الوسائل التعليمية الحديثة لتعليم المكفوفين
1- مفهوم المكفوفين بصريا
تعريف الإعاقة البصرية
يتمتع حوالي98.5 % من الأفراد بالقدرة على الإبصار بشكل عادي ولكن حوالي 0.5 % ـــــ 1.5 % من الأفراد لا يحظون لأسباب عدة القدرة على الإبصار العادي وهو ما يطلق عليه الإعاقة البصرية والتي قد تأخذ مظاهر شتى , ففي الولايات المتحدة يقدر مكتب التربية نسبة المعوقين بصريا حوالي 1% أما في الأردن فيقدر صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي التطوعي الأردني ( 1979 ) عدد المعاقين بصريا حوالي ما نسبته 11.2 % من مجموع المعوقين في الأردن.
يتمتع حوالي98.5 % من الأفراد بالقدرة على الإبصار بشكل عادي ولكن حوالي 0.5 % ـــــ 1.5 % من الأفراد لا يحظون لأسباب عدة القدرة على الإبصار العادي وهو ما يطلق عليه الإعاقة البصرية والتي قد تأخذ مظاهر شتى , ففي الولايات المتحدة يقدر مكتب التربية نسبة المعوقين بصريا حوالي 1% أما في الأردن فيقدر صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي التطوعي الأردني ( 1979 ) عدد المعاقين بصريا حوالي ما نسبته 11.2 % من مجموع المعوقين في الأردن.
هذا وقد ظهرت تعريفات عدة للإعاقة البصرية منها التعريف القانوني ومنها التعريف التربوي ويشير التعريف القانوني للإعاقة البصرية إلى أن الشخص الكفيف هو ذللك الشخص الذي ا تزيد حدة إبصاره عن 20\200 قدم في أحسن العينين أو حتى في استعمال النظارة الطبية أما التعريف التربوي فيشير الىان الشخص الكفيف هو ذلك الشخص الذي لا يقرأ أو يكتب إلا بطريقة بريل
تصنيف الإعاقة البصرية :
يصنف المعوقين بصريا ضمن مجموعتين
الأولى : مجموعة المعاقين بصريا كليا وهي تلك المجموعة التي ينطبق عليها التعريف القانوني والتربوي للإعاقة البصرية
يصنف المعوقين بصريا ضمن مجموعتين
الأولى : مجموعة المعاقين بصريا كليا وهي تلك المجموعة التي ينطبق عليها التعريف القانوني والتربوي للإعاقة البصرية
الثانية : مجموعة المعاقين بصريا جزئيا وهي تلك المجموعة التي تستطيع أن تقرأ الكلمات المكتوبة بحروف مكبر ة أو باستخدام النظارة الطبية أو أي وسيلة تكبير
مظاهر الإعاقة البصرية
1- حالة قصر النظر وتبدو مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء البعيدة ويعود السبب في مثل هذه الحالة إلى سقوط صورة هذه الأشياء المرئية امام الشبكية وذلك لان كرة العين اطول من طولها الطبيعي وتستخدم النظارات الطبية ذات العدسات المقعرة لتصحيح رؤية الأشياء
2- حالة طول النظر وتبدو مظاهر هذه لحالة في صعوبة رؤية الأشياء القريبة ويعود السبب في ذللك إلى سقط صورة الأشياء المرئية خلف الشبكية وذلك لان كرة العين اقصر من طولها الطبيعي وتستخدم النظارات الطبية المحدبة لتصحيح رؤية الأشياء
3- حالة صعبة تركيز النظر وتبد و مظاهر هذه الحالة في صعوبة رؤية الأشياء بشكل مركز أي بشكل غير واضح
أسباب الإعاقة البصرية
اولا : مجموعة أسباب ما قبل مرحلة الولادة
ثانيا : مجموعة اسبب ما بعد مرحلة الولادة
يقصد بمجموعة سباب ما قبل الولادة كل العوامل الو راثية والبيئية التي تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي العوامل الجينية وسوء التغذية وتعرض الأم الحامل للأشعة السينية والعقاقير والأدوية الخ بشكل عام ومنها
أما المجموعة الثانية من الأسباب فيقصد بها مجموعة العوامل التي تؤثر على نمو حاسة البصر مثل العوامل البيئية كالتقدم بالعمر وسوء التغذية والحوادث والأمراض التي تؤدي بشكل مباشر إلى الإصابة بالعاقة البصرية
2- خصائص المكفوفين بصريا
أولا الخصائص العقلية والمعرفية :
أورد كمال سالم سيسالم (1997) عدة دراسات لفهم الخصائص العقلية للشخصية المعاق بصريا منها دراسة لنفجستون (1958 ) Livingston الذي قام بتطبيق اختبار استانفورد بينيه للذكاء . واختبار بنتنر (1942) Pintner الذي طبق اختبار ستانفورد بينيه أيضا للذكاء. والدراسة التي قامت بها باتمان (1963 ) لمعرفة تأثير الإعاقة البصرية على القراءة والقدرات اللغوية .والدراسة التي قام بها تلمان (1967) Tilman والعديد من الدراسات الأخرى .
ولكي نستطيع فهم الخصائص العقلية للمعاقين بصريا يمكن أن نقوم بتقسيم تلك الخصائص إلى :
(أ) الذكاء :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) انه قد شارات بعض الدراسات المقارنة بين الطلاب المبصرين والطلاب المعاقون بصريا إلى أن العديد من المعاقين بصريا يكون أداؤهم في اختبارات الذكاء حسنا نسبيا , كما أشار البعض الأخر إلى عكس ذلك تماما حيث أكدت بعض الدراسات أن ذكاء المعاقين بصريا يعتبر أقل من أقرانهم المبصرين . وذلك نقلا عن (ويلسون وهلفرسن ) (1947) Wilson and Halversson .
وقد يكون السبب في تناقض هذه الدراسات راجعا إلى صعوبة قياس ذكاء المعاقين بصريا حيث إن معظم الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لقياس الذكاء تشتمل على فقرات تحتاج إلى أن نتعامل معها بطريقة بصرية , ولهذا فأنه لقياس ذكاء المعاقين بصريا فإنه من الضروري الاعتماد على مقاييس مصممة ومقننة على هذه الفئة بحيث يراعى فيها الاعتماد على الأداء الحسي المتمثل في اللمس والحركة والسمع .
وفي هذا الصدد يشير عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003 ) على انه لم توضع اختبارات شفهية خاصة لقياس ذكاء المعاقين بصريا , ولكن طبقت الاختبارات الخاصة بالمبصرين على المكفوفين بعد تعديلها وأشهرها اختبار "استانفورد بينيه " " Stanford Binet " الذي قام بتعديله صمويل هايس "Samuel Hayes " (1924) حيث استبدل أثنى عشر سؤالا لا تصلح للمكفوفين بأخرى مناسبة , ومن الاختبارات المستخدمة أيضا اختبار وكسلر , ويسمى أيضا اختبار الاستعداد للتعلم من سن 6 – 20 سنه .
ويشير كمال سالم سيسالم (1997) إلى أن لونفيلد (1995) يشير إلى أن الإعاقة البصرية يمكن أن تؤثر على نمو الذكاء وذلك لارتباط الإعاقة البصرية بجوانب القصور الآتية :
1- معدل نمو الخبرات .
2- القدرة على الحركة والتنقل بحرية وفاعلية .
3- علاقة المعاق بصريا ببيئته وقدرته على السيطرة عليها والتحكم فيها .
ويشير كمال سالم سيسالم (1997) إلى إن القصور في هذه الجوانب الثلاثة السابقة من الضروري أن يؤدي إلى التأثير على الأداء العقلي وانخفاض مستوى الذكاء .
ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) انه قد اتفق عدد من الباحثين على أن الذكاء العام للمكفوفين اقل من الذكاء العام للمبصرين ولكن بفرق بسيط يمكن إهماله , كما بينت دراسات " جان بياجيه" أن المكفوفين يتعرضون إلى تأخر في النمو العقلي ( يتراوح بين السنتين , والثلاثة سنوات ) وأن نسبة المتفوقين من المبصرين أعلى منها لدى المكفوفين , وأن نسبة المتخلفين في الذكاء عند المكفوفين أعلى منها عند المبصرين .
وتشير دراسات " اوسبون , تليمان " " Osbonne & Tillman " إلى أن الطفل الكفيف أقل تذكرا للأشياء من المبصر , وأنه غير قادر على الربط بين الأشياء , وترابط الأفكار والموضوعات وتشير دراسات " سكيفاتز , وكيفارت " "Schivartz & Kephart " إلى أن الطريقة التي يكتسب بها الطفل الكفيف معلوماته الخاصة , تتم بصورة مشوهة ومنقوصة في فهم الأشياء البسيطة , والأفكار الواضحة , كما أن تقبلهم للعالم المحيط بهم غير كامل وحركاتهم محدودة .
ويشير كمال سالم سيسالم (2003) إلى أن (لونفيلد (1974) اعترف بوجود قصور في القدرات العقلية والمعرفية للمعاقين بصريا ولكنه أضاف أن هذا القصور كان واضحا وكبيرا في الماضي .
أما ألان فإن هذا القصور في القدرات العقلية ولمعرفية اخذ في التناقص وأن هناك تطورا كبيرا في نمو ذكاء المعاق بصريا زان ذلك يرجع إلى العوامل التالية :
* زيادة الاهتمام بتربية وتعلم وتأهيل المعاقين بصريا .
* توافر الخدمات الاجتماعية والنفسية والرعاية الصحية .
* تطوير العديد من وسائل وأدوات التواصل السمعية والبصرية واللمسية للمعاقين بصريا.
* الاتجاه السائد الذي ينادي بدمج المعاقين بصريا وتعلمهم في المدارس العادية .
* تغير الاتجاهات الأسرية والاجتماعية نحو المعاقين بصريا .
(ب) القدرة على التخيل والتصور البصري :
يقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الموضوع أن القدرة على التخيل والتصور البصري هي استدعاء ما سبق أن شوهد فعلا .
والنشاط التخيلي يرتكز على عمليتين هما :
- استرجاع الصورة الحسية في الذهن ( التخيل ألاستحضاري ) .
- ربط هذه الصور يبعضها البعض , بحيث تستحدث مركبات ذهنية جديدة ( التمثيل الإنشائي ) .
ويشير أيضا إلى أن العلماء قد انقسموا في تناولهم لمفهوم التخيل عند الكفيف إلى فريقين :
* حيث ذهب فريق إلى أن الكفيف رغم عجزه عن الرؤية قادر ببصيرته على أن يرى الأشياء ويصفها بدقة شأنه شأن المبصر , ويستند هؤلاء إلى ما يأتي به المكفوفون من بعض الصور البصرية الحافلة بالحركة الفائقة الدقة والوصف , ونجد في هذا امثل كثيرة لأدباء مثل أبو العلاء المعري , وبشار بن برد , وشافع بن علي بن علاء العسقلاني . وغيرهم الكثير في الدب الحديث والأدب الأجنبي مثل وهوميروس صاحب ملحمة الالياذه والاوديسا , ونيكولاس ساوندرس عالم الرياضيات وأخيرا من الصحابة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الذي ضرب أسمى الأمثلة للمعاقين بصريا المتميزين.
* أما الفريق الآخر فقد ذهب إلى أن هذه الصور البصرية ليست أكثر من ترتيب لفظي , ولعب فيه الاقتران دور كبير حيث حفظه الكفيف ثم استدعاه لتركيب صور بصرية لا تقابل في ذهنه شيئا يمت إلى الواقع المرئي بصلة , وهذا الاقتران قد لا يكون دائما لفظيا بل قد يكون اقترانا بين إحساسين أحداهما بصري والأخر المصاحب المقترن به , أي انه لا يدرك الإحساس البصري إلا عن طريق إحساس أخر , فقد يصف الكفيف السماء بأنها صافية ولكنه لا يدرك هذا الإحساس البصري إلا عن طريق الحساس الأخر الذي يصاحبه , وهو الإحساس بهدوء الجو الذي لا تتخلله رياح أو مطر .
وقد قام " سمير الدروبي " في دراسته بتحليل أحلام المكفوفين والمبصرين , وأشارت النتائج إلى أن العناصر البصرية التي تترائي في أحلام المكفوفين لم تكن أكثر من التعرف عليها بواسطة ما يملكونه من حواس أخرى – غير حاسة الرؤية – وأن لفظ الرؤية ومعناه لا يحمل في أذهانهم نفس ما يحمله المعنى في أذهان المبصرين .
وتؤكد الدراسة "لونفيلد " إن فقدان البصر يحد من التلقي والتخيل في ثلاثة جوانب هي تنوع الخبرات , والتفاعل مع الظروف المحيطة , والقدرة على فهم المفاهيم المجردة .
والكفيف لايمكنه أن يمارس النشاط التخيلي بعناصر بصرية , ذلك لأن شعوره وذاكرته يخلون من هذه الصور , وينطبق ذلك على الأكمه أم أولائك الذين فقدوا البصر بالتدريج فهم لا يملكون قدرا من القدرة على التصور البصري يتفاوت تبعا لسن الإصابة بالا عاقه , وبالتجارب والخبرات التي اكتسبوها وهم مبصرون , ومع ذلك فإن القدرة على التصور البصري لدى هؤلاء تزول تدريجيا بمرور الزمن شانهم شأن المبصرين الذين يفقدون خبراتهم المبكرة بمرور الزمن .
ويتفق عبد الرحمن إبراهيم حسين ( 2003) على أن كل من أصيب بكف البصر قبل سن الخامسة لا يستطيع أن يحتفظ بصورة سابقة , وأن كل ما يرد على لسان الكفيف بشأن الصور البصرية هو مجرد اقتران لفظي .
(ت) الإدراك (الخبرة بعالم الأشياء ) :
وفي هذا الصدد يقول عبد الرحمن إبراهيم حسين(2003) أن إدراك الشيء هو وجوده بمعنى أن الأشياء تدرك وتوجد طالما كانت حواسنا قادرة على الإحساس بها ,وبهذا تصبح الأشياء كاملة الإدراك لمن كانت حواسه كلها سليمة , ولكننا ندرك الأشياء بالحواس التي لانملك سواها وهنا لا يسعنا إن نزعم بأننا ندركها تماما .
ذلك لان الأشياء بالحواس التي قد تملك من الصفات ما تعجز حواسنا عن الإحساس به , وبذلك يكون إدراكنا للأشياء نسبيا , ولكنه تام بالنسبة لسليم الحواس من وجهة النظر الإنسانية , أمل بالنسبة لمن فقد حاسة من حواسه فيكون إدراكه ناقصا .
وبذلك يمكننا أن نقرر بأن إدراك الكفيف للأشياء إدراكا ناقصا لأنه لا يملك القدرة على الرؤية , وينعدم بالتالي وجود البعد البصري فيها , وتصبح الأشياء لديه معروفه بأبعادها الأربعة فقط على الأكثر , ويصبح بذلك العالم الذي يعيش فيه الكفيف عالما محدودا , وتصبح خبراته عن الأشياء دون مستوى البصر .
ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) أن حاستي السمع واللمس يعتبران قناتي الحصول على المعرفة بالنسبة للفرد الكفيف , ومن الضروري أن يتعرف على الوظائف الأساسية لهاتين الحاستين للوقوف على أهميتها وتنميتها وظيفيا .
كما تمكن حاسة السمع للكفيف من الحصول على المعلومات من خلال الاتصال اللفظي , وتحافظ على بقاء الفرد على اتصال بالمظاهر الاجتماعية والمادية للبيئة إلا انه بالنسبة للاتصال بالبيئة المادية فان كفاءة السمع تتقلص وتنخفض إلى حد كبير فالأشخاص قد يتحدثون أو لا يتحدثون وبذلك فان الكفيف قد يعلم بوجود الآخرين أو لا يعلم بوجود الآخرين.
والسمع يعطي الفكرة عن البعد والمسافة عن الشيء واتجاهه , لكنه لا يعطي أية معلومات عن طبيعة الشيء ولكن لا يمكن أن ننكر أن المصادر الصوتية من المصادر الأساسية التي يستمد منها الطفل الكفيف خبراته من عالم الأشياء منذ الميلاد .
كذلك تساعد حاسة اللمس الكفيف على إدراك الحجوم والأشكال ,إلا أنها لا تستطيع إدراك المسافات البعيدة أو إدراك الحجوم الكبيرة والألوان واللمس لا يكون فعال إلا إذا كان الاتصال مباشر بين الكفيف والشيء الملموس وهذا يحد من قيمة هذه الحاسة .فهناك أشياء لا يمكن لمسها كالشمس والسحاب وهنا أشياء دقيقة جدا كالحشرات وها أشياء كبيرة جدا لا يمكن معرفتها عن طريق اللمس كالمباني والجبال والأشجار والأشياء في ظروف معينه كالغليان والاحتراق ولا يمكن إهمال خاصية اللمس في معرفة بعض الخبرات المهمة مثل الخشونة أو النعومة والاستواء أو التعرج , وكذلك درجات الحرارة والوزن والسمك والحجوم والمرونة والصلابة .
بالإضافة إلى ذلك أن حاسة اللمس تساعد في تميز المساحة ومعرفة الأشياء الصغيرة بالسماح لإحدى اليدين أو كلتاهما بملاحظة الأشياء .
أما بالنسبة لحاسة الشم فيقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الأمر أن حاسة الشم تعطي معطيات لا بأس بها عن الأشياء الكبيرة والأماكن المختلفة والتي لها روائح مميزة ومحددة , وهيلين كيلر أنها تعرف نوع العمل الذي يقوم به الأفراد نم الروائح العالقة بهم مثل : روائح الخشب والبوية والعقاقير الطبية وهكذا تستطيع أن تميز بين النجار والفنان والطبيب .
وبالنسبة لحاسة التذوق فيشير عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) أن حاسة التذوق تساعد في معرفة خصائص الأشياء كالحموضة والقلوية , والحلاوة والملوحة , ولكن ليس في الإمكان معرفة هذه الخصائص بصورة مباشرة من قبل الكفيف لأنها قد تشكل خطرا على حياته .
(ث) تعويض الحواس :
يظن الكثير وخاصة العامة والغير متعلمين أن من يفقد بصره يعوضه الله في سمعه مثلا هكذا دون تدريب أو كما يقولون في المثل الشعبي " يأخذ من هنا ويضع هنا " . ولكن في لحقيقة ان الكفيف يقوم بتدريب حواسه الأخرى فتصبح أقوى من الحواس لدى المبصر العادي ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الأمر أن الاعتقاد بأن فقدان إحدى الحواس يتم التعويض عنه عن طريق تحسن تلقائي مباشرة بشكل أو بأخر في حق الحواس الاخرى , يعتبر من المعتقدات الشائعة بشأن ادراك المكفوفين ويمكن ملاحظة ثلاثة تفسيرات توضع في الاعتبار فيما يتعلق بتعويض الحواس :
- الرغبة في ان تعمل الطبيعة طبقا للعدالة وذلك لتخفيف العبء عن المعوقين بصريا .
- استخدام المكفوفين حواسهم بصورة أفضل من المبصرين يعتبر دليلا واقعيا على منح الطبيعة لهم تعويضا عن حاسة البصر المفقودة .
_ النظر الى الأعمال والانجازات التي يستطيع المكفوفون القيام بها على انها مثيرة للدهشة وأنها متفوقة عن مثيلاتها لدى المبصرين .
أي ان هذا الاعتقاد يؤكد ان فقد البصر يؤدي الى زيادة حدة الحواس الأخرى , وقد كان هذا الاعتقاد بمثابة تساؤل حاولت الكثير من الدراسات الاجابة عنه , وحيث أكدت معظم هذه الدراسات أن التعويض ليس هبة بقدر ما نوع من الاثابة للجهد المتواصل والتدريب المستمر , وعلى ذلك فان أي فاعلية او كفاءة عند المكفوفين في تفسير المعلومات الحسية المستقبلة , يجب ان تفسر في ضوء الانتباه والممارسة والتكيف والاستخدام المتزايد للحواس المتبقية .
وقد اجريت العديد من الراسات تناولت قدرات المكفوفين بالمقارنة بقدرات المبصرين على تميز اتجاه وتحديد الصوت وتحديد مسافته وشدته , وحدة حاسة الشم والتذوق واللمس واظهرت نتائج جميع الدراسات ان المكفوفين لم يكونوا على درجة أفضل من المبصرين في حد احساسهم في المجالات السابقة , ومن شهر هذه الدراسات دراسة " بيشوب " Bishoop ودراسة وليام William .
وقد اتفقت دراسة جوتس مان Gottesman ودراسة جريشباخ في المانيا في قياس حدة ودقة حاسة اللمس بواسطة الأشزيومتر وقد توصل الى أن الكفيف ليس ادق إحساسا من المبصر بل بعض الأحيان ثبت العكس تماما .
وبذلك تكون جميع الدراسات متفقة على ان التعويض الحسي لا وجود له بين المكفوفين والمبصرين , وأن المسأله تتوقف كلها على مدى تدريب الحواس على عمل معين .
واقول في هذا الموضوع ان الله حقا يهب للكفيف قدرات اقوى في السمع والشم واللمس تعويضا عن حاسة الابصار ولكن ذلك يكون باسباب التدريب والتدرب على استعمالها جيدا فمن الممكن ان يتتدرب الكفيف على استعمال الحواس الاخرى ولكن لايستطيع في النهاية ان يقوي أي منها فالله القادر على كل شيء يهب الى من يشاء ما يريد .
(ج) الخبرة بالألوان :
يقول عبد الرحمن ابراهيم (2003) في هذا الأمر ان القدرة على تمييز الألوان هي خاصية بصرية تحدث لتأثر شبكية العين بالضوء المنعكس من الشيء , والذي يكون أحد الوان اطيف السبعة , او إنعكاس كل اللوان (اللون البيض ) أو عدم انعكاس أي لون (اللون الأسود ) , ولا يوجد عضو حسي اخر يمكن أن يقوم بهذه الوظيفة , وعلى ذلك فالكفيف لا يمكنه تمييز اللون لأن شبكية العين غير قابلة للأستثارة الضوئية أو لأن المراكز البصرية في المخ مصابة بالتلف , ومن ثم يكون إدراك اللون معدوما .
أما الأطفال الذين يولدون مكفوفين أو يفقدون إبصارهم في فترة مبكرة من حياتهم لا تكون لديهم اية ذاكرة بصرية , ولا تكون لديهم أية أفكار حقيقية عن الألوان تقوم على ارتباطات لفظية وحسية و عاطفية أو حتى حواسهم الاخرى , على سبيل المثال يسمع الكفيف الشخص المبصر يتحدث عن زرقة السماء لذلك فان جميع الاحساسات المختلفة والانفعالات المرتبطة بالجو المعتدل اللطيف تبنى كفكرة بديله عن اللون الأزرق , وهذه الفكرة البديلة والارتباط الشائعة عن الوان هي مجرد جزء من الثروة اللفظية الاجتماعية دون ان يكون لها أي مقابل حسي في ذهن الكفيف .
ويوجز عادل عبد الله (2001) الخصائص العقلية الى عدة نقاط :
1- معدل ذكائهم أق من مثيله لدى أقرانهم المبصرين وربما يرجع ذلك إلى أن مقاييس الذكاء المستخدمة قد تم إعدادها في الأساس للمبصرين.
2- أداؤهم على اختبارات تتابع الذاكرة البصرية والترابط البصري أقل من المتوسط .
3- لاتوجد فروق بينهم وبين المبصرين في القدرة على التفكير .
4- معلوماتهم العامة اقل من المبصرين.
5- من الصعب عليهم أن يعبروا عن ذكائهم الفطري عن طريق الاختبارت فقط .
6- قصور في معدل نمو الخبرات .
7- تتفاوت قدرتهم الادراكية وفقا لدرجة الفقدان البصري من جانبهم .
8- يعتمد المعاقون بصريا بشكل كلي سواء تم ذلك قبل الولادة او قبل سن السابعة في تكوينهم للمفاهيم اللونية على أفكار واساليب بديلة ومختلفة عما يستخدمه المبصرون , وكذلك الحال بالنسبة للادراك الشكلي .
9- التصور البصري الذي يأتون به عبارة عن اقتران لفظي تم حفظه .
هذا بالنسبة للخصائص العقلية اما بالنسبة للخصائص الانفعالية فسوف نتحدث فيها في الاسطر القادمة باذن الله .
الخصائص الانفعالية للكفيف :
بعض الباحثين دمج بين الخصائص الانفعالية والخصائص الاجتماعية مثل كمال سالم سيسالم (2003) لارتباطهما ببعض ولكن سوف نستخلص بإذن الله الخصائص الانفعالية فقط.
وقد اجريت العديد من الدراسات والبحوث حول الخصائص الانفعالية والاجتماعية للمعاقين بصريا , ولقد أجمع الكثير منها على أن بعض المعاقين بصريا يعانون من المشاكل الااجتمكاعية والانفعالية , وأن مرجع هذه المشاكل هو قصور البصري من ناحية , وردود فعل الاخرين نحو هذا القصور البصري من ناحية , وردود فعل الاخرين نحو هذا القصور من ناحية اخرى .
ويمكن تقسيم الخصائص الاجتماعية والانفعالية للمعاقين بصريا والتي اجمعت عليها بعض البحوث والدراسات في هذا المجال الى:
مفهوم الذات , السلوك العصابي , الخضوع , الانطواء , النبساط , التوفق الاجتماعي , العدوانية , الغضب , التوافق الانفعالي .
1- مفهوم الذات :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) ان مفهوم الذات هو فكرة الفرد عن ذاته أو كيفية ادراك الفرد لذاته .
وان فكرة لفرد وادراكه لذاته يتأثر إلى حد كبير بطبيعة اتجاهاته ,ومشاعره , واعتقاده حول نفسه وقدراته الكامنة وخصائصه الشخصية ونقاط ضعفه ونقاط قوته .
ان جميع هذه المؤثرات التي تحدد مفهوم الفرد عن ذاته تتكون وتتشكل من خلال تفاعله مع الاخرين , وكذلك من خلال توقعات الاخرين عن هذا الفرد .
وقد قامت العديد من الدراسات التي تدرس العلاقة بين مفهوم الذات واذا كان الشخص كفيفا ام لا مثل الدراسة التي قام بها (لاند و فنبرج) (1965)Land and Vineberg والدراسة التي قام بها جيرفز (1959) و(زينش و لدوث ) ((1965) ZUNICH AND LEDWITH .
ووجد ان جميع هذه الدراسات أجمعت على انه يوجد اختلاف بين كل من المعاقين بصريا والمبصرين في وجهة التحكم حيث زيادة سيطرة وجهة التحكم الخارجي لدى المكفوفين في حين ان وجهة التحكم الخارجي للمبصرين هي المسيطرة كما اشارت هذه الدراسات على انه لا توجد اختلافات كبيرة بين المعاقين بصريا والمبصرين في الجوانب الاخرى من مفهوم الذات .
ويتضح من الدراسات التي ذكرناها سالفا ان هناك انخفاضا في مفهوم الذات لدى المعاق بصريا مقارنة بالمبصرين كما ان معظم الدراسات قد اشارت الى محور هذا القصور او الانخفاض هو وجهة التحكم حيث سيطرة وجهة الضبط الخارجي لدى المعاقين بصريا على وجهة الضبط الداخلي وهذا معناه عدم ثقة المعاق بريا في قدرته الذاتية واعتماده على الاخرين بشكل كبير .
2- السلوك العصابي :
يقول كمال سالم سيسالم(1997) في هذا الامر ان من ابرز مظاهر السلوك العصابي الذي يعانيه بعض الافراد هو القلق والعجز عن العمل على مستوى القدرة الفعلية ويشير كمال سالم سيسالم(1997) الى ان العديد من الدراسات التي بحثت في العلاقة بين الاعاقة البصرية والأمراض العصابية تشير الى ان هذه الأمراض تنتشر بين المعاقين بصريا بدرجه أكبر من انتشارها من المبصرين , كذلك فقد أضاف وارين (1977) بأن هذه الأمراض تنتشر الإناث المعاقين بصريا بدرجه اكبر من انتشارها بين الذكور المعاقين بصريا وقد اتضح للكمال سالم سيسالم (1997) ان القلق هو ابرز الأمراض العصابية التي تحدث للمعاقين بصريا وقد تبينت "لفرابيرج" (1972) ان هناك نوعين من القلق وهما
قلق الانفصال : وهو قلق المعاق بصريا من انقطاع العلاقة بينه وبين الافراد الذي يعتمد عليهم في تدبير شؤنه وفي امداده بالمعلومات البصرية ومن هؤلاء الافراد الوالدين والخوة والاصدقاء .
قلق الفقدان الكلي للابصار : وهذا النوع من القلق خاص بضعاف البصر الذين يخشون فقدان البقية الباقية من بصرهم ويصبحو مكفوفين كليا .
وكذلك اوضح ميلر (1970) ان قلق المعاق بصريا يرجع الى نقص ثقته بنفسه مع كف البصر وعدم قدرته عغلى التكيف مع فقد البصر كما ان هذا القلق يزداد لدى المعاق بصريا في مرحلة المراهقة .
3- الخضوع (التبعية) :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) في هذا الامر انه نظرا لطبيعة اعاقة المعاقين بصريا المتمثلة بالفقدان أو القصور البصري فقد صحب ذلك العديد من المشاكل التي يواجهها المعاق بصريا في حياته اليومية والتي منها ما هو متعلق بالحركة والتنقل , أو ما هو متعلق بفهم وتفسير المفاهيم البصرية , أو تدبير الشئون المنزلية أو الدراسية .
لذا فقد تبع ذلك خطورة اعتماد المعاق بصريا على المبصرين في مساعدته في حل أو تضييق هذه المشاكل التي يواجهها في حياته اليومية .
ويقول كمال سالم سيسالم (1997) ان هذا الرأي قد اتفق مع تلك الدراسات التي أجراها كل من ويلسون(1967) , وامامورا (1965) , وبتركسي (1953) على مجموعات من المعاقين بصريا مقارنة بمجموعات من المبصرين وقد أظهرت نتائج دراساتهم أن المعاقين بصريا أكثر تبعية واعتمادا على الغير من المبصرين وان من أكثر مظاهر التبعية انتشار مظهر طلب المساعدة من الأخرين .
4- الانطواء والانبساط :
ويقول كمال سالم سيسالم في هذه النقطه انه يصعب الحكم القاطع حول هذا الموضوع كأن نقول ان المعاقين بصريا يميلون الى الانطواء , أو إنهم أقل انبساطا من المبصرين , إذ ان هناك محددات تحكم هذا الموضوع , منها درجة وزمن الاعاقة البصرية , وجنس المعاق بصريا .
وقد أورد كل من لونفيلد(1974) و وارين (1977) تلخيصا لنتائج الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع لدى المعاقين بصريا يشتمل على النقاط الأربعة الآتية :
(أ) إن الاناث من المعاقين بصريا أكثر ميلا للانطواء من الذكور.
(ب) عن ضعاف البصر من المعاقين بصريا أكثر ميلا للانطواء من المكفوفين كليا .
(ت) إن ذوي الاعاقة الطارئة أو المكتسبة أكثر ميلا للانطواء من ذوي الاعاقة البصرية الولادية .
(ث) لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الكفيف كليا والمبصر على مقياس الانطواء والانبساط .
ويمكن التعليق على هذه النقاط الاربعة السابقة بالقول أن فقد البصر للانثى يحد من إمكانية القيام بعملها وواجباتها تجاه المنزل وتربية أبنائها ويقلل من فرصة زواجها واستقرارها مما يؤدي الى ميلها الى العزلة والانطواء .
اما بالنسبة للضعيف بصريا نجده دائما يخاف من فقدان البصر الكلي الذي يجعله عادتا يميل الى الانطواء على عكس الكفيف كليا يكوناكثر تةافقا وانبساطا من الشخصص ذي الاعاقة البصرية الجزئية .
5- العدوانية :
هناك ثلاثة انماط من السلوك العدواني كما ذكر هذا كمال سالم سيسالم (1997) وهذه الانواع هي : الجسمي الذي يتمثل في الاعتداء بالضرب على الاخرين , واللفظي المتمثل في السب والتوبيخ وإلحاق الاهانات بالآخرين , ام النوع الثالث فهو العدوان الموجه نحو الذات .
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ندرة أداء المعاقين بصريا للسلوك العدواني الجسمي كما أشارت امامورا(1965) حول هذا الموضوع الى أنه لا يوجد فروق في العدوانية بين المعاقين بصريا (ضعاف البصر , والمكفوفين كليا ) كما أشارت الى ندرة صدور السلوك العدواني الجسمي من المعاقين بصريا .
أما بالنسبة للسلوك العدواني اللفظي فقد اشارت العديد من الدراسات الى أن هذا السلوك يصدر من المعاقين بصريا بصورة أكمبر من المبصرين وخاصة ذلك السلوك العدواني اللفظي الموجه نحو الأم .
أما بالنسبة للسلوك العدواني الموجه نحو الذات فقدوجد كل من جيفرز وهاسليرد (1950) أن السلوك العدواني للمعاقين بصريا يكون موجها نحو الذات مقارنة بالمبصرين وأن هذا السلوك ينتج عن الشعور بالاحباط او الفشل الذي يرجعونه الى عوامل داخلية وليس الى عوامل خارجية مما يدفعهم الى توجيه اللوم لذواتهم وايذاء أو ايلام انفسهم في بعض الأحيان , وهذا عكس المبصرين الذين يرجعون فشلهم معظم الأحيان الى عوامل خارجية والى اشخاص اخرين وبالتالي فانهم يوجهون سلوكهم العدواني نحو الاخرين .
6- الغضب :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) في موضوع الغضب أن مشاعر الغضب تنتج لدى المعاق ببصريا من الصراع الذي يحدث داخله بين رغبته في الاستقلالية واضطراره على الاعتماد على الآخرين وقد اشارت بلنجهام (1961) الى أن المعاق بصريا تنتابه مشاعر الغضب الناتج عن عن رغبته في عمل شيء لنفسه او القيام بأداء عمل معين وفي نفس الوقت يجد نفسه عاجزا عن القيام بذلك ويضطر الى الاعتماد على الآخرين في أداء بعض الأعمال الخاصة به .
وقد أضافت برلنجهام أن مشاعر الغضب يمكن أن تجتاح أيضا الطفل المبصر وذك عندما يمنع من القيام بأداء عمل معين نظرا لصغر سنه , ولكن هذه المشاعر تختلف في مداها لدى الطفل المبصر عن الطفل المعاق بصريا , حيث أنه سرعان ما يتمكن الطفل المبصر من تطوير قدراته الخاصة بأداء هذا العمل , ومن ثم يتمكن من الاستقلالية وبالتالي تزل مشاعر الغضب التي سبق وأن انتابته في الماضي .
كذلك فقد اشار وارين (1977) الى انتشار مشاعر الغضب بين المعاقين بصريا , وأن هذه المشاعر ناتجة عن مقارنة قدراتهم بقدرات المبصرين , ويشعرون بشدة الحاجة الى المبصر , وأن المبصر يستطيع ان يؤدي أعمالا لا يستطيعون هم اداءها .
7- التوافق الانفعالي :
يشير كمال سالم سيسالم (1997) الى الدراسة التي أجراها مورجان (1944) لمعرفة التوافق الانفعالي لدى المعاقين بصريا ووجد فيها مورجان ان المعاقين بصريا قد حصلو على درجات أقل في التوافق الانفعالي من التي حصل عليها المبصرون , كما أنه لم يجد فروقا بين درجات الذكور والاناث من المعاقين بصريا وقد توافق ذلك مع الدراسة التي اجراها كل من سرمرز (1944) وهاستنجز (1947) حيث أشارت نتائجهم الىى انخفاض درجة التوافق الانفعالي للمعاقين بصريا مقارنة بالمبصرين .وأظهرت الدراسة التي أجراها بومان(1964) الى ان هناك فروقا في التوافق الانفعالي لصالح المعاقين بصريا في المدارس النهارية عن المقيمين في مدارس داخلية وهذه النتيجة تظهر مدىأثر التفاعل بين المعاق بصريا وأسرته من ناحية , وتفاعله مع المبصرين في المجتمع من ناحية أخرى , في تنمية الجوانب المختلفة لشخصيته , وفي الحد من الاعتماد على الاخرين مما يساعد على تنمية قدراته الذاتية مما يؤدي الى الزيادة في توافقه الانفعالي مقارنة بأقرانه المقيمين في المدارس الداخلية الذين لا تتاح هم الفرصة في التفاعل مع المبصرين في الأسرة والمجتمع .
ويشير أيضا كمال سالم سيسالم (1997) ان هناك اضطرابات انفعالية تصاحب الاعاقة البصرية تحدث للمعاق بصريا ويقول انها تنتشر في الاطفال المعاقين بصريا اكثر من المبصرين وذلك وفقا للدراسة التي اجرتها كيلير (1957) ودراسة فرابيرج وفريد مان (1964) على المعاقين بسبب التلف خلف العدسية وأرجعو السبب في الاضطرابات الانفعالية الى التليف خلف العدسية .
ويلخص عادل عبد الله (2001) الخصائص الانفعالية لدى المعاقين بصريا الى عدة نقاط على النحو التالي :
1- تؤثر الاعاقة سلبا على مفهوم المعاقين بصريا لذواتهم وعلى صحتهم النفسية .
2- سوءالتوافق الشخصي والاجتماعي .
3- الشعور بالعجز والدونية والاحباط والتوتر .
4- فقدان الشعور باللمن والطمأنينة .
5- تنتشر الاضطرابات النفسية كثيرا بينهم , ويعد القلق هو اكثرها شيوعا بين المعاقين بصريا .
6- اختلال صورة الجسم وعدم الثقة بالنفس .
7- كثرة استخدام الحيل الدفاعية المختلفة .
وبهذا الموجز عن الخصائص الانفعالية للمعاقين بصريا نكون قد اكملنا حديثا عن الخصائص الانفعالية والخصائص العقلية للمعاقين بصريا على قدر ما استطعنا ونأمل ان نكون قد تحدثنا على جميع الجوانب المرتبطه بهذا الموضوع ولكن من الملاحظ ان جميع الدراسات التي اوردناها في هذا البحث كلها دراسات اجنبيه وليست عربية ولا أدري ان كان ذلك لعدم وجود دراسات عربية في هذه المسألة ام ان الباحثين اهملوها لعدم الثقة بها ما ماذا؟
أورد كمال سالم سيسالم (1997) عدة دراسات لفهم الخصائص العقلية للشخصية المعاق بصريا منها دراسة لنفجستون (1958 ) Livingston الذي قام بتطبيق اختبار استانفورد بينيه للذكاء . واختبار بنتنر (1942) Pintner الذي طبق اختبار ستانفورد بينيه أيضا للذكاء. والدراسة التي قامت بها باتمان (1963 ) لمعرفة تأثير الإعاقة البصرية على القراءة والقدرات اللغوية .والدراسة التي قام بها تلمان (1967) Tilman والعديد من الدراسات الأخرى .
ولكي نستطيع فهم الخصائص العقلية للمعاقين بصريا يمكن أن نقوم بتقسيم تلك الخصائص إلى :
(أ) الذكاء :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) انه قد شارات بعض الدراسات المقارنة بين الطلاب المبصرين والطلاب المعاقون بصريا إلى أن العديد من المعاقين بصريا يكون أداؤهم في اختبارات الذكاء حسنا نسبيا , كما أشار البعض الأخر إلى عكس ذلك تماما حيث أكدت بعض الدراسات أن ذكاء المعاقين بصريا يعتبر أقل من أقرانهم المبصرين . وذلك نقلا عن (ويلسون وهلفرسن ) (1947) Wilson and Halversson .
وقد يكون السبب في تناقض هذه الدراسات راجعا إلى صعوبة قياس ذكاء المعاقين بصريا حيث إن معظم الاختبارات والمقاييس التي تستخدم لقياس الذكاء تشتمل على فقرات تحتاج إلى أن نتعامل معها بطريقة بصرية , ولهذا فأنه لقياس ذكاء المعاقين بصريا فإنه من الضروري الاعتماد على مقاييس مصممة ومقننة على هذه الفئة بحيث يراعى فيها الاعتماد على الأداء الحسي المتمثل في اللمس والحركة والسمع .
وفي هذا الصدد يشير عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003 ) على انه لم توضع اختبارات شفهية خاصة لقياس ذكاء المعاقين بصريا , ولكن طبقت الاختبارات الخاصة بالمبصرين على المكفوفين بعد تعديلها وأشهرها اختبار "استانفورد بينيه " " Stanford Binet " الذي قام بتعديله صمويل هايس "Samuel Hayes " (1924) حيث استبدل أثنى عشر سؤالا لا تصلح للمكفوفين بأخرى مناسبة , ومن الاختبارات المستخدمة أيضا اختبار وكسلر , ويسمى أيضا اختبار الاستعداد للتعلم من سن 6 – 20 سنه .
ويشير كمال سالم سيسالم (1997) إلى أن لونفيلد (1995) يشير إلى أن الإعاقة البصرية يمكن أن تؤثر على نمو الذكاء وذلك لارتباط الإعاقة البصرية بجوانب القصور الآتية :
1- معدل نمو الخبرات .
2- القدرة على الحركة والتنقل بحرية وفاعلية .
3- علاقة المعاق بصريا ببيئته وقدرته على السيطرة عليها والتحكم فيها .
ويشير كمال سالم سيسالم (1997) إلى إن القصور في هذه الجوانب الثلاثة السابقة من الضروري أن يؤدي إلى التأثير على الأداء العقلي وانخفاض مستوى الذكاء .
ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) انه قد اتفق عدد من الباحثين على أن الذكاء العام للمكفوفين اقل من الذكاء العام للمبصرين ولكن بفرق بسيط يمكن إهماله , كما بينت دراسات " جان بياجيه" أن المكفوفين يتعرضون إلى تأخر في النمو العقلي ( يتراوح بين السنتين , والثلاثة سنوات ) وأن نسبة المتفوقين من المبصرين أعلى منها لدى المكفوفين , وأن نسبة المتخلفين في الذكاء عند المكفوفين أعلى منها عند المبصرين .
وتشير دراسات " اوسبون , تليمان " " Osbonne & Tillman " إلى أن الطفل الكفيف أقل تذكرا للأشياء من المبصر , وأنه غير قادر على الربط بين الأشياء , وترابط الأفكار والموضوعات وتشير دراسات " سكيفاتز , وكيفارت " "Schivartz & Kephart " إلى أن الطريقة التي يكتسب بها الطفل الكفيف معلوماته الخاصة , تتم بصورة مشوهة ومنقوصة في فهم الأشياء البسيطة , والأفكار الواضحة , كما أن تقبلهم للعالم المحيط بهم غير كامل وحركاتهم محدودة .
ويشير كمال سالم سيسالم (2003) إلى أن (لونفيلد (1974) اعترف بوجود قصور في القدرات العقلية والمعرفية للمعاقين بصريا ولكنه أضاف أن هذا القصور كان واضحا وكبيرا في الماضي .
أما ألان فإن هذا القصور في القدرات العقلية ولمعرفية اخذ في التناقص وأن هناك تطورا كبيرا في نمو ذكاء المعاق بصريا زان ذلك يرجع إلى العوامل التالية :
* زيادة الاهتمام بتربية وتعلم وتأهيل المعاقين بصريا .
* توافر الخدمات الاجتماعية والنفسية والرعاية الصحية .
* تطوير العديد من وسائل وأدوات التواصل السمعية والبصرية واللمسية للمعاقين بصريا.
* الاتجاه السائد الذي ينادي بدمج المعاقين بصريا وتعلمهم في المدارس العادية .
* تغير الاتجاهات الأسرية والاجتماعية نحو المعاقين بصريا .
(ب) القدرة على التخيل والتصور البصري :
يقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الموضوع أن القدرة على التخيل والتصور البصري هي استدعاء ما سبق أن شوهد فعلا .
والنشاط التخيلي يرتكز على عمليتين هما :
- استرجاع الصورة الحسية في الذهن ( التخيل ألاستحضاري ) .
- ربط هذه الصور يبعضها البعض , بحيث تستحدث مركبات ذهنية جديدة ( التمثيل الإنشائي ) .
ويشير أيضا إلى أن العلماء قد انقسموا في تناولهم لمفهوم التخيل عند الكفيف إلى فريقين :
* حيث ذهب فريق إلى أن الكفيف رغم عجزه عن الرؤية قادر ببصيرته على أن يرى الأشياء ويصفها بدقة شأنه شأن المبصر , ويستند هؤلاء إلى ما يأتي به المكفوفون من بعض الصور البصرية الحافلة بالحركة الفائقة الدقة والوصف , ونجد في هذا امثل كثيرة لأدباء مثل أبو العلاء المعري , وبشار بن برد , وشافع بن علي بن علاء العسقلاني . وغيرهم الكثير في الدب الحديث والأدب الأجنبي مثل وهوميروس صاحب ملحمة الالياذه والاوديسا , ونيكولاس ساوندرس عالم الرياضيات وأخيرا من الصحابة الصحابي الجليل عبد الله ابن أم مكتوم الذي ضرب أسمى الأمثلة للمعاقين بصريا المتميزين.
* أما الفريق الآخر فقد ذهب إلى أن هذه الصور البصرية ليست أكثر من ترتيب لفظي , ولعب فيه الاقتران دور كبير حيث حفظه الكفيف ثم استدعاه لتركيب صور بصرية لا تقابل في ذهنه شيئا يمت إلى الواقع المرئي بصلة , وهذا الاقتران قد لا يكون دائما لفظيا بل قد يكون اقترانا بين إحساسين أحداهما بصري والأخر المصاحب المقترن به , أي انه لا يدرك الإحساس البصري إلا عن طريق إحساس أخر , فقد يصف الكفيف السماء بأنها صافية ولكنه لا يدرك هذا الإحساس البصري إلا عن طريق الحساس الأخر الذي يصاحبه , وهو الإحساس بهدوء الجو الذي لا تتخلله رياح أو مطر .
وقد قام " سمير الدروبي " في دراسته بتحليل أحلام المكفوفين والمبصرين , وأشارت النتائج إلى أن العناصر البصرية التي تترائي في أحلام المكفوفين لم تكن أكثر من التعرف عليها بواسطة ما يملكونه من حواس أخرى – غير حاسة الرؤية – وأن لفظ الرؤية ومعناه لا يحمل في أذهانهم نفس ما يحمله المعنى في أذهان المبصرين .
وتؤكد الدراسة "لونفيلد " إن فقدان البصر يحد من التلقي والتخيل في ثلاثة جوانب هي تنوع الخبرات , والتفاعل مع الظروف المحيطة , والقدرة على فهم المفاهيم المجردة .
والكفيف لايمكنه أن يمارس النشاط التخيلي بعناصر بصرية , ذلك لأن شعوره وذاكرته يخلون من هذه الصور , وينطبق ذلك على الأكمه أم أولائك الذين فقدوا البصر بالتدريج فهم لا يملكون قدرا من القدرة على التصور البصري يتفاوت تبعا لسن الإصابة بالا عاقه , وبالتجارب والخبرات التي اكتسبوها وهم مبصرون , ومع ذلك فإن القدرة على التصور البصري لدى هؤلاء تزول تدريجيا بمرور الزمن شانهم شأن المبصرين الذين يفقدون خبراتهم المبكرة بمرور الزمن .
ويتفق عبد الرحمن إبراهيم حسين ( 2003) على أن كل من أصيب بكف البصر قبل سن الخامسة لا يستطيع أن يحتفظ بصورة سابقة , وأن كل ما يرد على لسان الكفيف بشأن الصور البصرية هو مجرد اقتران لفظي .
(ت) الإدراك (الخبرة بعالم الأشياء ) :
وفي هذا الصدد يقول عبد الرحمن إبراهيم حسين(2003) أن إدراك الشيء هو وجوده بمعنى أن الأشياء تدرك وتوجد طالما كانت حواسنا قادرة على الإحساس بها ,وبهذا تصبح الأشياء كاملة الإدراك لمن كانت حواسه كلها سليمة , ولكننا ندرك الأشياء بالحواس التي لانملك سواها وهنا لا يسعنا إن نزعم بأننا ندركها تماما .
ذلك لان الأشياء بالحواس التي قد تملك من الصفات ما تعجز حواسنا عن الإحساس به , وبذلك يكون إدراكنا للأشياء نسبيا , ولكنه تام بالنسبة لسليم الحواس من وجهة النظر الإنسانية , أمل بالنسبة لمن فقد حاسة من حواسه فيكون إدراكه ناقصا .
وبذلك يمكننا أن نقرر بأن إدراك الكفيف للأشياء إدراكا ناقصا لأنه لا يملك القدرة على الرؤية , وينعدم بالتالي وجود البعد البصري فيها , وتصبح الأشياء لديه معروفه بأبعادها الأربعة فقط على الأكثر , ويصبح بذلك العالم الذي يعيش فيه الكفيف عالما محدودا , وتصبح خبراته عن الأشياء دون مستوى البصر .
ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) أن حاستي السمع واللمس يعتبران قناتي الحصول على المعرفة بالنسبة للفرد الكفيف , ومن الضروري أن يتعرف على الوظائف الأساسية لهاتين الحاستين للوقوف على أهميتها وتنميتها وظيفيا .
كما تمكن حاسة السمع للكفيف من الحصول على المعلومات من خلال الاتصال اللفظي , وتحافظ على بقاء الفرد على اتصال بالمظاهر الاجتماعية والمادية للبيئة إلا انه بالنسبة للاتصال بالبيئة المادية فان كفاءة السمع تتقلص وتنخفض إلى حد كبير فالأشخاص قد يتحدثون أو لا يتحدثون وبذلك فان الكفيف قد يعلم بوجود الآخرين أو لا يعلم بوجود الآخرين.
والسمع يعطي الفكرة عن البعد والمسافة عن الشيء واتجاهه , لكنه لا يعطي أية معلومات عن طبيعة الشيء ولكن لا يمكن أن ننكر أن المصادر الصوتية من المصادر الأساسية التي يستمد منها الطفل الكفيف خبراته من عالم الأشياء منذ الميلاد .
كذلك تساعد حاسة اللمس الكفيف على إدراك الحجوم والأشكال ,إلا أنها لا تستطيع إدراك المسافات البعيدة أو إدراك الحجوم الكبيرة والألوان واللمس لا يكون فعال إلا إذا كان الاتصال مباشر بين الكفيف والشيء الملموس وهذا يحد من قيمة هذه الحاسة .فهناك أشياء لا يمكن لمسها كالشمس والسحاب وهنا أشياء دقيقة جدا كالحشرات وها أشياء كبيرة جدا لا يمكن معرفتها عن طريق اللمس كالمباني والجبال والأشجار والأشياء في ظروف معينه كالغليان والاحتراق ولا يمكن إهمال خاصية اللمس في معرفة بعض الخبرات المهمة مثل الخشونة أو النعومة والاستواء أو التعرج , وكذلك درجات الحرارة والوزن والسمك والحجوم والمرونة والصلابة .
بالإضافة إلى ذلك أن حاسة اللمس تساعد في تميز المساحة ومعرفة الأشياء الصغيرة بالسماح لإحدى اليدين أو كلتاهما بملاحظة الأشياء .
أما بالنسبة لحاسة الشم فيقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الأمر أن حاسة الشم تعطي معطيات لا بأس بها عن الأشياء الكبيرة والأماكن المختلفة والتي لها روائح مميزة ومحددة , وهيلين كيلر أنها تعرف نوع العمل الذي يقوم به الأفراد نم الروائح العالقة بهم مثل : روائح الخشب والبوية والعقاقير الطبية وهكذا تستطيع أن تميز بين النجار والفنان والطبيب .
وبالنسبة لحاسة التذوق فيشير عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) أن حاسة التذوق تساعد في معرفة خصائص الأشياء كالحموضة والقلوية , والحلاوة والملوحة , ولكن ليس في الإمكان معرفة هذه الخصائص بصورة مباشرة من قبل الكفيف لأنها قد تشكل خطرا على حياته .
(ث) تعويض الحواس :
يظن الكثير وخاصة العامة والغير متعلمين أن من يفقد بصره يعوضه الله في سمعه مثلا هكذا دون تدريب أو كما يقولون في المثل الشعبي " يأخذ من هنا ويضع هنا " . ولكن في لحقيقة ان الكفيف يقوم بتدريب حواسه الأخرى فتصبح أقوى من الحواس لدى المبصر العادي ويقول عبد الرحمن إبراهيم حسين (2003) في هذا الأمر أن الاعتقاد بأن فقدان إحدى الحواس يتم التعويض عنه عن طريق تحسن تلقائي مباشرة بشكل أو بأخر في حق الحواس الاخرى , يعتبر من المعتقدات الشائعة بشأن ادراك المكفوفين ويمكن ملاحظة ثلاثة تفسيرات توضع في الاعتبار فيما يتعلق بتعويض الحواس :
- الرغبة في ان تعمل الطبيعة طبقا للعدالة وذلك لتخفيف العبء عن المعوقين بصريا .
- استخدام المكفوفين حواسهم بصورة أفضل من المبصرين يعتبر دليلا واقعيا على منح الطبيعة لهم تعويضا عن حاسة البصر المفقودة .
_ النظر الى الأعمال والانجازات التي يستطيع المكفوفون القيام بها على انها مثيرة للدهشة وأنها متفوقة عن مثيلاتها لدى المبصرين .
أي ان هذا الاعتقاد يؤكد ان فقد البصر يؤدي الى زيادة حدة الحواس الأخرى , وقد كان هذا الاعتقاد بمثابة تساؤل حاولت الكثير من الدراسات الاجابة عنه , وحيث أكدت معظم هذه الدراسات أن التعويض ليس هبة بقدر ما نوع من الاثابة للجهد المتواصل والتدريب المستمر , وعلى ذلك فان أي فاعلية او كفاءة عند المكفوفين في تفسير المعلومات الحسية المستقبلة , يجب ان تفسر في ضوء الانتباه والممارسة والتكيف والاستخدام المتزايد للحواس المتبقية .
وقد اجريت العديد من الراسات تناولت قدرات المكفوفين بالمقارنة بقدرات المبصرين على تميز اتجاه وتحديد الصوت وتحديد مسافته وشدته , وحدة حاسة الشم والتذوق واللمس واظهرت نتائج جميع الدراسات ان المكفوفين لم يكونوا على درجة أفضل من المبصرين في حد احساسهم في المجالات السابقة , ومن شهر هذه الدراسات دراسة " بيشوب " Bishoop ودراسة وليام William .
وقد اتفقت دراسة جوتس مان Gottesman ودراسة جريشباخ في المانيا في قياس حدة ودقة حاسة اللمس بواسطة الأشزيومتر وقد توصل الى أن الكفيف ليس ادق إحساسا من المبصر بل بعض الأحيان ثبت العكس تماما .
وبذلك تكون جميع الدراسات متفقة على ان التعويض الحسي لا وجود له بين المكفوفين والمبصرين , وأن المسأله تتوقف كلها على مدى تدريب الحواس على عمل معين .
واقول في هذا الموضوع ان الله حقا يهب للكفيف قدرات اقوى في السمع والشم واللمس تعويضا عن حاسة الابصار ولكن ذلك يكون باسباب التدريب والتدرب على استعمالها جيدا فمن الممكن ان يتتدرب الكفيف على استعمال الحواس الاخرى ولكن لايستطيع في النهاية ان يقوي أي منها فالله القادر على كل شيء يهب الى من يشاء ما يريد .
(ج) الخبرة بالألوان :
يقول عبد الرحمن ابراهيم (2003) في هذا الأمر ان القدرة على تمييز الألوان هي خاصية بصرية تحدث لتأثر شبكية العين بالضوء المنعكس من الشيء , والذي يكون أحد الوان اطيف السبعة , او إنعكاس كل اللوان (اللون البيض ) أو عدم انعكاس أي لون (اللون الأسود ) , ولا يوجد عضو حسي اخر يمكن أن يقوم بهذه الوظيفة , وعلى ذلك فالكفيف لا يمكنه تمييز اللون لأن شبكية العين غير قابلة للأستثارة الضوئية أو لأن المراكز البصرية في المخ مصابة بالتلف , ومن ثم يكون إدراك اللون معدوما .
أما الأطفال الذين يولدون مكفوفين أو يفقدون إبصارهم في فترة مبكرة من حياتهم لا تكون لديهم اية ذاكرة بصرية , ولا تكون لديهم أية أفكار حقيقية عن الألوان تقوم على ارتباطات لفظية وحسية و عاطفية أو حتى حواسهم الاخرى , على سبيل المثال يسمع الكفيف الشخص المبصر يتحدث عن زرقة السماء لذلك فان جميع الاحساسات المختلفة والانفعالات المرتبطة بالجو المعتدل اللطيف تبنى كفكرة بديله عن اللون الأزرق , وهذه الفكرة البديلة والارتباط الشائعة عن الوان هي مجرد جزء من الثروة اللفظية الاجتماعية دون ان يكون لها أي مقابل حسي في ذهن الكفيف .
ويوجز عادل عبد الله (2001) الخصائص العقلية الى عدة نقاط :
1- معدل ذكائهم أق من مثيله لدى أقرانهم المبصرين وربما يرجع ذلك إلى أن مقاييس الذكاء المستخدمة قد تم إعدادها في الأساس للمبصرين.
2- أداؤهم على اختبارات تتابع الذاكرة البصرية والترابط البصري أقل من المتوسط .
3- لاتوجد فروق بينهم وبين المبصرين في القدرة على التفكير .
4- معلوماتهم العامة اقل من المبصرين.
5- من الصعب عليهم أن يعبروا عن ذكائهم الفطري عن طريق الاختبارت فقط .
6- قصور في معدل نمو الخبرات .
7- تتفاوت قدرتهم الادراكية وفقا لدرجة الفقدان البصري من جانبهم .
8- يعتمد المعاقون بصريا بشكل كلي سواء تم ذلك قبل الولادة او قبل سن السابعة في تكوينهم للمفاهيم اللونية على أفكار واساليب بديلة ومختلفة عما يستخدمه المبصرون , وكذلك الحال بالنسبة للادراك الشكلي .
9- التصور البصري الذي يأتون به عبارة عن اقتران لفظي تم حفظه .
هذا بالنسبة للخصائص العقلية اما بالنسبة للخصائص الانفعالية فسوف نتحدث فيها في الاسطر القادمة باذن الله .
الخصائص الانفعالية للكفيف :
بعض الباحثين دمج بين الخصائص الانفعالية والخصائص الاجتماعية مثل كمال سالم سيسالم (2003) لارتباطهما ببعض ولكن سوف نستخلص بإذن الله الخصائص الانفعالية فقط.
وقد اجريت العديد من الدراسات والبحوث حول الخصائص الانفعالية والاجتماعية للمعاقين بصريا , ولقد أجمع الكثير منها على أن بعض المعاقين بصريا يعانون من المشاكل الااجتمكاعية والانفعالية , وأن مرجع هذه المشاكل هو قصور البصري من ناحية , وردود فعل الاخرين نحو هذا القصور البصري من ناحية , وردود فعل الاخرين نحو هذا القصور من ناحية اخرى .
ويمكن تقسيم الخصائص الاجتماعية والانفعالية للمعاقين بصريا والتي اجمعت عليها بعض البحوث والدراسات في هذا المجال الى:
مفهوم الذات , السلوك العصابي , الخضوع , الانطواء , النبساط , التوفق الاجتماعي , العدوانية , الغضب , التوافق الانفعالي .
1- مفهوم الذات :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) ان مفهوم الذات هو فكرة الفرد عن ذاته أو كيفية ادراك الفرد لذاته .
وان فكرة لفرد وادراكه لذاته يتأثر إلى حد كبير بطبيعة اتجاهاته ,ومشاعره , واعتقاده حول نفسه وقدراته الكامنة وخصائصه الشخصية ونقاط ضعفه ونقاط قوته .
ان جميع هذه المؤثرات التي تحدد مفهوم الفرد عن ذاته تتكون وتتشكل من خلال تفاعله مع الاخرين , وكذلك من خلال توقعات الاخرين عن هذا الفرد .
وقد قامت العديد من الدراسات التي تدرس العلاقة بين مفهوم الذات واذا كان الشخص كفيفا ام لا مثل الدراسة التي قام بها (لاند و فنبرج) (1965)Land and Vineberg والدراسة التي قام بها جيرفز (1959) و(زينش و لدوث ) ((1965) ZUNICH AND LEDWITH .
ووجد ان جميع هذه الدراسات أجمعت على انه يوجد اختلاف بين كل من المعاقين بصريا والمبصرين في وجهة التحكم حيث زيادة سيطرة وجهة التحكم الخارجي لدى المكفوفين في حين ان وجهة التحكم الخارجي للمبصرين هي المسيطرة كما اشارت هذه الدراسات على انه لا توجد اختلافات كبيرة بين المعاقين بصريا والمبصرين في الجوانب الاخرى من مفهوم الذات .
ويتضح من الدراسات التي ذكرناها سالفا ان هناك انخفاضا في مفهوم الذات لدى المعاق بصريا مقارنة بالمبصرين كما ان معظم الدراسات قد اشارت الى محور هذا القصور او الانخفاض هو وجهة التحكم حيث سيطرة وجهة الضبط الخارجي لدى المعاقين بصريا على وجهة الضبط الداخلي وهذا معناه عدم ثقة المعاق بريا في قدرته الذاتية واعتماده على الاخرين بشكل كبير .
2- السلوك العصابي :
يقول كمال سالم سيسالم(1997) في هذا الامر ان من ابرز مظاهر السلوك العصابي الذي يعانيه بعض الافراد هو القلق والعجز عن العمل على مستوى القدرة الفعلية ويشير كمال سالم سيسالم(1997) الى ان العديد من الدراسات التي بحثت في العلاقة بين الاعاقة البصرية والأمراض العصابية تشير الى ان هذه الأمراض تنتشر بين المعاقين بصريا بدرجه أكبر من انتشارها من المبصرين , كذلك فقد أضاف وارين (1977) بأن هذه الأمراض تنتشر الإناث المعاقين بصريا بدرجه اكبر من انتشارها بين الذكور المعاقين بصريا وقد اتضح للكمال سالم سيسالم (1997) ان القلق هو ابرز الأمراض العصابية التي تحدث للمعاقين بصريا وقد تبينت "لفرابيرج" (1972) ان هناك نوعين من القلق وهما
قلق الانفصال : وهو قلق المعاق بصريا من انقطاع العلاقة بينه وبين الافراد الذي يعتمد عليهم في تدبير شؤنه وفي امداده بالمعلومات البصرية ومن هؤلاء الافراد الوالدين والخوة والاصدقاء .
قلق الفقدان الكلي للابصار : وهذا النوع من القلق خاص بضعاف البصر الذين يخشون فقدان البقية الباقية من بصرهم ويصبحو مكفوفين كليا .
وكذلك اوضح ميلر (1970) ان قلق المعاق بصريا يرجع الى نقص ثقته بنفسه مع كف البصر وعدم قدرته عغلى التكيف مع فقد البصر كما ان هذا القلق يزداد لدى المعاق بصريا في مرحلة المراهقة .
3- الخضوع (التبعية) :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) في هذا الامر انه نظرا لطبيعة اعاقة المعاقين بصريا المتمثلة بالفقدان أو القصور البصري فقد صحب ذلك العديد من المشاكل التي يواجهها المعاق بصريا في حياته اليومية والتي منها ما هو متعلق بالحركة والتنقل , أو ما هو متعلق بفهم وتفسير المفاهيم البصرية , أو تدبير الشئون المنزلية أو الدراسية .
لذا فقد تبع ذلك خطورة اعتماد المعاق بصريا على المبصرين في مساعدته في حل أو تضييق هذه المشاكل التي يواجهها في حياته اليومية .
ويقول كمال سالم سيسالم (1997) ان هذا الرأي قد اتفق مع تلك الدراسات التي أجراها كل من ويلسون(1967) , وامامورا (1965) , وبتركسي (1953) على مجموعات من المعاقين بصريا مقارنة بمجموعات من المبصرين وقد أظهرت نتائج دراساتهم أن المعاقين بصريا أكثر تبعية واعتمادا على الغير من المبصرين وان من أكثر مظاهر التبعية انتشار مظهر طلب المساعدة من الأخرين .
4- الانطواء والانبساط :
ويقول كمال سالم سيسالم في هذه النقطه انه يصعب الحكم القاطع حول هذا الموضوع كأن نقول ان المعاقين بصريا يميلون الى الانطواء , أو إنهم أقل انبساطا من المبصرين , إذ ان هناك محددات تحكم هذا الموضوع , منها درجة وزمن الاعاقة البصرية , وجنس المعاق بصريا .
وقد أورد كل من لونفيلد(1974) و وارين (1977) تلخيصا لنتائج الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع لدى المعاقين بصريا يشتمل على النقاط الأربعة الآتية :
(أ) إن الاناث من المعاقين بصريا أكثر ميلا للانطواء من الذكور.
(ب) عن ضعاف البصر من المعاقين بصريا أكثر ميلا للانطواء من المكفوفين كليا .
(ت) إن ذوي الاعاقة الطارئة أو المكتسبة أكثر ميلا للانطواء من ذوي الاعاقة البصرية الولادية .
(ث) لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الكفيف كليا والمبصر على مقياس الانطواء والانبساط .
ويمكن التعليق على هذه النقاط الاربعة السابقة بالقول أن فقد البصر للانثى يحد من إمكانية القيام بعملها وواجباتها تجاه المنزل وتربية أبنائها ويقلل من فرصة زواجها واستقرارها مما يؤدي الى ميلها الى العزلة والانطواء .
اما بالنسبة للضعيف بصريا نجده دائما يخاف من فقدان البصر الكلي الذي يجعله عادتا يميل الى الانطواء على عكس الكفيف كليا يكوناكثر تةافقا وانبساطا من الشخصص ذي الاعاقة البصرية الجزئية .
5- العدوانية :
هناك ثلاثة انماط من السلوك العدواني كما ذكر هذا كمال سالم سيسالم (1997) وهذه الانواع هي : الجسمي الذي يتمثل في الاعتداء بالضرب على الاخرين , واللفظي المتمثل في السب والتوبيخ وإلحاق الاهانات بالآخرين , ام النوع الثالث فهو العدوان الموجه نحو الذات .
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى ندرة أداء المعاقين بصريا للسلوك العدواني الجسمي كما أشارت امامورا(1965) حول هذا الموضوع الى أنه لا يوجد فروق في العدوانية بين المعاقين بصريا (ضعاف البصر , والمكفوفين كليا ) كما أشارت الى ندرة صدور السلوك العدواني الجسمي من المعاقين بصريا .
أما بالنسبة للسلوك العدواني اللفظي فقد اشارت العديد من الدراسات الى أن هذا السلوك يصدر من المعاقين بصريا بصورة أكمبر من المبصرين وخاصة ذلك السلوك العدواني اللفظي الموجه نحو الأم .
أما بالنسبة للسلوك العدواني الموجه نحو الذات فقدوجد كل من جيفرز وهاسليرد (1950) أن السلوك العدواني للمعاقين بصريا يكون موجها نحو الذات مقارنة بالمبصرين وأن هذا السلوك ينتج عن الشعور بالاحباط او الفشل الذي يرجعونه الى عوامل داخلية وليس الى عوامل خارجية مما يدفعهم الى توجيه اللوم لذواتهم وايذاء أو ايلام انفسهم في بعض الأحيان , وهذا عكس المبصرين الذين يرجعون فشلهم معظم الأحيان الى عوامل خارجية والى اشخاص اخرين وبالتالي فانهم يوجهون سلوكهم العدواني نحو الاخرين .
6- الغضب :
يقول كمال سالم سيسالم (1997) في موضوع الغضب أن مشاعر الغضب تنتج لدى المعاق ببصريا من الصراع الذي يحدث داخله بين رغبته في الاستقلالية واضطراره على الاعتماد على الآخرين وقد اشارت بلنجهام (1961) الى أن المعاق بصريا تنتابه مشاعر الغضب الناتج عن عن رغبته في عمل شيء لنفسه او القيام بأداء عمل معين وفي نفس الوقت يجد نفسه عاجزا عن القيام بذلك ويضطر الى الاعتماد على الآخرين في أداء بعض الأعمال الخاصة به .
وقد أضافت برلنجهام أن مشاعر الغضب يمكن أن تجتاح أيضا الطفل المبصر وذك عندما يمنع من القيام بأداء عمل معين نظرا لصغر سنه , ولكن هذه المشاعر تختلف في مداها لدى الطفل المبصر عن الطفل المعاق بصريا , حيث أنه سرعان ما يتمكن الطفل المبصر من تطوير قدراته الخاصة بأداء هذا العمل , ومن ثم يتمكن من الاستقلالية وبالتالي تزل مشاعر الغضب التي سبق وأن انتابته في الماضي .
كذلك فقد اشار وارين (1977) الى انتشار مشاعر الغضب بين المعاقين بصريا , وأن هذه المشاعر ناتجة عن مقارنة قدراتهم بقدرات المبصرين , ويشعرون بشدة الحاجة الى المبصر , وأن المبصر يستطيع ان يؤدي أعمالا لا يستطيعون هم اداءها .
7- التوافق الانفعالي :
يشير كمال سالم سيسالم (1997) الى الدراسة التي أجراها مورجان (1944) لمعرفة التوافق الانفعالي لدى المعاقين بصريا ووجد فيها مورجان ان المعاقين بصريا قد حصلو على درجات أقل في التوافق الانفعالي من التي حصل عليها المبصرون , كما أنه لم يجد فروقا بين درجات الذكور والاناث من المعاقين بصريا وقد توافق ذلك مع الدراسة التي اجراها كل من سرمرز (1944) وهاستنجز (1947) حيث أشارت نتائجهم الىى انخفاض درجة التوافق الانفعالي للمعاقين بصريا مقارنة بالمبصرين .وأظهرت الدراسة التي أجراها بومان(1964) الى ان هناك فروقا في التوافق الانفعالي لصالح المعاقين بصريا في المدارس النهارية عن المقيمين في مدارس داخلية وهذه النتيجة تظهر مدىأثر التفاعل بين المعاق بصريا وأسرته من ناحية , وتفاعله مع المبصرين في المجتمع من ناحية أخرى , في تنمية الجوانب المختلفة لشخصيته , وفي الحد من الاعتماد على الاخرين مما يساعد على تنمية قدراته الذاتية مما يؤدي الى الزيادة في توافقه الانفعالي مقارنة بأقرانه المقيمين في المدارس الداخلية الذين لا تتاح هم الفرصة في التفاعل مع المبصرين في الأسرة والمجتمع .
ويشير أيضا كمال سالم سيسالم (1997) ان هناك اضطرابات انفعالية تصاحب الاعاقة البصرية تحدث للمعاق بصريا ويقول انها تنتشر في الاطفال المعاقين بصريا اكثر من المبصرين وذلك وفقا للدراسة التي اجرتها كيلير (1957) ودراسة فرابيرج وفريد مان (1964) على المعاقين بسبب التلف خلف العدسية وأرجعو السبب في الاضطرابات الانفعالية الى التليف خلف العدسية .
ويلخص عادل عبد الله (2001) الخصائص الانفعالية لدى المعاقين بصريا الى عدة نقاط على النحو التالي :
1- تؤثر الاعاقة سلبا على مفهوم المعاقين بصريا لذواتهم وعلى صحتهم النفسية .
2- سوءالتوافق الشخصي والاجتماعي .
3- الشعور بالعجز والدونية والاحباط والتوتر .
4- فقدان الشعور باللمن والطمأنينة .
5- تنتشر الاضطرابات النفسية كثيرا بينهم , ويعد القلق هو اكثرها شيوعا بين المعاقين بصريا .
6- اختلال صورة الجسم وعدم الثقة بالنفس .
7- كثرة استخدام الحيل الدفاعية المختلفة .
وبهذا الموجز عن الخصائص الانفعالية للمعاقين بصريا نكون قد اكملنا حديثا عن الخصائص الانفعالية والخصائص العقلية للمعاقين بصريا على قدر ما استطعنا ونأمل ان نكون قد تحدثنا على جميع الجوانب المرتبطه بهذا الموضوع ولكن من الملاحظ ان جميع الدراسات التي اوردناها في هذا البحث كلها دراسات اجنبيه وليست عربية ولا أدري ان كان ذلك لعدم وجود دراسات عربية في هذه المسألة ام ان الباحثين اهملوها لعدم الثقة بها ما ماذا؟
الخصائص اللغوية
من النادر ان نجد طفلا معاقا بصريا ومتمتعا بحاسة سمع جيد، لم ينم لديه التواصل اللفظي بشكل فعال، فغياب البصر لا يعتبر حاجزا كبيرا أمام نمو اللغة والكلام.
ولكن على الرغم من ذلك لا يستطيع فاقد البصر متابعة الإيماءات والإشارات وغيرها من أشكال اللغة التي يستخدمها المبصرون في مواضع كثيرة من محادثاتهم.
ومن اهم انواع اضطرابات اللغة والكلام التي يعانيها بعض المعاقين بصريا والتي اجمعت عليها معظم الدراسات والبحوث مايلي:
- الاسبتدال: وهو استبدال صوت بصوت كاستبدال الشين بسين، أو الكاف بقاف.
- العلو: ويتمثل في ارتفاع الصوت الذي قد لا يتوافق مع طبيعة الحدث الذي يتكلم عنه.
- عدم التغيير في طبقة الصوت: بحيث يسير الكلام على نبرة ووتيرة واحدة. - القصور في استخدام الإيماءات والتعبيرات الوجهية والجسمية المصاحبة للكلام.
- قصور في الاتصال بالعين مع المتحدث: يتمثل في عدم التغيير او التحويل في اتجاهات الرأس عند متابعة الاستماع لشخص ما.
- (اللفظية): وهي الإفراط في الالفاظ على حساب المعنى، وينتج عن هذا القصور في الاستخدام الدقيق للكلمات او الالفاظ الخاصة بموضوع ما او فكرة معينة، فيعمد المعاق بصريا الى سرد مجموعة من الكلمات او الالفاظ عله يستطيع ان يوصل او يوضح ما يريد قوله.
- قصور في التعبير: وينتج عن القصور في الادراك البصري لبعض المفاهيم او العلاقات او الاحداث وما يرتبط بها من قصور في استدعاء الدلالات اللفظية التي تعبر عنها
الخصائص الإجتماعية
الاعاقة البصرية قد تفرض على الفرد نوعا معينا من القصور الناتج عن الغياب او النقص في حاسة الابصار، يؤدي الى معاناة المعاق بصريا من مشكلات متعددة كالمشكلات الحركية، والمشكلات الناتجة عن الحماية الزائدة، والاعتماد على الآخرين، والقصور في العلاقات الاجتماعية، مما يؤثر على المعاق اجتماعيا وانفعاليا.
وقد اثبتت الدراسات التي اجريت حول ارتباط الاعاقة البصرية بالاعاقات الاخرى ان هناك بعض الاعاقات المصاحبة للاعاقة البصرية، اكثرها انتشارا: الاضطرابات الانفعالية، والاعاقات الجسمية كالاضطرابات في الحركة والكلام، وحالات الصراع، والتخلف العقلي، والصمم
الاعاقة البصرية قد تفرض على الفرد نوعا معينا من القصور الناتج عن الغياب او النقص في حاسة الابصار، يؤدي الى معاناة المعاق بصريا من مشكلات متعددة كالمشكلات الحركية، والمشكلات الناتجة عن الحماية الزائدة، والاعتماد على الآخرين، والقصور في العلاقات الاجتماعية، مما يؤثر على المعاق اجتماعيا وانفعاليا.
وقد اثبتت الدراسات التي اجريت حول ارتباط الاعاقة البصرية بالاعاقات الاخرى ان هناك بعض الاعاقات المصاحبة للاعاقة البصرية، اكثرها انتشارا: الاضطرابات الانفعالية، والاعاقات الجسمية كالاضطرابات في الحركة والكلام، وحالات الصراع، والتخلف العقلي، والصمم
استخدام الوسائل التعليمية كنشاط تعليمي مساند لدى المعوقين بصرياً:
استثارة الطلاب :
يسهم استخدام الوسائل التعليمية في حفز الطلاب واستثارة الدافعية لديهم وإشباع حاجاتهم للتعلم
استثارة الطلاب :
يسهم استخدام الوسائل التعليمية في حفز الطلاب واستثارة الدافعية لديهم وإشباع حاجاتهم للتعلم
تتغلب على اللفظية وعيوبها:-
فهي تساعد على فهم معنى بعض الألفاظ التي تستخدم أثناء الشرح من خلال تزويد التلاميذ بأساس مادي محسوس لتفكيرهم.
التنويع والتجديد:
تتيح الوسائل التعليمية فرص التجديد والتنويع في الأنشطة مما يدفع الملل والسأم عن نفوس التلاميذ
فهي تساعد على فهم معنى بعض الألفاظ التي تستخدم أثناء الشرح من خلال تزويد التلاميذ بأساس مادي محسوس لتفكيرهم.
التنويع والتجديد:
تتيح الوسائل التعليمية فرص التجديد والتنويع في الأنشطة مما يدفع الملل والسأم عن نفوس التلاميذ
التغلب على الحدود المكانية والزمانية:
إن الوسيلة التعليمية تقرب المسافة الزمانية والمكانية وتجعل المتعلم قادرا على معرفة تفاصيل ودقائق يستحيل عليه مشاهدتها لكف بصره.
إن الوسيلة التعليمية تقرب المسافة الزمانية والمكانية وتجعل المتعلم قادرا على معرفة تفاصيل ودقائق يستحيل عليه مشاهدتها لكف بصره.
تقوية العلاقة بين المعلم والمتعلم:
أن استخدام المعلم للوسائل التعليمية يقربه إلى الطلاب ويحببه لهم مما يقوي ثقتهم بمعلمهم.
كما أنها تساعد على اختيار المعلومات وبالتالي تساعد على سرعة الإدراك والفهم.( الباز وآخرون ، 1422هـ)
ويمكن للمعلم إعداد الكثير من الوسائل التعليمية من خامات بسيطة وسهلة فمثلا عمل وسيلة للحروف المجسمة من الفلين أو الخشب أو من أغطية قوارير البيبسى كولا، والهدف من هذه الوسيلة معرفة أهمية النقط والتمييز بين الأحرف ذات الشكل المتقارب.
وهكذا بالنسبة للوحة الضوئية للطلاب ضعاف البصر والكتابة بالصلصال وتركيب الكلمات والوسائل المجسمة والكتابة على صندوق الرمل.
أن استخدام المعلم للوسائل التعليمية يقربه إلى الطلاب ويحببه لهم مما يقوي ثقتهم بمعلمهم.
كما أنها تساعد على اختيار المعلومات وبالتالي تساعد على سرعة الإدراك والفهم.( الباز وآخرون ، 1422هـ)
ويمكن للمعلم إعداد الكثير من الوسائل التعليمية من خامات بسيطة وسهلة فمثلا عمل وسيلة للحروف المجسمة من الفلين أو الخشب أو من أغطية قوارير البيبسى كولا، والهدف من هذه الوسيلة معرفة أهمية النقط والتمييز بين الأحرف ذات الشكل المتقارب.
وهكذا بالنسبة للوحة الضوئية للطلاب ضعاف البصر والكتابة بالصلصال وتركيب الكلمات والوسائل المجسمة والكتابة على صندوق الرمل.
ويوجد العديد من وسائل تدريب حواس الكفيف، بالإضافة إلى العديد من العينات والرسومات والأشكال التوضيحية التي يتطلبها تدريس مناهج العلوم والرياضيات وأيضا الرسومات البارزة والخرائط البارزة اللازمة لتدريس مناهج الاجتماعيات.( مراد ،1426هـ)
قيمة الوسيلة التعليمية للكفيف:
لا يمكن للخبرات والمهارات أن تتحقق بصفة مثمرة ومفيدة للطفل إلا إذا كانت حقيقية وواقعية وكانت نتيجة تطبيق فعلي أو مشاهدة أو سماع أو تذوق أو لمس بحيث تحدث في نفسه وعقله وتفكيره وسلوكه آثرا وتفاعلا يوجهانه تبعا لمقتضيات الظروف المحيطة به
قيمة الوسيلة التعليمية للكفيف:
لا يمكن للخبرات والمهارات أن تتحقق بصفة مثمرة ومفيدة للطفل إلا إذا كانت حقيقية وواقعية وكانت نتيجة تطبيق فعلي أو مشاهدة أو سماع أو تذوق أو لمس بحيث تحدث في نفسه وعقله وتفكيره وسلوكه آثرا وتفاعلا يوجهانه تبعا لمقتضيات الظروف المحيطة به
وتأسيساً على هذا تصبح الوسيلة التعليمية من أهم العناصر التي تساعد على تحقيق أهدافها وخاصة بالنسبة للمكفوفين، وتعتبر الوسيلة التي تستجيب لأكثر من حاسة واحدة عظيمة الآثر والفاعلية، وهذا الأمر ليس جديدا بل هو قديم قدم العمل التربوي نفسه، وفي معاهد المكفوفين تعتبر الوسيلة التعليمية أكثر ضرورة واشد احتياجا منها في المعاهد العادية، إذ تعتبر الوسيلة التعليمية النصف الآخر لضمان نجاح العملية التعليمية حيث يصعب شرح درس في الجغرافيا مثلا. دون خريطة بارزة أو شرح درس في العلوم دون نموذج لموضوع الدرس، بل ربما تعتبر الوسيلة التعليمية في معاهد وبرامج المكفوفين هي كل شيء بالنسبة
للكفيف، ومن هنا تبرز أهمية ودواعي وجود وتوفير الوسيلة في معاهد المكفوفين حيث تعتمد عملية التعلم على نوع مصادر الإدراك الحسي وقوتها وشدتها ومداها.
وعند تعريض الكفيف كليا للخبرات التربوية فأنه لا يجب أن يكتفي بالخبرات التي يتعرض لها الطلاب المبصرين، بل لابد أن يتعرض لخبرات خاصة وبوسائل وأدوات وأجهزة خاصة لهذا فإنه عند تعليم المكفوفين كليا يجب توفير الأجهزة والأدوات السمعية واللمسية التي تيسر على الكفيف فهم الموضوعات الدراسية والتفاعل معها.
للكفيف، ومن هنا تبرز أهمية ودواعي وجود وتوفير الوسيلة في معاهد المكفوفين حيث تعتمد عملية التعلم على نوع مصادر الإدراك الحسي وقوتها وشدتها ومداها.
وعند تعريض الكفيف كليا للخبرات التربوية فأنه لا يجب أن يكتفي بالخبرات التي يتعرض لها الطلاب المبصرين، بل لابد أن يتعرض لخبرات خاصة وبوسائل وأدوات وأجهزة خاصة لهذا فإنه عند تعليم المكفوفين كليا يجب توفير الأجهزة والأدوات السمعية واللمسية التي تيسر على الكفيف فهم الموضوعات الدراسية والتفاعل معها.
أما بالنسبة لضعاف البصر، فهناك أيضا اعتبارات أساسية ينبغي مراعاتها، وخاصة إنهم يمتازون على المكفوفين كليا بالقدرة على اكتساب الخبرة البصرية بأنفسهم إذ ما توافرت الوسائل المساعدة، ولهذا عند تعليمهم يجب مراعاة ألوان الجدران والأسقف والأرضيات التي يرتاح إليها ضعيف الأبصار والتي تساعده على الرؤية بشكل واضح، مع توفير المعينات اللازمة للقراءة والكتابة مثل المكبرات والمقربات وأجهزة وشاشات القراءة الفردية، مع الاهتمام بالإضاءة المركزية في الفصل بحيث لا تكون ساطعة أو متوهجة وأن لا تكون أشعة الشمس مباشرة في الفصل، كما يجب أن يتوافر مصدر ضوء فردي لكل طاولة من الطاولات التي يجلس عليها الطلاب ضعاف الأبصار في الفصل، كما ينبغي توفير الأدراج أو المكاتب القابلة للتعديل بحيث يمكن التحكم في ارتفاعها وزاوية ميلها بما يتلاءم مع طبيعة إبصار ضعيف الأبصار (مراد ،1426هـ ، سيسالم ، 1988م)
النشاط الفني :
الأنشطة الفنية المختلفة ما بين رسوم تشكيلية معبرة واشغال وحرف يدوية مختلفة يمكن أن يتحقق من خلالها أهداف تعليمية وترفيهية وتأهيلية حتى تجعل من هؤلاء الأطفال المعاقين عناصر إنتاج وإبداع يتفاعلون مع المجتمع بدلا من المشاركة السلبية، بالإضافة إلى أن النشاط الفني يدخل البهجة والسرور في الأطفال المعاقين. ( نشرة التأهيل ، 1422هـ)
الأنشطة الفنية المختلفة ما بين رسوم تشكيلية معبرة واشغال وحرف يدوية مختلفة يمكن أن يتحقق من خلالها أهداف تعليمية وترفيهية وتأهيلية حتى تجعل من هؤلاء الأطفال المعاقين عناصر إنتاج وإبداع يتفاعلون مع المجتمع بدلا من المشاركة السلبية، بالإضافة إلى أن النشاط الفني يدخل البهجة والسرور في الأطفال المعاقين. ( نشرة التأهيل ، 1422هـ)
البرامج التربوية للمعاقين بصرياَ في
تهدف فلسفة تربية المعوقين بصرياَ إلى إعداد هذه الفئة للقيام بدورهم في خدمة مجتمعهم كغيرهم من المبصرين وإتاحة فرص ومجالات التعليم لهم حتى يتمكنوا من الإسهام في تحقيق هذا الهدف.
وتتشابه البرامج المقدمة للمعوقين بصرياَ بصورة عامة مع البرامج التربوية المقدمة للأطفال العاديين في المدارس العادية، وان كان هناك بعض الاختلاف بينها من حيث الطريقة التي يقدم بها المدرس الخبرات التعليمية لتلاميذه.
أما عن المناهج المقدمة لطلبة المعهد فهي:
1. المناهج الأكاديمية التعليمية المعتمدة بوزارة التربية والتعليم.
2. المناهج المهنية والأنشطة المختلفة (الموسيقى والتربية الرياضية).
3. مناهج فن الحركة والتنقل.
4. منهج الحاسوب بدلاَ من الآلة الكاتبة.
ومنذ افتتاحه قام المعهد بتدريس طلبته مادة الآلة الكاتبة وقد تمكن الطلبة من إتقان هذه المادة واستطاعوا التعبير عن ذاتهم بكتابة الرسائل والموضوعات إلى أصدقائهم في كل مكان ونظرا للتطور الكبير الذي طرأ في حياتنا حيث أصبح تعلم الحاسوب هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل فرد منا فقد قام المعهد بتدريس طلبته مادة الحاسوب بدلا من الآلة الكاتبة وفي هذا الصدد قام بافتتاح مختبرا للحاسوب مكون من 6 أجهزة لتدريس الطلبة حيث قامت المؤسسة الوطنية لخدمات المعوقين بتمويل المشروع الحيوي والهام جداَ للطلبة المكفوفين.
توظيف الحاسوب بالمعهد:
منذ أن عرف الإنسان ظاهرة الإعاقة حاول وبشكل بدائي مساعدة ذاته أو غيره بمعينات قد تعوض له ولو جزء بسيطا من فقدان البصر الذي أصيب به، فاستعمل الإنسان أغصان الأشجار كعكازات، واستعمل قرون الحيوانات كمعينات سمعية، كما استعمل الكف بوضعها خلف حيوان الأذن لجمع الأصوات عند الكلام.
ومع التقدم العلمي والثقافي بدأت مرحلة جديدة فتحت آفاقاَ رحبة ، لم تكن بالحسبان في ذلك الوقت، وشملتهم التكنولوجيا بعطاء سخي لم يتصوره العقل البشري قبل مائة عام.
وأصبح هذا النمو والتقدم السريع في ميدان التكنولوجيا حافزاَ مشجعاَ لبذل الجهد في العمل والابتكار في تعليم واختراع مختلف الوسائل التعليمية اللازمة لتحقيق الاحتياجات الخاصة بالمكفوفين ، كما يشير هذا التقدم إلى أن الأطفال المكفوفين أصبحوا باستخدام هذه الوسائل الحديثة يتصرفون في بعض المواقف التعليمية كأطفال مبصرين.
يقدم الحاسوب عدداَ من الخدمات للمعوقين بصرياَ وبخاصة في مجال التربية والتعليم و
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled