الرئيسية
ادارة المنتدى تتمنى لكم قضاء وقت سعيد 
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف 
فى محاولة لتحليل ما وقع بين الجزائرو مصر فى مبارة كرة القدم التى أقيمت على إستاد نادى المريخ السودانى بمدينة الخرطوم فى ٢٤نوفمبر ٢٠٠٩ ،لابد للإنسان أن يقف بعيدا عن الأحداث المؤسفة التى وقعت فى السودان والجزائر ضد مواطنين وشركات مصرية ، ولا بد ان تكون نظرتنا محايدة وبعيدة عن العواطف والانحياز .ولتحقيق ذلك علينا أن نحاول النظر الى الأحداث من جميع جوانبها ، وأن نتعرف على العوامل المؤثرة فيها.وفى هذا الاطار سوف نحاول الإجابة على كثير من التساؤلات التى يطرحها هذا الحدث . وأن نتعرف على ردود الافعال المترتبة عليه ،وهى على النحو التالى:
أولا: ما هو سبب الأزمة الظاهرة؟ هل هو إحتقان وتعصب شديد بين المشجعين فى الفريقين؟ ، إلا أن أداوات التعصب المصرى لم تتعد الكلام سواء بالتشجيع او حتى بالتقليل من قيمة الفريق الجزائرى ،والخطأ الذى وقع من جانبنا فعلا هو إضفاء جو من الشعور بأننا سندخل حرب وليس مجرد مبارة كرة قدم أيا كانت اهميتها ، بينما كانت ادوات التعصب والتحدى الجزائرى هى السب والقذف والتحدى واستخدام السلاح الأبيض قبل وبعد المبارة ، وكأنها عمليات ارهابية ضد عدو بغيض ، وبالطبع طالما أن احد الطرفين مستعد بالسلاح والآخر غير مستعد فتكون الغلبة فى الصدام لصالح أصحاب السلاح ..
ثانيا: ما هى أسباب الأزمة الحقيقية ؟ .ترجع الأسباب الحقيقية الى أن شعوبنا العربية قد تركت عظائم الامور وأهمها ، وانشغلت باتفهها وأقلها ، فقد تركز اهتمامنا بالكرة لا بالعمل ولا بالانتاج ولا بالتنمية ، ولا بتكتل عربى اقتصادى ينقذ شبابنا من مشاكل البطالة ،((والصياعة)) ولذلك بدأ الشباب يبحث عن وسيلة تعيد للإنسان كيانه الذاتى المنهار ، إما من الخروج من اليلاد ، وتركها بخرابها ومشاكلها والسفر للبلاد الاوروبية بالذات ، فالجزائريون يملأون بعض شوارع أوروبا خاصة فرنسا ، والمصريون يسعون للسفر لأوروبا أيضا حتى ولو سقط نصفهم فى البحر كطعام للأسماك والحيتان ، وقد يبحث الشباب المقيم فى مصر ، عن انتصار رخيص لا قيمة لة ليس فى حرب ضد اسرائيل مثلا بل فى مباراة كرة قدم لا تقدم ولاتؤخر.
ولعل الذى ادى الى وقوع تلك الأحداث وما ترتب عليها من نتائج هو فشل الحكومات العربية فى إيجاد خطط وبرامج تنموية ، تطور بلادنا وتجعلها ضمن الدول المتقدمة النمو، والتى لها دور فى الاقتصاديات الاقليمية والعالمية ، مشروعات تستغل طاقات شبابها فى النافع من الامور، وحتى لا نظل متخلفين ، مما يشجع على زيادة مطامع وتغلغل الخطر الصهيونى الأمريكي فى بلادنا ذلك الخطر الذى يهدف إلى استخدام رأس المال الأمريكي والتخطيط الصهيونى فى استنزاف طاقات المنطقة ..ثم تشغيل سكانها كعبيد فى مشروعاتة .
إن شوق الجماهير والدول العربية لتحقيق انتصار كروى او ذهاب فريق بلادهم الى كاس العالم هو فى الواقع تعويض عن عدم تحقيق أي إنجاز يعتدبه فى أي مجال ، فالصين مثلا التى تملك اكبر انجازات التطور الزراعى والصناعى والتكنولوجى فى الوقت الحاضر ، ومع ذلك ليس لها فريق يلعب فى كأس العالم ، فما هى المشكلة اذن؟.
ثالثا: ما هى حقيقة الموقف فى الجانب الجزائرى ؟ ، إن المشكلة تكمن فى أن الجزائريين بعد ان كان فريقهم قد تمكن من الفوز فى مباريات متتالية فى بداية تصفيات كاس العالم – فى الوقت الذى كان فيه الفريق المصري متعثرا – اصبح لديهم قناعة بأنهم – وليس مصر – الذين سيذهبون إلى كأس العالم فى جنوب أفريقيا ، فلما استيقظ الفريق المصرى متأخرا ، بعد أن نام واستراح بما فيه الكفاية فقد استيقظ قويا ومستريحا بدرجة مكنته أن يكتسح جميع المباريات الأخيرة في التصفيات بما فى ذلك مباراته مع الجزا ئر على أرض مصر يوم ١٨ نوفمبر ٢٠٠٩ ، مما جعل الحلم الكبير الذى كان قد أوشك أن يتحقق لدى الجزائريين فى سبيله إلى الضياع ، لذلك لما كانت هناك لحظة فاصلة بين مصر والجزائر فى السودان ، وصمم الجزائريون فريقا وادارة ومشجعين على كسب مبارة السودان حتى ولو بالسب والقذف والضرب بالسكاكين و " السنج " ، ضرب الفريق المصري أو المشجعين خاصة بسبب الخبر الكاذب المدسوس في صحيفة الشروق الجزائرية – بفعل فاعل وتدبير مخطط – الذي مؤداه أن هناك ١٦ مواطنا جزائريا قد قتلوا في مبارة مصر والجزائر بالقاهرة مما جعل روح الانتقام عنيفة – لدى عناصر تتصف طبيعتها بالعنف أساسا – ومن ثم وقع ما وقع من أحداث ، وجرت مبارة الخرطوم في جو من إرهاب السلاح ، وإرهاب الفريق الجزائري وتعديه على الفريق المصري ، ولذلك كان لابد أن تكون النتيجة بالصورة التي خرجت بها المبارة .
وإذا كان الجزائريون قد شحنوا إلى الخرطوم عناصر فوضوية وخارجة على القانون ، وخريجي سجون ، مزودين بالسلاح الأببض ، وقد جهل هؤلاء أو جهلوا ما بين مصر والجزائر من علاقات تاريخية تشكل أحد أعمدة العلاقات بين البلدين العربيين ، والمشكلة تكمن في أن شبابنا وشعوبنا العربية يفتقدون لدروس التاريخ الحقيقية ، فلو أن الشباب الجزائري عرف أنه كان لمصر دور كبير في حركة تحرير الجزائر – وقت وجود الزعيم جمال عبد الناصر – حيث أعلن بيان الثورة الجزائرية من إذاعة صوت العرب بالقاهرة عام ١٩٥٤ ، لكان موقفه قد تغير .
ولست محتاجا لأن أقول رغم كل ما حدث أن الطائرات المصرية التي ذهبت إلى الخرطوم لوأنها أخذت شباب عامة الشعب من إنبابة أو الزيتون أو بولاق بدلا من شباب الحزب الوطني الذي أخذهم جمال مبارك لكي يؤيدوه في الانتخابات التي يريد أن يكون من خلالها رئيسا ووريثا لهذا البلد لكانوا قد تصدوا وضربوا شباب شوارع الجزائر ، وكنا سنقول ، " أهم عيال صايعة مع بعض " .
رابعا : ما هو سبب إهانة المصريين بالشكل الذي حدث في السودان والجزائر ؟ ، السبب في ذلك يرجع أيضا إلى أن الصحافة وأجهزة الإعلام المصرية قد شنت إعلاما كلاميا شديدا ضد فريق الجزائر ، وبدا الأمر وكأن بلادنا مقدمة على حرب ، وليس منطقي أن يكون الأمر بهذا الشكل ، ثم إنه يوجد شعور لدى معظم الشعوب العربية بأن المصري في أي مكان شخص يتيم " ملهوش حد " ، لا حكومة ولاسفارة ولا سفير ، ولا قنصل ولا أحد سوف يسأل عنه أو يدافع عن مكانته حتى لو مات ، وطالما هان الانسان المصري على نفسه وبلده فطبيعي أن يهون على الآخرين ، وأمثلة التنازلات والتراجعات التي وقعت من جانب الحكومات المصرية عن حقوق مصريين في الخارج لا تعد ولا تحصى ، لذلك فقد تعدى الجزائريون علينا بلا تردد ولا خوف ولا خشية من حدوث شئ .
خامسا : ما هي مؤشرات ما حدث ؟! : إن ما حدث يعكس أيضا أن هناك تراجعات في المواقف القومية ، ثم سيطرة للمواقف الاقليمية الضيقة لكل بلد عربي على حده ، وقد سادت تلك الاتجاهات الانعزالية بعد عقد معاهدة " كامب ديفيد " ، وذلك كله من صنع مخططات أجنبية ، في وجود حكام عرب لا يهمهم سوى الكراسي التي تحقق لهم الغنى والثروة والسلطة ، مهما كانت الوسائل والأساليب ، وللأسف يجري ذلك لدينا في الوقت الذي تتجه فيه معظم بلاد العالم للتوحد والتكتل ، فهناك كتلة الاتحاد الاوروبي ، وكتلة الأسيان في جنوب شرق آسيا ، وكتلة تتشكل في أمريكا اللاتينية ، فلماذا نحن خارج الواقع والتاريخ ؟ إنه بدون القومية والوحدة العربية لا سبيل للتقدم ، بل لا سبيل لأن نكون قوة ، وهذا ما تسعى له اسرائيل فهل نحقق هدف إسرائيل أم نبحث عن أهدافنا القومية العربية ؟ ................د.زكى البحيرى
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
» انجولا وحظر الاسلام (1)
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم