كفى اعتصامات وحي على العمل

لقد سمع الكثير من أبناء الشعب المصري أو نقلت إليه مقولة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله (الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفاسد ثم يهدأ ليبني الأمجاد ) هذه الكلمات القليلة في عددها الكبيرة في معناها التي استمعنا إليها بعد الثورة المصرية في الخامس والعشرين من يناير الماضي .

ولهذه الكلمات دلالات كبيرة ما أحوجنا إلى الاستفادة منها ، ففي الفترة الأخيرة أصبحنا نسمع ونقرأ ونشاهد الكثير من الاعتصامات للعديد من المهن المختلفة بهدف الاستفادة السريعة من مكتسبات الثورة وقيام الكثير من أفراد تلك المهن في رفع مطالب فئوية للحصول على أي ثمرة سريعة حتى ولو لم تنضج بعد .

فبعد نجاح الثورة وسقوط الكثير من قيادات النظام السابق حتى وأخذنا نسمع عن ائتلافات كثيرة سواء للأطباء أو للمعلمين أو للمهندسين أو للعمال أو للموظفين وغيرهم يضربون عن العمل وبعضهم يعتصم أمام مجلس الوزارء للمطالبة كما يقولون بحقوقهم المسلوبة ومدى الغبن الواقع عليهم ولا تجد الحكومة موردا تدبر منه أموال المرتبات والمعاشات حتى وتضطر أت تراضي هذا و توزع على هذا وكأن الكل يشعر أنه إذا لم يحصل على قسط من هذه الأموال الآن فلن يحصل على شئ إلى أن يشاء الله وقد لا تأتي أبدا .

وأظن أن الكثير من الذين يعتصمون ويضربون عن العمل قد تناسوا مدى حاجة البلد إلى الإصلاح والتعمير وبناء المشروعات أكثر من تعطيل المصالح العمة والخاصة وترك الفرصة لمن يزعزعون أمن واستقرار البلاد من بلطجية وفلول وخلافه .

إننا يجب أن نعي أن أكثر الوظائف في مصر وظائف خدمية وأن الكثير من قوة العمل الماهرة تهاجر إلى الخارج عندما تجد الفرصة لذلك ، إذا استوعبنا ذلك علمنا أننا في حاجة لتشييد مصانع واستصلاح أراضي وبناء سفن حديثة لاستخدامها في الصيد بدلا من استيراد الأسماك من الخارج فلا يعقل أن تستورد دولة بها نهر شاهق وتطل على بحرين كبيرين أن تستورد أسماك من الخارج ، كذلك نحن في حاجة إلى الاتحاد ونبذ الخلاف وإيانا وتخوين بعضنا البعض فإن الواجب يحتم علينا أن نهدأ لنبني لا أن نعتصم ونضرب عن أعمالنا .