جوّع كلبك يتبعك ـ أ.[url=http://www.maktoobblog.com/د . زكريا سليمان بيومي [/url]
كتبهاممدوح حسين ، في 12 ديسمبر 2007 الساعة: 04:26 ص
هذا المثل مثل دارج يكاد يكون معروفا أو مألوفا يحدد حجم وكيفية العلاقة في ظاهره بين الإنسان والكلب كأسلوب في تعليم الإنسان للكلاب ، لكنه ينسحب علي كثير من أشكال العلاقات الإنسانية منذ العصور الإقطاعية وامتدادا لأشكال الإقطاع الذي يبدو في التحكم الرأسمالي أو الإقطاع العسكري وغير ذلك .
استرجعت هذا المثل حين قرأت في جريدتنا " المصريون " مقالاٌ للعالم الدكتور مصطفي رجب بعنوان " أستاذ دكتور بربع جنيه" وأدركت أن الكثير من السياسيين قد طبقوه بعد أن أدركوا جدواه وأن له مفعول السحر وبخاصة مع أهل العلم في الغالب الأعم .
فحين استخدمه محمد علي باشا ضد المشايخ والأعيان من أهل مصر الذين انخدعوا فيه وكتبوا للسلطان العثماني لاختياره واليا عليهم كما ذكر مؤرخ معاصر وهو عبد الرحمن الجبرتي ، سارع محمد علي فور توليه السلطة بتأميم الأوقاف التي كان من اختاروه يعيشون منها وتساعدهم علي استمرار دورهم العلمي والتعليمي ، وأصبح بعده هو المتحكم في أرزاقهم شأنهم شأن شعب مصر كله بعد أن صادر كل أرض مصر ، فخضع الجميع له وامتثلوا لأمره ، وضمن ألا يحاسبه أحد وألا يكون لهم القدرة في اختيار غيره . ومع أن محمد علي لم يكن أول من ابتدع هذا النهج إلا أنه نجح في ترسيخه كمنهج يتبع من بعده لضمان صمت وخضوع أهل الرأي من أهل العلم والثقافة .
ومع أن كل كتب السماء وآخرها القرآن الكريم قد وضعت العلم وأهله في مكانة رفيعة وعالية وجعلت منهم ضميرا يقظا يأخذ الشعوب إلي حيث تحقيق أهدافها وحل قضاياها ، إلا أن مثل هذه الوصفة السحرية " جوّع كلبك يتبعك " قد جعلت منهم في الغالب ضميرا صامتا متقلبا مبررا عاجزا . فالله سبحانه وتعالي وصف نفسه بصفات عالية واحدة في كل صفة كالرحمن والرحيم والتواب …. إلا في العلم فقد تعدّدت صفاته كالعالم والعليم والعلام وعلام الغيوب وعالم الغيب والشهادة ، بل وشدّد من هذه الصفة في سورة النجم فوصف نفسه سبحانه بشديد القوى " علمه شديد القوى " ، وجعل من أهل العلم الهادي أكثر الناس خشية لله ، ولعل في كل هذا دلالات علي مكانة العلم وأهله عند خالق السماوات والأرض .
والعلم علي هذه الصفات وبهذه المكانة يدفع أهله إلي دوام الوقوف لنصرة القيم العليا كالعدل والحق والتصدي للظلم والشر والطغيان والاستبداد والاستغلال والهيمنة والتجبر والتكبر ، ولهذا فإن أهل العلم الحقيقي في موضع صدام دائم مع السلطة السياسية التي تنهج بالتعمد أو الاضطرار كل هذه الأساليب . ووجد أهل السياسة أنفسهم أمام ضرورة اتخاذ الوسائل التي تحاصر أهل العلم أو تسكتهم أحيانا إلي أن وجدوا هذه الوصفة المضمونة النتائج في الغالب .
ومع دوام السنين ، وضرورات الحياة الملحة ، وابتعاد مناهج التعليم عن الهدف القويم ، وانحصار الغالب منها في الحرفية المادية التي تضمن التقدم المادي علي حساب التقدم النفسي والروحي والإنساني ، وانزواء الإنسان في الغالب في قالب إرضاء شهواته الحيوانية ، تواري دور أهل العلم مع تواري قوامة تكوينهم وأصبح كل همهم العيش بأي شكل وبأي صورة ، واخترعوا من المناهج ما يعينهم علي النفعية حتى ولو كان العلم وأهله في الصف الثالث أو الرابع من الصفوة يزينون به جلساتهم ومجالسهم ويلونون به خطبهم في احتواء غيرهم وتسكينهم من خلال مظاهر وخدع تافهة ونادرة تعدهم بالعدل والخير ، فكثرت علوم البروباجندا وكثر علماء التبرير الذين تبوأ بعضهم مكانة قريبة من كبار السدنة ، ونالوا قدرا أكبر من عطاياهم ليزدادوا تزيينا وتبريرا وتسويقا .
وفي ظل هذا الغياب الواضح والفاضح للمعادلة الإلهية عن العلم وأهله انزلق الكثير من أهل العلم إلي وضع مناهج مزيفة ، واندرجوا في الشرائح المبررة الآثمة . بل أصبحوا أكثر إثما من غيرهم لكونهم من خلال هذه المناهج التي ابتدعوها وزيفوها ، ومن خلال أنظمة ولوائح مكنتهم من فرض هذا الزيف ، قد أسهموا في اعتقال العقول الشابة القادرة علي أي تغيير ، فقدموا لسادتهم ، برغبتهم أو بجهلهم ، عقولا هزيلة مستسلمة لا تصلح لبناء وإنما تصلح لتبعية ، وتكالبوا علي المنح والعطايا لقاء دورهم ، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، واستحقوا أن يكونوا موضعا للسخرية التي وصفها مقال الدكتور مصطفي رجب " أستاذ دكتور بربع جنيه " .
والظاهرة الأكثر إثارة هي أن مثال هذه الحالة قد دفعت الكثير من كوادر أهل العلم ولابسي الكرافتات إلي التكالب علي الجامعات والمعاهد الخاصة أو شركات مقاولات التعليم لكونها أكثر قدرة علي زيادة المنح والعطايا ، فالمسألة عرض وطلب بعيدا عن محتوي المناهج أو النظام المتبع لاجتذاب أبناء الطبقة الغنية القادرة علي الدفع ، وكأن المسألة تتمثل في إقامة مباني وحدائق وكافتيريات يلتقي فيها صاحب الحاجة إلي شهادة تكون ديكورا اجتماعيا ، مع أصحاب البضاعة العلمية الذين يبحثون عن سوق أوفر حظا لبيع بضاعتهم بالحجم الذي يريده المشتري مع ضمان الجودة والختم لهذا المشتري ، وفي ظل نظام أمني صارم يجعل الأمر شبيه بمعسكر يضمن إكراه الطرفين البائع والمشتري علي اللقاء حتى يحصل علي نصيبه من الصفقة ، ويتم تلطيف هذا الإكراه بجو من الترفيه الموسيقي يحيط بقاعات الدرس علاوة علي الجو الرومانسي لطلاب العلم . ويصعب أن يتصور أحد أن جامعة في مصر تضع صورا لراغب علامة ومحمد حماقي ومصطفي قمر وغيرهم من نجوم اللهو علي جدران مسؤوليها دون وجود أي صورة لنجوم مصر من أهل العلم والسياسة منذ الطهطاوي إلي أحمد زويل وفاروق الباز ومن جمال عبد الناصر إلي حسني مبارك .
إن إعادة النظر إلي أهل العلم في بلادنا ، وإعادة نظر أهل العلم في طبيعة وحقيقة دورهم هو الكفيل بإعادة المعادلة إلي مسارها الصحيح إذا أردنا لبلادنا التقدم ، وأول هذه الأمور هي التحرر من القاعدة التاريخية التي أوصلتنا إلي هذا الحد " جوّع كلبك يتبعك " http://mamdouhahmed.maktoobblog.com/
استرجعت هذا المثل حين قرأت في جريدتنا " المصريون " مقالاٌ للعالم الدكتور مصطفي رجب بعنوان " أستاذ دكتور بربع جنيه" وأدركت أن الكثير من السياسيين قد طبقوه بعد أن أدركوا جدواه وأن له مفعول السحر وبخاصة مع أهل العلم في الغالب الأعم .
فحين استخدمه محمد علي باشا ضد المشايخ والأعيان من أهل مصر الذين انخدعوا فيه وكتبوا للسلطان العثماني لاختياره واليا عليهم كما ذكر مؤرخ معاصر وهو عبد الرحمن الجبرتي ، سارع محمد علي فور توليه السلطة بتأميم الأوقاف التي كان من اختاروه يعيشون منها وتساعدهم علي استمرار دورهم العلمي والتعليمي ، وأصبح بعده هو المتحكم في أرزاقهم شأنهم شأن شعب مصر كله بعد أن صادر كل أرض مصر ، فخضع الجميع له وامتثلوا لأمره ، وضمن ألا يحاسبه أحد وألا يكون لهم القدرة في اختيار غيره . ومع أن محمد علي لم يكن أول من ابتدع هذا النهج إلا أنه نجح في ترسيخه كمنهج يتبع من بعده لضمان صمت وخضوع أهل الرأي من أهل العلم والثقافة .
ومع أن كل كتب السماء وآخرها القرآن الكريم قد وضعت العلم وأهله في مكانة رفيعة وعالية وجعلت منهم ضميرا يقظا يأخذ الشعوب إلي حيث تحقيق أهدافها وحل قضاياها ، إلا أن مثل هذه الوصفة السحرية " جوّع كلبك يتبعك " قد جعلت منهم في الغالب ضميرا صامتا متقلبا مبررا عاجزا . فالله سبحانه وتعالي وصف نفسه بصفات عالية واحدة في كل صفة كالرحمن والرحيم والتواب …. إلا في العلم فقد تعدّدت صفاته كالعالم والعليم والعلام وعلام الغيوب وعالم الغيب والشهادة ، بل وشدّد من هذه الصفة في سورة النجم فوصف نفسه سبحانه بشديد القوى " علمه شديد القوى " ، وجعل من أهل العلم الهادي أكثر الناس خشية لله ، ولعل في كل هذا دلالات علي مكانة العلم وأهله عند خالق السماوات والأرض .
والعلم علي هذه الصفات وبهذه المكانة يدفع أهله إلي دوام الوقوف لنصرة القيم العليا كالعدل والحق والتصدي للظلم والشر والطغيان والاستبداد والاستغلال والهيمنة والتجبر والتكبر ، ولهذا فإن أهل العلم الحقيقي في موضع صدام دائم مع السلطة السياسية التي تنهج بالتعمد أو الاضطرار كل هذه الأساليب . ووجد أهل السياسة أنفسهم أمام ضرورة اتخاذ الوسائل التي تحاصر أهل العلم أو تسكتهم أحيانا إلي أن وجدوا هذه الوصفة المضمونة النتائج في الغالب .
ومع دوام السنين ، وضرورات الحياة الملحة ، وابتعاد مناهج التعليم عن الهدف القويم ، وانحصار الغالب منها في الحرفية المادية التي تضمن التقدم المادي علي حساب التقدم النفسي والروحي والإنساني ، وانزواء الإنسان في الغالب في قالب إرضاء شهواته الحيوانية ، تواري دور أهل العلم مع تواري قوامة تكوينهم وأصبح كل همهم العيش بأي شكل وبأي صورة ، واخترعوا من المناهج ما يعينهم علي النفعية حتى ولو كان العلم وأهله في الصف الثالث أو الرابع من الصفوة يزينون به جلساتهم ومجالسهم ويلونون به خطبهم في احتواء غيرهم وتسكينهم من خلال مظاهر وخدع تافهة ونادرة تعدهم بالعدل والخير ، فكثرت علوم البروباجندا وكثر علماء التبرير الذين تبوأ بعضهم مكانة قريبة من كبار السدنة ، ونالوا قدرا أكبر من عطاياهم ليزدادوا تزيينا وتبريرا وتسويقا .
وفي ظل هذا الغياب الواضح والفاضح للمعادلة الإلهية عن العلم وأهله انزلق الكثير من أهل العلم إلي وضع مناهج مزيفة ، واندرجوا في الشرائح المبررة الآثمة . بل أصبحوا أكثر إثما من غيرهم لكونهم من خلال هذه المناهج التي ابتدعوها وزيفوها ، ومن خلال أنظمة ولوائح مكنتهم من فرض هذا الزيف ، قد أسهموا في اعتقال العقول الشابة القادرة علي أي تغيير ، فقدموا لسادتهم ، برغبتهم أو بجهلهم ، عقولا هزيلة مستسلمة لا تصلح لبناء وإنما تصلح لتبعية ، وتكالبوا علي المنح والعطايا لقاء دورهم ، ونسوا الله فأنساهم أنفسهم ، واستحقوا أن يكونوا موضعا للسخرية التي وصفها مقال الدكتور مصطفي رجب " أستاذ دكتور بربع جنيه " .
والظاهرة الأكثر إثارة هي أن مثال هذه الحالة قد دفعت الكثير من كوادر أهل العلم ولابسي الكرافتات إلي التكالب علي الجامعات والمعاهد الخاصة أو شركات مقاولات التعليم لكونها أكثر قدرة علي زيادة المنح والعطايا ، فالمسألة عرض وطلب بعيدا عن محتوي المناهج أو النظام المتبع لاجتذاب أبناء الطبقة الغنية القادرة علي الدفع ، وكأن المسألة تتمثل في إقامة مباني وحدائق وكافتيريات يلتقي فيها صاحب الحاجة إلي شهادة تكون ديكورا اجتماعيا ، مع أصحاب البضاعة العلمية الذين يبحثون عن سوق أوفر حظا لبيع بضاعتهم بالحجم الذي يريده المشتري مع ضمان الجودة والختم لهذا المشتري ، وفي ظل نظام أمني صارم يجعل الأمر شبيه بمعسكر يضمن إكراه الطرفين البائع والمشتري علي اللقاء حتى يحصل علي نصيبه من الصفقة ، ويتم تلطيف هذا الإكراه بجو من الترفيه الموسيقي يحيط بقاعات الدرس علاوة علي الجو الرومانسي لطلاب العلم . ويصعب أن يتصور أحد أن جامعة في مصر تضع صورا لراغب علامة ومحمد حماقي ومصطفي قمر وغيرهم من نجوم اللهو علي جدران مسؤوليها دون وجود أي صورة لنجوم مصر من أهل العلم والسياسة منذ الطهطاوي إلي أحمد زويل وفاروق الباز ومن جمال عبد الناصر إلي حسني مبارك .
إن إعادة النظر إلي أهل العلم في بلادنا ، وإعادة نظر أهل العلم في طبيعة وحقيقة دورهم هو الكفيل بإعادة المعادلة إلي مسارها الصحيح إذا أردنا لبلادنا التقدم ، وأول هذه الأمور هي التحرر من القاعدة التاريخية التي أوصلتنا إلي هذا الحد " جوّع كلبك يتبعك " http://mamdouhahmed.maktoobblog.com/
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled