدول والشعوب التي لا تمتلك المقومات الطبيعية والحضارية التي نمتلكها نحن . فالمتأمل مثلا لكل من الشعب الألماني و الشعب الياباني يلاحظ أن هذان الشعبان على الرغم من الهزيمة النكراء التي تعرضا لها في الحرب العالمية الثانية والتسويات المجحفة في أعقابها والقيود التي خرجت بمختلف أنواعها عليهما إلا أننا نجد أنهما في الوقت الحاضر قد حجزوا لأنفسهم مقعد ومكان متقدم جدا وسط القوى السياسية والاقتصادية العالمية . فنجد أن ألمانيا عقب الحرب وعقب فصل أجزائها إلى جزأين هما ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية استطاعت توحيد نفسها وإعادة بناء نفسها من جميع النواحي لتظل شهرة الماكينات الألمانية عالية شأنها في جميع أسواق العالم 0
أما اليابان هذا الشعب العملاق الذي قتل منه 200 ألف نسمة وجرح منه عدد مماثل وأصيب بتشوهات خلقية وأتلفت تربة أرضه الزراعية ويعاني من ندرة في الموارد استطاع أن يحدث المعجزة الاقتصادية في فترة زمنية لا تتجاوز 40 عاما في الفترة الممتدة من (1945م - 1985م) لتقف ندا اقتصاديا عنيدا أما الولايات المتحدة الأمريكية وليشكوا الأمريكيون من عدم بيع منتجاتهم بسبب تفوق واكتساح المنتجات اليابانية . وهذا التقدم الذي وصل إليه الشعب الياباني لم يكونا سوى حصيلة نافعة لسياسة التغيير الناجحة التي اخذ بها اليابانيون وكذلك شعوبا أخرى مثل روسيا التي أنقذت نفسها من أزمتها الاقتصادية رفي عهد يلتسن بانفراجة في عهد بوتين وتواصل ذلك في عهد ميدفيدف الذي اجبر الولايات المتحدة على التفاوض والمساومة على مشروع من مشروعات الأمن القومي الخاص بها وبحلفائها عبر التخلي عن مشروع الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك في شرق أوروبا . هذه الشعوب تقدمت وأخذت لنفسها مكانا في عالم التكتلات بسبب التغيير للأفضل الذي نفتقده نحن في مصر . التغيير الذي طرحه ديننا الإسلامي من خلال النظرة التجديدية والتطوير الذي طرحه وكان هو الدين الخاتم . فأين القوى الدينية المختلفة من سلفيين وإخوان مسلمون وغيرهم من روح وفكر وفلسفة التغيير.
لقد اكتفت القوى الدينية بالانغلاق عل نفسها وعدم النزول إلى الشارع ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي نعاني منها فليس عمليات الإصلاح كما يظنون ويحسبون أنها عن طريق المساعدات المادية للفقراء والمساكين وشنط رمضان على الرغم من أن هذا عملا يرسي قواعد التعاون الاجتماعي .إلا انه يجب عليهم أن يدعموا ذك عن طريق مشروعات مختلفة ومتصلة في آن واحد تكون سبيل مستمر للخير موجود في كل الأوقات وعليهم أن يعلموا الناس حقوقهم وواجباتهم ويعلموهم طرق المطالبة بها . لا ترديد مجموعات من الشعارات البراقة التي تجذب الناس إليها قولا لا فعلا . فالمصيبة الكبرى التي نعاني منها هي حالة الانقسام التي نحيا في ظلها وهي انفصام بين النظرية والتطبيق للأسف . نحن نمتلك دينا شمل كل شئ ولكن نحن نأخذ منه ما نشاء في الوقت الذي نشاء ونطبق كيف نشاء 0
الحل الذي يجب أن يتمسك به هذا الشعب هو تطبيق اتجاها سليما وصحيحا لإحداث التغيير المرغوب لا نخشى في ذلك أدوات وأساليب القمع التي يعاني منها دعاة الإصلاح في بلدنا فلكي تحصل على شئ عليك أن تدفع ثمنه وختاما نذكر دعاة الإصلاح والناس جميعا أن الظالم لم يولد ظالما وإنما ساعده ضعف الناس على زيادة ظلمه0
يقول الله تبارك وتعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) صدق الله العظيم ............
وعلى الله قصد السبيل
محمد جمعة
إن المتأمل للاتجاهات الفكرية لشعبنا – إن وجدت – في الوقت الحاضر يلاحظ وبوضوح شديد الروح الانهزامية واللامبالاة هي المحرك الرئيسي لمجريات حياتنا اليومية والدليل على ذلك إذا تحدثت مع مواطن عادي أو مثقف عن عمليات الإعداد التي تجري على قدم وساق في سبيل إحداث عملية التوريث التي تسعى لتنفيذها السلطة السياسية . فان الرد الوحيد الذي ستحصل عليه هو ( هذا أفضل من غيره ) أو ( بطون هؤلاء امتلاءت وخزائنهم ) هذا هو الواقع الذي نحيا في ظله في الوقت الحاضر ننظر من خلاله إلى ما يحدث في هذه البلاد وكأننا لا نعيش فيها أو غرباء عنها مكتفيين فقط بترديد الشعارات والهتافات الجوفاء وكأننا أصبحنا ظاهرة صوتية فقط لا نملك سوى الصوت أما صداه فلا نملكه حتى نؤثر به. لقد تركنا بلادنا لمجموعة من المستغلين والناهبين يعبثون بها وبسمعتها كيفما شاءوا حتى انحدرت إلى الحضيض والدليل على ذلك في الآونة الأخيرة التحقيقات الصحفية الغربية على التسلط السياسي في مصر والمشكلات الاجتماعية السائدة في مصر مثل تراكم القمامة والحملات التشويهية ضد وزير الثقافة المصري للحول بينه وبين الوصول لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو . ونحن من وضع بلادنا في هذا المأزق بتصرفاتنا وإهمالنا وتخلينا عن إدارة بلدنا وتركه لمجموعة من العابثين والمخربين أصحاب الحلول المخدرة لنصل إلى هذه الدرجة 0
لقد كان هذا الشعب يمتلك فيما مضى قدرات على الإبداع والعطاء المستمر ولكني أظن انه في الوقت الحاضر هناك تخطيط بعيد المدى بدأ يؤتي ثماره الآن . هذا التخطيط يستهدف إلهاء هذا الشعب عن المطالبة بحقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية عن طريق طعم في غاية الخطورة والأهمية في آن واحد وهو البحث عن القوت والمتابعة العمياء للعديد من الأعمال الفنية الخالية من المضمون وذلك حتى لا تكون هناك فرصة للتفكير في المستقبل السياسي الذي ينتظر هذا الشعب . مع الترويج للحملات الإعلانية الخداعة التي تتحدث عن رفع مستويات متوسطي الدخل والمواطن البسيط مع العلم أن البناء الطبقي في مصر أصبح يعاني من تخلخل كبير واهتزاز ينبئ بانهياره من الأساس حيث أصبح هناك من هم في القمة ومن هم تحت القاعدة وليس فيها . ولعل من أهم الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور والانهيار غياب فلسفة التغيير للأفضل عن فكرنا قولا وفعلا ورسوخ فلسفة التقليد الأعمى في تفكيرنا ، في حين أن هناك العديد من الدول والشعوب التي لا تمتلك المقومات الطبيعية والحضارية التي نمتلكها نحن . فالمتأمل مثلا لكل من الشعب الألماني و الشعب الياباني يلاحظ أن هذان الشعبان على الرغم من الهزيمة النكراء التي تعرضا لها في الحرب العالمية الثانية والتسويات المجحفة في أعقابها والقيود التي خرجت بمختلف أنواعها عليهما إلا أننا نجد أنهما في الوقت الحاضر قد حجزوا لأنفسهم مقعد ومكان متقدم جدا وسط القوى السياسية والاقتصادية العالمية . فنجد أن ألمانيا عقب الحرب وعقب فصل أجزائها إلى جزأين هما ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية استطاعت توحيد نفسها وإعادة بناء نفسها من جميع النواحي لتظل شهرة الماكينات الألمانية عالية شأنها في جميع أسواق العالم 0
أما اليابان هذا الشعب العملاق الذي قتل منه 200 ألف نسمة وجرح منه عدد مماثل وأصيب بتشوهات خلقية وأتلفت تربة أرضه الزراعية ويعاني من ندرة في الموارد استطاع أن يحدث المعجزة الاقتصادية في فترة زمنية لا تتجاوز 40 عاما في الفترة الممتدة من (1945م - 1985م) لتقف ندا اقتصاديا عنيدا أما الولايات المتحدة الأمريكية وليشكوا الأمريكيون من عدم بيع منتجاتهم بسبب تفوق واكتساح المنتجات اليابانية . وهذا التقدم الذي وصل إليه الشعب الياباني لم يكونا سوى حصيلة نافعة لسياسة التغيير الناجحة التي اخذ بها اليابانيون وكذلك شعوبا أخرى مثل روسيا التي أنقذت نفسها من أزمتها الاقتصادية رفي عهد يلتسن بانفراجة في عهد بوتين وتواصل ذلك في عهد ميدفيدف الذي اجبر الولايات المتحدة على التفاوض والمساومة على مشروع من مشروعات الأمن القومي الخاص بها وبحلفائها عبر التخلي عن مشروع الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك في شرق أوروبا . هذه الشعوب تقدمت وأخذت لنفسها مكانا في عالم التكتلات بسبب التغيير للأفضل الذي نفتقده نحن في مصر . التغيير الذي طرحه ديننا الإسلامي من خلال النظرة التجديدية والتطوير الذي طرحه وكان هو الدين الخاتم . فأين القوى الدينية المختلفة من سلفيين وإخوان مسلمون وغيرهم من روح وفكر وفلسفة التغيير.
لقد اكتفت القوى الدينية بالانغلاق عل نفسها وعدم النزول إلى الشارع ومعالجة المشكلات الاجتماعية التي نعاني منها فليس عمليات الإصلاح كما يظنون ويحسبون أنها عن طريق المساعدات المادية للفقراء والمساكين وشنط رمضان على الرغم من أن هذا عملا يرسي قواعد التعاون الاجتماعي .إلا انه يجب عليهم أن يدعموا ذك عن طريق مشروعات مختلفة ومتصلة في آن واحد تكون سبيل مستمر للخير موجود في كل الأوقات وعليهم أن يعلموا الناس حقوقهم وواجباتهم ويعلموهم طرق المطالبة بها . لا ترديد مجموعات من الشعارات البراقة التي تجذب الناس إليها قولا لا فعلا . فالمصيبة الكبرى التي نعاني منها هي حالة الانقسام التي نحيا في ظلها وهي انفصام بين النظرية والتطبيق للأسف . نحن نمتلك دينا شمل كل شئ ولكن نحن نأخذ منه ما نشاء في الوقت الذي نشاء ونطبق كيف نشاء 0
الحل الذي يجب أن يتمسك به هذا الشعب هو تطبيق اتجاها سليما وصحيحا لإحداث التغيير المرغوب لا نخشى في ذلك أدوات وأساليب القمع التي يعاني منها دعاة الإصلاح في بلدنا فلكي تحصل على شئ عليك أن تدفع ثمنه وختاما نذكر دعاة الإصلاح والناس جميعا أن الظالم لم يولد ظالما وإنما ساعده ضعف الناس على زيادة ظلمه0
يقول الله تبارك وتعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) صدق الله العظيم ............
وعلى الله قصد السبيل
محمد جمعة
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled