تاريخ استعمار سبتة و مليلية و الصحراء المغربية
تقع مدينة سبتة البالغ مساحتها حوالي 28 كيلومترا مربعا في أقصى شمالي المغرب على البحر الأبيض المتوسط وقد تعاقب على احتلالها البرتغاليون عام 1415 يليهم الإسبان عام 1580
أما مليلية الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب والبالغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا، فتديرها إسبانيا منذ عام 1497
وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1992 تتمتع بصيغة للحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995
وهي صيغة لا تتضمن إقامة برلمان مستقل، بل جمعية ثم مجلسا للحكومة ورئيسا، ويحمل النواب الـ25 في الجمعية صفة مستشارين.
ويتبوأ المغرب منزلة متميزة في تاريخ الاستعمار و تصفيته على حد سواء. فقد كان على مر القرون محط الأطماع الأجنبية، لا سيما الأوربية، اعتبارا لموقعه الجغرافي المتميز كهمزة وصل بين إفريقيا و أوربا من جهة، و بين المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط من جهة ثانية. هكذا إذن، شكل احتلال إسبانيا للداخلة بأقصى الجنوب المغربي سنة 1884 فاتحة هذه الأطماع. وعقب ذلك تم عقد اتفاقات سرية بين القوى الأوربية لتوزيع مناطق النفوذ بالمغرب. و في سنة 1912، تم تقسيم المغرب كما يلي.
*منطقة النفوذ الفرنسي بالوسط
منطقة النفوذ الإسباني بالشمال بما في ذلك سبتة و مليلية و الجزر المجاورة.*
الإحتلال الاسباني للساقية الحمراء و وادي الذهب و مدينتي طرفاية و سيدي إيفني.
منطقة النفوذ الدولي بطنجة، حيث عهد بأمرها إلى مجلس يتألف من 12 قوة أجنبية.*
لم يتمكن المغرب من الإنعتاق من ربقة الاستعمار إلا بعد مقاومة تحريرية دامت زهاء 43 سنة ، توجت بعقد مفاوضات سياسية مع القوى المحتلة ، وسمحت للمغرب باسترجاع معظم مناطقه المحتلة، تدريجيا، عبر إبرام اتفاقيات دولية بشأنها.
بعد أربعة عقود من ذاك التاريخ، بدأ المغرب مسلسل استرجاع أراضيه بالتدريج عبر اتفاقات دولية متفاوض بشأنها. ففي سنة 1956، أعادت كل من فرنسا و إسبانيا المناطق التي كانتا تحتلانهما، كما عادت منطقة طنجة إلى حظيرة الوطن.
و منذ تلك السنة، و بالنظر إلى استمرار التواجد الاسباني في الثغور الشمالية والمناطق الجنوبية، قرر المغرب و حكومة مدريد العمل سوية و تبني الحوار كوسيلة مفضلة لتسوية النزاع الترابي، تحدوهما في ذلك الرغبة في تطوير علاقات حسن الجوار واستشراف المستقبل. و انبثقت عن هذا التوجه مجموعة اتفاقات تم التفاوض بشأنها عقب صدور توصيات أممية كاتفاق 1958 الذي استرجعت بموجبه مدينة طرفاية، واتفاق 1969 الذي استرجعت بموجبه مدينة سيدي إيفني، و اتفاق مدريد الذي وضع حدا للتواجد الإسباني بالصحراء و كرس عودة الأقاليم الصحراوية إلى .
و تجدر الإشارة إلى أن عقد اتفاق مدريد في 14 نونبر 1975 بين كل من إسبانيا و المغرب و موريتانيا جاء في أعقاب صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية يوم 16 أكتوبر 1975 حول الصحراء، و إعطاء إشارة انطلاق المسيرة الخضراء من قبل صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، و ذلك في 6 نونبر 1975، للتعبير عن مدى تعلق الشعب المغربي باستكمال وحدته الترابية.
المسيرة الخضراء
.أكتوبر من سنة 1975 أعلن المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت من تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة16
وقد وضعت هذه المسيرة السلمية حدا لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاستعمار والاحتلال المرير لهذه الأقاليم ومكنت بلادنا من تحقيق واستكمال وحدتها الترابية.
فبعد أن بثت محكمة العدل الدولية بلاهاي في ملف المغرب وجاء رأيها الاستشاري معترفا للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا أن روابط قانونية وروابط بيعة متجدرة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء وتحريرها.
لقد جاءت المسيرة الخضراء لتضع حدا فاصلا مع منطق الحرب وأسلوب المغامرة. وحرصا من جلالة المغفور له الحسن الثاني على تجنيب المنطقة حربا مدمرة اتخذ قراره الحكيم القاضي بتنظيم مسيرة خضراء والداعي إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لتسوية النزاعات.
وفي 5 من نونبر سنة 1975 خاطب جلالته المغاربة الذين تطوعوا للمشاركة في هذه المسيرة قائلا "غدا إن شاءالله ستخترق الحدود, غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء, غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستلمسون
350 الف مغربي و مغربية 10 في المئة منهم من النساء شاركوا في المسيرة الخضراء.
بعد أربعة أيام على انطلاق المسيرة الخضراء بدأت اتصالات ديبلوماسية مكثفة بين المغرب واسبانيا للوصول إلى حل يضمن للمغرب حقوقه على أقاليمه الصحراوية.
ونورد هنا ما قاله الملك الحسن الثاني في كتاب -ذاكرة ملك- عندما سأله الصحفي الفرنسي //اريك لوران// في أي وقت بالضبط قررتم وقف المسيرة الخضراء؟ فأجاب: "في الوقت الذي أدركت فيه جميع الأطراف المعنية انه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء. ولم يكن إرسال المغاربة في المسيرة الخضراء بالأمر الأكثر صعوبة، بل كان الأكثر من ذلك هو التأكيد من أنهم سيعودون بنظام وانتظام عندما يتلقون الأمر بذلك، وهم مقتنعون بان النصر كان حليفهم، وذلك ما حصل بالفعل"
9نونبر1975 يعلن الملك الحسن الثاني أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية.
مدريد يوم 14 نونبر 1975 يوقع المغرب واسبانيا وموريتانيا اتفاقية استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية. وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصادقت عليها -الجماعة- التي أكدت في اجتماعها بالعيون يوم 26 فبراير 1976 مغربية الصحراء. وبذلك تم وضع حد نهائي للوجود الاسباني بالمنطقة وتم احترام موقف سكانها المعبر
عنه من طرف /الجماعة/ الهيئة الصحراوية الوحيدة ذات طابع التمثيلي الحقيقي.
وقد تمت المفاوضات طبقا للفصل 33 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الذي عقد عدة جلسات بطلب من اسبانيا بعد الإعلان عن المسيرة الخضراء. ودعا مجلس الأمن في قراراته الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس والاعتدال وتجنب كل عمل من جانب واحد من شأنه تصعيد التوتر. وأشار المجلس في قرار صدر في 6 نونبر 1975 إلى ضرورة التعاون مع الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه. وقد أثبت هذا المسلسل أن المغرب كان ملتزما تمام الالتزام بالشرعية الدولية في استكمال وحدته الترابية
*1-مسيرة سلمية سلاحها القران الكريم-2-مشاركة النساء في المسيرة الخضراء-3-الحمد لله على هدا النصر.
1 2 3
سبتة ومليلية بين استعمار إسبانيا وأخطاء المغرب
للملك الإسباني خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين الجدل بشأن التاريخ الطويل للاستعمارين البرتغالي والإسباني اللذين تناوبا عليهما منذ خمسة قرون، كما أثارت الأخطاء والمسؤوليات التي يتحملها المغرب في إدارة الصراع واسترجاع مدينتيه.
حملات صليبية
حسب المؤرخ المغربي حكيم بنعزوز، يرجع استعمار سبتة إلى سنة 1415 على يد البرتغال التي كانت تشن حروبا صليبية على الوجود العربي المغربي الإسلامي بالأندلس..
وكشف بنعزوزأن المغرب تعرض لـ18 حملة صليبية برتغالية و18 حملة صليبية إسبانية..
وأوضح أن سبتة انتقلت للاستعمار الإسباني بعد هزيمة البرتغاليين في معركة وادي المخازن الشهيرة التي توفي فيها الإمبراطور البرتغالي سيباستيان.
وكان سيباستيان آنذاك عزبا فطالب قريبه الإسباني بميراثه من المستعمرات فخضعت سبتة للملك الإسباني لكن بحامية برتغالية. وهكذا ظلت سبتة تحت حكم البرتغال بملك إسباني منذ سنة 1640.
أما مدينة مليلية فلها قصة أخرى -حسب المؤرخ المغربي- وهي أن أحد الرجال الإقطاعيين الإسبان الذي كان ينظم حملات لأميركا، أخبر بوجود مدينة مغربية هجرها المغاربة فتوجه نحوها واحتلها يوم 19 يوليو/تموز 1467، ثم احتفظ بها حتى سلمها سنة 1553 للتاج الإسباني. وتعرضت بدورها لحوالي 105 مرات لحصار مغربي
أخطاء المغرب
ويؤكد المؤرخ المغربي أن الحكومات المغربية المتعاقبة أثناء الاستعمار وبعده ارتكبت مجموعة من الأخطاء القاتلة ندكر منها
أن المغرب لم يقدم تحفظه للجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة مثلما فعلت إسبانيا حين قدمت تحفظها ضد إنجلترا التي احتفظت بصخرة جبل طارق مستعمرة إلى الآن.
مشيرا إلى أن الحركة الوطنية المغربية المطالبة بالاستقلال كانت أكثر تقدما من الحكومة المغربية إذ إنها طالبت باسترجاع المدينتين أثناء فترة الاستعمار الفرنسي والإسباني للمغرب.
مغربية سبتة ومليلية
ويقول رئيس جمعية مسلمي سبتة ومليلية محمد حامد علي "إن الملك الإسباني ليس مخيرا، بل هو ملزم بتنفيذ الزيارة المثيرة للجدل، استجابة لطلب الحكومة الاشتراكية الحالية في مدريد التي تسعى إلى كسب أصوات الناخبين في سبتة ومليلية وإسبانيا نظرا لاقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقررة مطلع العام المقبل".
ويضيف محمد حامد أن الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا حاول كسب مقاعد جديدة في الانتخابات السابقة إذ إن مقاعده لا تتجاوز خمسة في مقابل 19 مقعدا لمنافسه الشعبي الذي يسيطر على المدينتين.
وتعتبر جمعية مسلمي سبتة ومليلية والجماعة الإسلامية من الهيئات المغربية التي لا ترغب فيها السلطات الإسبانية الحالية في المدينتين.
وكشف رئيس الجمعية أن السلطات الإسبانية تبذل الأموال لشراء ولاء الجمعيات والمنظمات المغربية بالمدينتين غير أنها لم تستطع أن تخترق جمعية مسلمي سبتة ومليلية نظرا لمواقفها المؤيدة لعودة المدينتين إلى السيادة المغربية.
وأشار محمد حامد إلى المضايقات التي تعرض لها العام الماضي بسبب مواقفه واعتباره شخصا غير مرغوب فيه وتقديمه للمحاكمة مرتين بتهمة الخيانة العظمى، إلا أن المحكمة الابتدائية بسبتة حكمت بعدم الاختصاص، ثم سكتت المحكمة الرئيسية بمدريد.
كما كشف أن مكسيم داقال -المستشار القانوني لرئيس الحكومة الحالي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والسفير السابق في غواتيمالا- له كتاب يعترف فيه بمغربية سبتة ومليلية، وضرورة التفاوض مع المغرب بشانهما.
زيارة كارلوس وصوفيا أعادت الجدل بشأن التاريخ الطويل للاستعمار الإسباني
منقـــــــــــــول
تقع مدينة سبتة البالغ مساحتها حوالي 28 كيلومترا مربعا في أقصى شمالي المغرب على البحر الأبيض المتوسط وقد تعاقب على احتلالها البرتغاليون عام 1415 يليهم الإسبان عام 1580
أما مليلية الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب والبالغ مساحتها 12 كيلومترا مربعا، فتديرها إسبانيا منذ عام 1497
وقد أصبحت المنطقة منذ عام 1992 تتمتع بصيغة للحكم الذاتي داخل إسبانيا بقرار البرلمان الإسباني عام 1995
وهي صيغة لا تتضمن إقامة برلمان مستقل، بل جمعية ثم مجلسا للحكومة ورئيسا، ويحمل النواب الـ25 في الجمعية صفة مستشارين.
ويتبوأ المغرب منزلة متميزة في تاريخ الاستعمار و تصفيته على حد سواء. فقد كان على مر القرون محط الأطماع الأجنبية، لا سيما الأوربية، اعتبارا لموقعه الجغرافي المتميز كهمزة وصل بين إفريقيا و أوربا من جهة، و بين المحيط الأطلسي و البحر الأبيض المتوسط من جهة ثانية. هكذا إذن، شكل احتلال إسبانيا للداخلة بأقصى الجنوب المغربي سنة 1884 فاتحة هذه الأطماع. وعقب ذلك تم عقد اتفاقات سرية بين القوى الأوربية لتوزيع مناطق النفوذ بالمغرب. و في سنة 1912، تم تقسيم المغرب كما يلي.
*منطقة النفوذ الفرنسي بالوسط
منطقة النفوذ الإسباني بالشمال بما في ذلك سبتة و مليلية و الجزر المجاورة.*
الإحتلال الاسباني للساقية الحمراء و وادي الذهب و مدينتي طرفاية و سيدي إيفني.
منطقة النفوذ الدولي بطنجة، حيث عهد بأمرها إلى مجلس يتألف من 12 قوة أجنبية.*
لم يتمكن المغرب من الإنعتاق من ربقة الاستعمار إلا بعد مقاومة تحريرية دامت زهاء 43 سنة ، توجت بعقد مفاوضات سياسية مع القوى المحتلة ، وسمحت للمغرب باسترجاع معظم مناطقه المحتلة، تدريجيا، عبر إبرام اتفاقيات دولية بشأنها.
بعد أربعة عقود من ذاك التاريخ، بدأ المغرب مسلسل استرجاع أراضيه بالتدريج عبر اتفاقات دولية متفاوض بشأنها. ففي سنة 1956، أعادت كل من فرنسا و إسبانيا المناطق التي كانتا تحتلانهما، كما عادت منطقة طنجة إلى حظيرة الوطن.
و منذ تلك السنة، و بالنظر إلى استمرار التواجد الاسباني في الثغور الشمالية والمناطق الجنوبية، قرر المغرب و حكومة مدريد العمل سوية و تبني الحوار كوسيلة مفضلة لتسوية النزاع الترابي، تحدوهما في ذلك الرغبة في تطوير علاقات حسن الجوار واستشراف المستقبل. و انبثقت عن هذا التوجه مجموعة اتفاقات تم التفاوض بشأنها عقب صدور توصيات أممية كاتفاق 1958 الذي استرجعت بموجبه مدينة طرفاية، واتفاق 1969 الذي استرجعت بموجبه مدينة سيدي إيفني، و اتفاق مدريد الذي وضع حدا للتواجد الإسباني بالصحراء و كرس عودة الأقاليم الصحراوية إلى .
و تجدر الإشارة إلى أن عقد اتفاق مدريد في 14 نونبر 1975 بين كل من إسبانيا و المغرب و موريتانيا جاء في أعقاب صدور الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية يوم 16 أكتوبر 1975 حول الصحراء، و إعطاء إشارة انطلاق المسيرة الخضراء من قبل صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، و ذلك في 6 نونبر 1975، للتعبير عن مدى تعلق الشعب المغربي باستكمال وحدته الترابية.
المسيرة الخضراء
.أكتوبر من سنة 1975 أعلن المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم أكبر مسيرة سلمية في التاريخ مكنت من تحرير الأقاليم الجنوبية للمملكة16
وقد وضعت هذه المسيرة السلمية حدا لحوالي ثلاثة أرباع قرن من الاستعمار والاحتلال المرير لهذه الأقاليم ومكنت بلادنا من تحقيق واستكمال وحدتها الترابية.
فبعد أن بثت محكمة العدل الدولية بلاهاي في ملف المغرب وجاء رأيها الاستشاري معترفا للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا أن روابط قانونية وروابط بيعة متجدرة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء وتحريرها.
لقد جاءت المسيرة الخضراء لتضع حدا فاصلا مع منطق الحرب وأسلوب المغامرة. وحرصا من جلالة المغفور له الحسن الثاني على تجنيب المنطقة حربا مدمرة اتخذ قراره الحكيم القاضي بتنظيم مسيرة خضراء والداعي إلى نبذ العنف واللجوء إلى الحوار لتسوية النزاعات.
وفي 5 من نونبر سنة 1975 خاطب جلالته المغاربة الذين تطوعوا للمشاركة في هذه المسيرة قائلا "غدا إن شاءالله ستخترق الحدود, غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء, غدا إن شاء الله ستطأون طرفا من أراضيكم وستلمسون
350 الف مغربي و مغربية 10 في المئة منهم من النساء شاركوا في المسيرة الخضراء.
بعد أربعة أيام على انطلاق المسيرة الخضراء بدأت اتصالات ديبلوماسية مكثفة بين المغرب واسبانيا للوصول إلى حل يضمن للمغرب حقوقه على أقاليمه الصحراوية.
ونورد هنا ما قاله الملك الحسن الثاني في كتاب -ذاكرة ملك- عندما سأله الصحفي الفرنسي //اريك لوران// في أي وقت بالضبط قررتم وقف المسيرة الخضراء؟ فأجاب: "في الوقت الذي أدركت فيه جميع الأطراف المعنية انه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء. ولم يكن إرسال المغاربة في المسيرة الخضراء بالأمر الأكثر صعوبة، بل كان الأكثر من ذلك هو التأكيد من أنهم سيعودون بنظام وانتظام عندما يتلقون الأمر بذلك، وهم مقتنعون بان النصر كان حليفهم، وذلك ما حصل بالفعل"
9نونبر1975 يعلن الملك الحسن الثاني أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية.
مدريد يوم 14 نونبر 1975 يوقع المغرب واسبانيا وموريتانيا اتفاقية استعاد المغرب بمقتضاها أقاليمه الجنوبية. وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وصادقت عليها -الجماعة- التي أكدت في اجتماعها بالعيون يوم 26 فبراير 1976 مغربية الصحراء. وبذلك تم وضع حد نهائي للوجود الاسباني بالمنطقة وتم احترام موقف سكانها المعبر
عنه من طرف /الجماعة/ الهيئة الصحراوية الوحيدة ذات طابع التمثيلي الحقيقي.
وقد تمت المفاوضات طبقا للفصل 33 من ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الذي عقد عدة جلسات بطلب من اسبانيا بعد الإعلان عن المسيرة الخضراء. ودعا مجلس الأمن في قراراته الأطراف المعنية إلى التحلي بضبط النفس والاعتدال وتجنب كل عمل من جانب واحد من شأنه تصعيد التوتر. وأشار المجلس في قرار صدر في 6 نونبر 1975 إلى ضرورة التعاون مع الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه. وقد أثبت هذا المسلسل أن المغرب كان ملتزما تمام الالتزام بالشرعية الدولية في استكمال وحدته الترابية
*1-مسيرة سلمية سلاحها القران الكريم-2-مشاركة النساء في المسيرة الخضراء-3-الحمد لله على هدا النصر.
1 2 3
سبتة ومليلية بين استعمار إسبانيا وأخطاء المغرب
للملك الإسباني خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية المغربيتين الجدل بشأن التاريخ الطويل للاستعمارين البرتغالي والإسباني اللذين تناوبا عليهما منذ خمسة قرون، كما أثارت الأخطاء والمسؤوليات التي يتحملها المغرب في إدارة الصراع واسترجاع مدينتيه.
حملات صليبية
حسب المؤرخ المغربي حكيم بنعزوز، يرجع استعمار سبتة إلى سنة 1415 على يد البرتغال التي كانت تشن حروبا صليبية على الوجود العربي المغربي الإسلامي بالأندلس..
وكشف بنعزوزأن المغرب تعرض لـ18 حملة صليبية برتغالية و18 حملة صليبية إسبانية..
وأوضح أن سبتة انتقلت للاستعمار الإسباني بعد هزيمة البرتغاليين في معركة وادي المخازن الشهيرة التي توفي فيها الإمبراطور البرتغالي سيباستيان.
وكان سيباستيان آنذاك عزبا فطالب قريبه الإسباني بميراثه من المستعمرات فخضعت سبتة للملك الإسباني لكن بحامية برتغالية. وهكذا ظلت سبتة تحت حكم البرتغال بملك إسباني منذ سنة 1640.
أما مدينة مليلية فلها قصة أخرى -حسب المؤرخ المغربي- وهي أن أحد الرجال الإقطاعيين الإسبان الذي كان ينظم حملات لأميركا، أخبر بوجود مدينة مغربية هجرها المغاربة فتوجه نحوها واحتلها يوم 19 يوليو/تموز 1467، ثم احتفظ بها حتى سلمها سنة 1553 للتاج الإسباني. وتعرضت بدورها لحوالي 105 مرات لحصار مغربي
أخطاء المغرب
ويؤكد المؤرخ المغربي أن الحكومات المغربية المتعاقبة أثناء الاستعمار وبعده ارتكبت مجموعة من الأخطاء القاتلة ندكر منها
أن المغرب لم يقدم تحفظه للجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة مثلما فعلت إسبانيا حين قدمت تحفظها ضد إنجلترا التي احتفظت بصخرة جبل طارق مستعمرة إلى الآن.
مشيرا إلى أن الحركة الوطنية المغربية المطالبة بالاستقلال كانت أكثر تقدما من الحكومة المغربية إذ إنها طالبت باسترجاع المدينتين أثناء فترة الاستعمار الفرنسي والإسباني للمغرب.
مغربية سبتة ومليلية
ويقول رئيس جمعية مسلمي سبتة ومليلية محمد حامد علي "إن الملك الإسباني ليس مخيرا، بل هو ملزم بتنفيذ الزيارة المثيرة للجدل، استجابة لطلب الحكومة الاشتراكية الحالية في مدريد التي تسعى إلى كسب أصوات الناخبين في سبتة ومليلية وإسبانيا نظرا لاقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقررة مطلع العام المقبل".
ويضيف محمد حامد أن الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا حاول كسب مقاعد جديدة في الانتخابات السابقة إذ إن مقاعده لا تتجاوز خمسة في مقابل 19 مقعدا لمنافسه الشعبي الذي يسيطر على المدينتين.
وتعتبر جمعية مسلمي سبتة ومليلية والجماعة الإسلامية من الهيئات المغربية التي لا ترغب فيها السلطات الإسبانية الحالية في المدينتين.
وكشف رئيس الجمعية أن السلطات الإسبانية تبذل الأموال لشراء ولاء الجمعيات والمنظمات المغربية بالمدينتين غير أنها لم تستطع أن تخترق جمعية مسلمي سبتة ومليلية نظرا لمواقفها المؤيدة لعودة المدينتين إلى السيادة المغربية.
وأشار محمد حامد إلى المضايقات التي تعرض لها العام الماضي بسبب مواقفه واعتباره شخصا غير مرغوب فيه وتقديمه للمحاكمة مرتين بتهمة الخيانة العظمى، إلا أن المحكمة الابتدائية بسبتة حكمت بعدم الاختصاص، ثم سكتت المحكمة الرئيسية بمدريد.
كما كشف أن مكسيم داقال -المستشار القانوني لرئيس الحكومة الحالي خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو والسفير السابق في غواتيمالا- له كتاب يعترف فيه بمغربية سبتة ومليلية، وضرورة التفاوض مع المغرب بشانهما.
زيارة كارلوس وصوفيا أعادت الجدل بشأن التاريخ الطويل للاستعمار الإسباني
منقـــــــــــــول
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled