ثالثا : من خصائص الجيل الثاني للويب
- أن تستخدم الويب بيئة ومنصة برمجية تفاعلية لعملها، مستفيدة من الإمكانات الذاتية والخارجية للتفاعل، بديلاً لهيكلة أوجه التطبيق السابقة التي توصف بأنها مستقلة ومنغلقة على نفسها. فبإمكان المطورين مثلاً استخدام ما هو متوافر من مكتبات ومصادر الشبكة لتصميم برامج جديدة. تواصلاً وامتداداً لفكرة وسياسة المصادر المفتوحة والخدمات الإلكترونية. وتقنية هذه الأخيرة تمكن أي برنامجين، حتى وإن كانا مكتوبين بلغتي برمجة مختلفتين، من أن يتبادلا المعلومات أو المتغيرات. وبعض التطبيق مثل محرك البحث غوغل، أتاح للمستخدمين استخدام تقنيته في البحث ضمن نطاق محلي، فأصبح بالإمكان استخدام غوغل للبحث في قاعدة البيانات الخاصة بموقع بعينه فقط.
- أن تكون المعلومات والبيانات والمحتوى هو ما يعطيها قيمتها الأهم.
- أن تقوم هيكلتها على مبادئ المشاركة، التفاعل، الديمقراطية، وحث المستخدمين على أن يكونوا متفاعلين إيجابيين ومساهمين في صناعة المحتوى.
- أن تكمن قيمة الإبداع والقدرة الخلاَّقة فيها في قدرتها على صنع منتج جديد أو خدمات مختلفة، من خلال الدمج، وتعرف القدرة على دمج خدمتين مختلفتين أو أكثر على الشبكة بـ (Mash-ups). ومثالاً عليها، يمكنني أن أنشئ موقعاً لبيع العطلات السياحية، يقوم فيه عميلي الخاص باستخلاص المعلومات من موقع ما يقدم خدمة تأجير السيارات، وآخر لخطوط الطيران، وثالث للفنادق وهكذا، وتجهيزها للعميل على موقعي الذي لن يعرف بأنه في الحقيقة يتعامل مع أكثر من ثلاثة أو أربعة مواقع خدمية وسياحية. طبعاً لا بد أن يكون الطرف المقدم للخدمة قد سمح بذلك قانونياً وتقنياً.
- أن تتميز بسهولة تبنيها واستخدامها.
- قد توفر خدمة السماح بنشر محتواها في موقع آخر مثل ما تفعله المواقع الإخبارية عن طريق إعادة استخدام عناوينها الكبرى، وهو ما يعرف بالتغذية الإخبارية (News Feeds) باستخدام تقنية تتيح للموقع أن يخزن هذه العناوين في ملف من هذا النوع، ومن ثم يسجِّله مع إحدى أدوات النشر الخاصة بهذه التقنية (RSS-Publisher). فيستطيع المستخدم الذي يحدد بدوره المواقع التي يريد أن تصله منها رسائل تحديث دورية، وباستخدام أداة قارئة (RSS-Reader or RSS-Aggregator) فإنها ستعمل كما لو كانت صندوق الوارد.
ومن الصفات الأخرى التي يوصف بها هذا الجيل الجديد من الويب، ميله إلى التخصص في نوع الخدمة المقدمة. بحيث يلائم المستخدم الفرد أو في حالة أخرى عدة أفراد أو مجموعات (ذوي الحاجات الخاصة، أهل تخصص بعينه، مستخدمي لغة بعينها والثقافة التابعة لها، أهل منطقة جغرافية محددة). سواء أكان اختيارياً (بعلم وتدخل المستخدم)، أو تلقائياً من طريق قيام الموقع بمحاولة التكيف والتخصص استناداً إلى كلمات بعينها أو إلى متابعة ما يقوم المستخدم بفعله على ذلك الموقع. فنلاحظ مثلاً أن مواقع مثل غوغل أو ياهو يمكنها اليوم أن تتخصص بحيث تقدِّم لك الأخبار المهمة، ونشرات الطقس، وآخر أسعار الصرف، وأفضل أماكن الغداء.. وغير ذلك، اعتماداً على موقعك الجغرافي. بل سيلاحظ مستخدمو بريد غوغل مثلاً، كيف أن محتوى الإعلان الذي يعرض في أحد جوانب الصفحة له علاقة بطريقة أو بأخرى بمحتوى الرسالة. فحين أرسل رسالة لصديقتي أخبرها فيها عن دورة في فن التصوير الفوتوغرافي، فيجب ألاَّ أفاجأ حين أجد قائمة جانبية بدورات في هذا الفن. والذين يزورون موقع النيل والفرات أو أمازون باستمرار سيلاحظون أن رسالة إلكترونية تصلهم عادة على بريدهم، أو تظهر لهم دعاية لدى زيارتهم الموقع تخبرهم عن مطبوعات أو منتجات جديدة، لها علاقة أو ارتباط بمنتج سبق واشتروه أو موقع تصفحوه.
رابعا : تطبيق الجيلين في مجال التعلم الالكتروني
التعليم الإلكتروني الذي يعد من أشهر أوجه تطبيق الويب، لم يقف متفرجاً أمام هذا الموجة الجديدة، بل سارع بدوره لركوبها. فظهر لدينا مصطلح (e-Learning 2.0). وفي هذا النوع من التعليم، يصبح المتعلم أو الدارس ذاته هو مركز اهتمام العملية التعليمية بشكل كبير. فهو يتلقى تعليمه ضمن بيئة تعليمية متكاملة. وفي هذه البيئة لا تُعرض المادة التعليمية وحسب كما كان الأمر في الماضي، بل هي توفر أيضاً خيارات تفاعلية، لمساعدة المتعلم الفرد ودعمه من طريق المشاركة مع الآخرين. فتوفر أدواتٍ مثل المنتديات الإلكترونية، وغرف المحادثة، والتعقيب على إسهام طالب ما، وإمكان إضافة معلومة بينها من قبل متعلم ما، والتعديل أو التعقيب عليها من زميله، وإمكان إضافة محتويات ومواد تعليمية من خارج الموقع مثل وصلات لمواقع أخرى، أو أجزاء من دورات أخرى (إن كانت تلك الأخيرة تسمح بذلك قانونياً وتقنياً)، وإمكان تنظيم ورش عمل، والتفاعل مع المعلم، ومتابعة التقدم، وملاحظة كشف الدرجات الخاص، وغيرها. فيعطى الطالب حرية الخيار لأن يشارك في موضوع ما في المنتدى الإلكتروني، ثم يشارك في موضوع آخر مثلاً في إحدى غرف الدردشة، حسب حاجته العلمية والمعرفية. فهذه التجربة التفاعلية مع الأقران والمعلمين قد تعطي ثماراً تعليمية أفضل من المحتوى المعروض نفسه، الذي ربما يمكن الحصول عليه من كتاب موجود على رف مكتبة ما، بينما وجود من يجيب عن أسئلتك، ويشرح لك، ويبادلك خبرته، أمورٌ يصعب الحصول عليها خارج الصف الدراسي، وهذا ما كان يجعل التعليم الإلكتروني في مرتبة أدنى من ذلك التقليدي، ويعتقد أن أبواب التطبيق الجديدة هذه ربما هي قادرة على أن تسد هذه الفجوة.
التعليم الإلكتروني الذي يعد من أشهر أوجه تطبيق الويب، لم يقف متفرجاً أمام هذا الموجة الجديدة، بل سارع بدوره لركوبها. فظهر لدينا مصطلح (e-Learning 2.0). وفي هذا النوع من التعليم، يصبح المتعلم أو الدارس ذاته هو مركز اهتمام العملية التعليمية بشكل كبير. فهو يتلقى تعليمه ضمن بيئة تعليمية متكاملة. وفي هذه البيئة لا تُعرض المادة التعليمية وحسب كما كان الأمر في الماضي، بل هي توفر أيضاً خيارات تفاعلية، لمساعدة المتعلم الفرد ودعمه من طريق المشاركة مع الآخرين. فتوفر أدواتٍ مثل المنتديات الإلكترونية، وغرف المحادثة، والتعقيب على إسهام طالب ما، وإمكان إضافة معلومة بينها من قبل متعلم ما، والتعديل أو التعقيب عليها من زميله، وإمكان إضافة محتويات ومواد تعليمية من خارج الموقع مثل وصلات لمواقع أخرى، أو أجزاء من دورات أخرى (إن كانت تلك الأخيرة تسمح بذلك قانونياً وتقنياً)، وإمكان تنظيم ورش عمل، والتفاعل مع المعلم، ومتابعة التقدم، وملاحظة كشف الدرجات الخاص، وغيرها. فيعطى الطالب حرية الخيار لأن يشارك في موضوع ما في المنتدى الإلكتروني، ثم يشارك في موضوع آخر مثلاً في إحدى غرف الدردشة، حسب حاجته العلمية والمعرفية. فهذه التجربة التفاعلية مع الأقران والمعلمين قد تعطي ثماراً تعليمية أفضل من المحتوى المعروض نفسه، الذي ربما يمكن الحصول عليه من كتاب موجود على رف مكتبة ما، بينما وجود من يجيب عن أسئلتك، ويشرح لك، ويبادلك خبرته، أمورٌ يصعب الحصول عليها خارج الصف الدراسي، وهذا ما كان يجعل التعليم الإلكتروني في مرتبة أدنى من ذلك التقليدي، ويعتقد أن أبواب التطبيق الجديدة هذه ربما هي قادرة على أن تسد هذه الفجوة.
خامسا : المدونات كأحد تطبيقات الجيل الثاني من الويب
المدونات Blogs
قدمت شيماء إسماعيل في 2007 تعريفا اصطلاحيا للمدونات بأنها "عبارة عن مواقع عنكبوتية ((Websitesتظهر عليها تدويناتposts (مداخل) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا - منالأحدث إلي الأقدم- تصاحبها آلية لأرشفة المداخل القديمة ويكونلكل مدخل منها عنوان إلكترونيURLدائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة بحيثيُمكن المستفيد من الرجوع إلي تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لاتكون متاحة على الصفحة الأولى للمدونة مما يساعد على الوصولالمباشر من قِبل المستفيدين إليها،وتشتمل على النصوص، والصور، ولقطات الفيديو القصيرة، ومواد سمعيةوالروابط الفائقة إلى مصادر إلكترونية أخرى ذات صلة على الشبكة،وتسمح المدونات بالتفاعل بين محرريها وقارئيها حيث يمكن لأي منمتصفحي الانترنت قراءاتها والتعقيب أو التعليق عليها" [10] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn10)
ومن قبلها وفي 2006 قدم عبد الرحمن فراج تعريفا للمدونات بأن "المدونة، في أبسط تعريفاتها، هي صفحة عنكبوتية تشتمل على تدوينات posts مختصرة ومرتبةزمنيـًا. وبصورة تفصيلية ، فإن المدونة تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظاملإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة عنبكبوتية تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكلمدخل منها عنوان إلكتروني URL دائم لا يتغير منذ لحظة نشره على الشبكة، بحث يمكن للمستفيدالرجوع إلى تدوينة معينة في وقتٍ لاحق عندما لا تعد متاحة في الصفحة الأولى للمدونة" [11] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn11)، وتعد دراسة عبد الرحمن فراج الموجزة أول دراسة منشورة حول المدونات.
وقد ظهرت المدونات في 1997 حيث صاغ جون بارغر مصطلح Web Blog، وبدأت في الظهور الفعلي على الإنترنت في 1999، وقد ساعدت العديد من الأحداث السياسية على انتشار المدونات بشكل كبير، ولعل أبرز الأحداث التي أدت إلى انتشار هائل للمدونات هى حرب العراق في 2003، حيث استخدم الجنود الأمريكيين المدونات كوسيلة للتعبير عن مأساتهم في الحرب وكوسيلة لمراسلة ذويهم، وفي مصر والدول العربية استخدم الناشطون السياسيون المدونات كوسيلة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم السياسي المعارضة للآنظمة الحاكمة، هذا في ظل حالات القمع والحد من حرية التعبير التي تمارسها الأنظمة العربية الحاكمة.
وعلى صعيد تخصص المكتبات والمعلومات في الوطن العربي، حصرت شيماء إسماعيل 15 مدونة متخصصة حتى منتصف 2007 [12] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn12)، إلا أن هذا العدد ربما يكون قد تضاعف في الوقت الحالي، ويلاحظ أيضا ظهور مدونات عربية متخصصة في بعض الدول العربية ولعل أبرزها سوريا، بعدما كانت أغلب المدونات مصرية الجنسية.
العناصر الرئيسية للمدونات
1. خادم مقدم للخدمة
2. محرر للمدونة (المدوّن)
3. عرض المحتويات بشكل زمني
4. أرشيف لمحتويات المدونة
5. اضافة تعليقات على محتوى المدونة
مزودوا خدمة المدونات
فيما يلي استعراض موجز لأشهر مزودي خدمة إنشاء المدونات [13] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn13)
1. بلوجرBlogger
وهو من أشهر مزودي خدمة إنشاء المدونات، وهى مقدمة عن طريق العملاق جوجل Google [14] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn14)، ومن أهم مميزاته:
· تصميمات جاهزة للمدونات يمكن الاختيار من بينها
· امكانية تعديل التصميم المختار
· اسم نطاق فرعي للمدونة : name.blogspot.com
· لوحة تحكم عربية وانجليزية
· دعم اللغة العربية
· . مكتوبMaktoob
ويعد موقع مكتوب من أشهر مزودي الخدمة العرب، ومن أهم خصائصه [15] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn15):
· تصميمات جاهزة للمدونات يمكن الاختيار من بينها
· امكانية تعديل التصميم المختار
· اسم نطاق فرعي للمدونة : name.maktoob.com
· لوحة تحكم عربية
· دعم اللغة العربية
· نظام تسجيل باللغة العربية
· نشر إعلانات صغيرة
· مثال:http://alressd.maktoobblog.com (http://alressd.maktoobblog.com/)
3. جيرانJeeran
وهو أحد مزودي الخدمة العرب، إلا أنه الأقل من حيث الإمكانات المقدمة [16] (http://journal.cybrarians.info/no18/web2.0.htm#_ftn16)، ومن أهم خصائص الخدمة:
· تصميمات جاهزة للمدونات يمكن الاختيار من بينها
· امكانية تعديل التصميم المختار
· اسم نطاق فرعي للمدونة : name.malware-site.www
· لوحة تحكم عربية
· دعم اللغة العربية
· نظام تسجيل باللغة العربية
· نشر إعلانات مزعجة
· مثال: http://hamada361.malware-site.www (http://hamada361.malware-site.www/)
2. التأليف الحر Wiki
مصطلح ويكي Wiki كلمة مأخوذة من لغة شعب جزر هاواي الأصليين وهي تعني بسرعة، وقد استخدمت في مجال الإنترنت للتعبير عن سرعة الكتابة في الموسوعات الحرة. وكان أول ظهور لتطبيقات التأليف الحر في عام 1995 حيث قام كل من وارد كونيجام Ward Cunnigham وبو ليوف Bo Leuf بإنشاء أول موقع ويكي وهو WikiWikiWeb والذي شكل مجتمعاً متعاوناً مفتوحاً للجميع حيث يمكن لأي شخص أن يشارك في تطوير وزيادة محتويات الموقع.
وفيما يتعلق بالمصطلح العربي، نجد أن هناك ندرة في الكتابات المتخصصة حول التأليف الحر، ولكن يوجد بعض الكتابات ولكنها غير متخصصة ولا يعد بحثا علميا، كما أنها تنتشر بين أوساط مطوري مواقع الإنترنت في الوطن العربي، وقد لاحظ الباحث استخدام مصطلح ويكي، ولم يقدم أي ترجمة للمصطلح.
وبالنظر إلى الوظيفة التي تقوم بها عملية التأليف الحر يمكن أن نضع التعريف التالي: التأليف الحر Wiki هو موقع أو مصدر إلكتروني يشارك المجتمع في صياغة وتعديل محتوياته، حيث يسمح لأي مستخدم بإضافة معلومات جديدة أو تعديل المعلومات الموجودة فيه، وهو يقوم على مبدأ مشاركة المجتمع في إثراء المعرفة.
مميزات التأليف الحر
حقق التأليف الحر انتشارا كبيرا نظرا لما تضيفه التقنية من مميزات، وتفوقت المصادر المبنية على التأليف الحر على نظيرتها من المصادر الأخرى، ولعل أبرز مثال على ذلك الموسوعة الحرة الويكيبيديا، وقد حققت تفوقا كبيرا على موسوعة Encarta كما يوضح الشكل التالي:
قم 2 يوضح ملخصات الأخبار التي جلبتها الخدمة من موقع الجزيرة، حيث يتم جلب عناوين الأخبار وملخص بسيط حول كل خبر.
3. برامج تصفح الإنترنت
في الوقت الحالي أصبحت غالبية برامج تصفح الإنترنت تدعم تقنية الملخص الوافي للموقع، حيث تقوم بالبحث تلقائياً في كل موقع يزوره المستخدم عن خدمة RSS التي يقدمها الموقع. ومن المتصفحات التي تدعم تقنية RSS المتصفح فايرفوكس Firefox والمتصفح Internet Explorer
سادسا - من فوائد الجيل الثاني للويب
تفعيل الذكاء الجماعي
المبدأ الأساسي الذي يقف خلف نجاح كبار المواقع التي وُلدَت في جيل الويب 1.0 والتي نجحت بالبقاء وقيادة جيل ويب 2.0 يعود في الغالب إلى أنها احتضنت قوة الويب لتفعيل الذكاء الجماعي :
- الارتباطات التشعبيّة هي أساس الويب. عندما يقوم مستخدم بإضافة محتوى جديد، وموقع جديد. فإنه يتوجّب -بناءاً على هيكلة الويب- أن يقوم شخص آخر بالعثور على هذا الموقع أو المحتوى والربط به أو الإشارة إليه. ارتباطات الويب تزداد كنتيجة لزيادة نشاط المستخدمين الويب.
- ياهو! قصة النجاح الأولى على شبكة الإنترنت، بدأت عملها كدليل لوصلات يقوم بجمع أفضلها آلاف بعد ذلك أصبحوا ملايين من مستخدمي الويب. حتى بعدما تحولت ياهو! إلى نشاط إنشاء محتويات مختلفة من الويب، بقي دورها الأساسي كبوابة هو تجميع أعمال مستخدمي الويب.
- قفزة قوقل في البحث، والتي جعلت منها قائدة سوق محركات البحث، هو عائد لما يعرف بالبيج رانك Page Rank ، وهي عبارة عن طريقة تستخدم تركيب الوصلات على شبكة الإنترنت عوضا ً عن استخدام معايير تعتمد على المستندات لغرض تقديم نتائج بحث أفضل.
- منتج إي بي eBay الأساسي هو مجموع نشاطات مستخدميه. تماما ً كالويب، ينمو إي بي تلقائيا ً بتفاعل المستخدمين. ويقتصر دور الشركة على تمكين كل فرصة لتفعيل نشاطات المستخدمين في الموقع. إضافة إلى ميزة إي بي التنافسية حيث تقوم على عدد عمليات البيع والشراء التي يقوم بها المستخدم في الموقع والتي تدفع أي مشترك جديد في الموقع لزياده نشاطه لإثبات وجوده.
- تبيع أمازون نفس المنتجات التي يبيعها منافسوها على سبيل المثال Barnesandnoble.com ، ويتلقون جميعهم نفس تفاصيل المنتجات والأغلفة والمحتوى من قبل مورّديهم. إلا أن أمازون برعت في إشراك مستخدميها في الموقع. سواء عن طريق إعطاء ثقل لتعليقات المستخدمين أو دعوتهم لتقييم كل صفحة في الكتاب بطريقة مختلفة والأهم من ذلك كله أنهم قاموا باستخدام نشاط المستخدمين في إنتاج نتائج بحث أفضل. في حين يقوم البحث في Barnesandnoble.com إلى إظهار منتجات الشركة نفسها أو لنتائج ذات ارتباطات دعائية ، أمازون تظهر للمستخدمين النتائج " الأكثر شعبية " ، والتي يتم حسابها آنيا ً ليس فقط على نسبة المبيعات بل على معايير أخرى يُطلق عليها العاملين في أمازون " الإندماج " حول المنتجات. حيث ترتب حسب مشاركة المستخدمين. ليس من المفاجئ أبداً أن نجد أن مبيعات أمازون أضعاف مبيعات منافسيها.
الآن، الشركات الإبداعية والتي ركزت على هذه الجزئية وفي بعض الحالات طورتها بشكل أفضل، وهي بلا شك تضع لها علامة على الويب:
- ويكيبيديا وهو عبارة عن الموسوعة المبنيه على الويب والتي تقوم على التصوّر الغريب بأن أي شخص يستطيع إضافة أي مُدخَل كما أن بوسع شخص آخر التعديل عليها، ووهذا يمثل تجربة فريدة في الثقة بالمستخدم. ولإيريك رايموند رأي في إنشاء المحتوى المفتوح المصدر حيث يقول "إذا كثرت الأعين، تلاشت السطحية". تعد ويكيبديا حالياً من ضمن أفضل 100 موقع، ويعتقد الكثيرون أنها ستكون قريباً من ضمن أفضل 10 مواقع. وهذا بلا شك نقلة نوعية في ديناميكية إنشاء المحتويات.
- مواقع مثل: ديليشوز وفليكر، عبارة عن شركتين حازتا على كثير من الاهتمام مؤخراً، وقد كانتا من رواد مفهوم" folksonomy" على خلاف(taxonomy) ، وهو نمط يستخدم التصنيف الجماعي للمحتويات بناءا ً على كلمات مفتاحية مفتوحة وتصنيفات حرّة يقوم بابتكارها المستخدم نفسه. وعادة ما يشار لتلك الكلمات المدخلة بـالوسوم. اوتتيح عملية التوسيم أو الوسوم تصنيفات مفتوحة غير معدة مسبقاً تتيح للعقل حرية الاختيار من تصنيفات مختلفة. فعلى سبيل المثال قد يتم وسم صورة في فليكر لجرو بـ "جرو" و"ظريف" مما يتيح تسهيل عملية جلبها للمستخدم.
- تقوم المنتجات التعاونية المرشحّة للبريد المزعج كـ Cloudmark بتجميع قرارات الأفراد المتعلقة بما إذا كان البريد مزعجاً أو غير مزعج، وقد تفوقت على جودة الأنظمة التي تقوم بالاعتماد على تحليل الرسائل تلقائيا ً.
- الحقيقة الظاهرة للعيان أن معظم قصص الإنترنت الناجحة لا تقوم بالإعلان عن منتجاتها. تبني تلك المشروعات في الواقع قائم على ما يعرف بـ viral marketing ويقوم على انتشار مجموعات من التوصيات من مستخدم لآخر. يمكنك أن تخرج باستنتاج أن المواقع أو المنتجات التي تعتمد على الانتشار عن طريق الإعلان لتوصيلها للعالم لا تطابق الويب 2.0 .
- الأمر الأهم من ذلك أن معظم البنى التحتية للويب - يتضمن ذلك لينكس ، أباتشي ، وMySQL ، وبيرل وبي اتش بي أو بكود بايثون Paython والتي تتضمنها معظم خوادم الويب -- تعتمد على نهج peer-production في المصادر المفتوحة ، هؤلاء فيما بينهم مثال للعمل الجماعي المفعّل بواسطة الويب. هناك أكثر من مئة ألف مشروع لتطبيقات مفتوحة المصدر موجودة في موقع سورس فورغ SourceForge.net. ويمكن لأي شخص إضافة مشروع، كما أنه بالإمكان تحميل الكود واستخدامه، وتحويل المشاريع من الأطراف لتنتقل للمركز كنتيجة مباشرة لجهود المستخدمين ليجعلونها تعمل، عملية طبيعية لتبني تطبيقات تعتمد اعتماداً كلياً على ما يعرف بـ viral marketing .
البيانات هي المعالجات الجديدة !
كل تطبيق هائل على شبكة الإنترنت، كان ورائه قواعد بيانات متخصصة: عناكب قوقل، أدلة ياهو، قاعدة بيانات منتجات أمازون، قاعدة بيانات إي باي للمنتجات والبائعين، ماب كوست وقواعد بيانات الخرائط، قاعدة بيانات نابستار للأغاني. كما تشير هال فاريان في حديث شخصي السنة الماضية " الإس كيو إل SQL هي الـ إتش إم إل HTML الحديثة" . إن إدارة قواعد البيانات هي جوهر لكفاءة شركات الويب 2.0 ، إلى درجة أننا أحيانا ً نقوم بالإشارة لتلك التطبيقات بـ " إنفو وير - Infowaere " عوضا ً عن تطبيقات أو سوفت وير .
هذه الحقيقة تقودنا إلى تساؤل رئيسي: من يملك البيانات؟
في عصر الإنترنت، يستطيع الشخص مشاهدة عدد كبير من الحالات التي تُظهر أن التحكم عن طريق قواعد البيانات أدى إلى التحكم بالسوق ومضاعفة العوائد المالية. السيطرة على تسجيل أسماء النطاقات والتي تم تخويلها بأمر من الحكومة لشركة Network) Solutions والتي تم شراءها لاحقا ً من قبل فاري ساين ) كانت واحدة من أكبر استثمارات الإنترنت. بينما قد نختلف حول الفائدة للأعمال عن طريق التحكم بالـ API's الخاصة بالبرامج بأنها أكثر صعوبة في عصر الإنترنت،و التحكم في مصادر المعلومات الأساسية وهذا غير صحيح. خاصة عندما تكون مصادر المعلومات مكلفة في إنشاءها أو أنها تكون تتأثر بالزيادة في العوائد عن طريق تأثير الشبكة.
قم بالنظر إلى حقوق الملكية في قاعدة كل خريطة من خرائط ماب كوست - MapQuest ، وخرائط ياهو maps.yahoo.com ، خرائط إم إس إن maps.msn.com أو خرائط قوقل maps.google.com ، وستجد هناك سطرا ً ينص على أن " حقوق الخرائط محفوظة لـ NavTeq و TeleAtlas أو مع خدمة الصور المُلتَقَطة من الفضاء " حقوق الصور محفوظة لـ Digital Globe " لقد قامت هذه الشركات بعمل استثمار أساسي في قواعد بياناتها (التقارير تشير بأن NavTeq بمفردها استثمرت قرابة 750 مليون دولار لبناء قواعد بياناتها والتي اشتملت على عناوين الشوارع والاتجهاتDigital Globe وأنفقت قرابة 500 مليون لإطلاق قمرها الصناعي الخاص لتحسين جودة صورها للسيطرة على تموين الصور من هذا النوع) NavTeq وقد ذهبت إلى أبعد من ذلك ، حيث قامت بمحاكاة شعار شركة إنتل إنسايد : سيارات مزودة بأنظمة ملاحة تترك بصمة لا تنسى " NavTeq Onboard " - " ناف تك على الخط " . البيانات هي بلا شك المعالجات لتلك التطبيقات، وهي مصدر أساسي للبنى التحتية لتطبيقاتها مفتوحة المصدر بشكل كبير أو حتى محولة تجاريا ً.
الصراع الساخن حاليا ً في حلبة جلب الخرائط من الويب يوضّح كيف أن الفشل في فهم أهمية امتلاك التطبيقات للمعلومات الجوهرية سيؤدي في نهاية المطاف تعريض موقفها التنافسي إلى موقف ضعيف. لقد كانت ماب كوست - MapQuest من الرواد في جانب جلب الخرائط من الويب في عام 1995م، ولكن عندما دخلت ياهو! وبعدها مايكروسوفت ومؤخرا ً قوقل السوق، أصبحوا قادرين وبسهولة من توفير تطبيقات منافسة بشكل سهل ولم يكلفهم الأمر سوى الحصول على ترخيص لنفس البيانات التي تستخدمها MapQuest من قبل المصدر.
كانت أمازون.كوم في موقع على النقيض تماما ً . مثل منافسيها Barnesandnoble.com ، كانت قاعدة بيانات أمازون الأساسية تأتي من R.R. Bowker مقدم خدمة معتمد من ISBN . ولكن ليس كحال ماب كوست MapQuest ، لقد حسنت أمازون كثيرا ً في البيانات، وأضافت البيانات التي وصلتهم من قبل الناشر مثل صفحة الغلاف، جداول المحتويات، الفهرس، ونماذج من المواد. ولكن ماهو أهم من ذلك، قاموا بتحفيز مستخدميهم لإضافة حواشي وتعليقات للبيانات، ولأجل هذا فقط، بعد عشر سنوات من ذلك الحين ، أصبح أمازون وليس Bowker المصدر الأساسي للبيانات الببلوغرافية في الكتب، ومصدر مرجعي للطلاب وأمناء المكاتب وكذلك العملاء. لقد قامت أمازون كذلك بطرح معرّفها الخاص بالمنتجات ASIN ، والذي يتفق مع ISBN أينما وُجد ، وينشيء namespace مكافئ للمنتجات بدون أي منها. بكل فاعلية ، أمازون " تبّنت وحسّنت " البيانات المقدمة لها عن طريق مزوديها.
تخيل الآن ، لو أن ماب كوست MapQuest ، قامت بنفس العملية ، فعلّت مستخدميها بإضافة حواشي وتعليقات للخرائط ومسارات الطرق، أي أضافت طبقة قيّمة. حتما ً ستكون ماب كوست خصم صعب جدا ً سيصعّب على منافسيها الدخول للسوق بمجرد الحصول على البيانات من المصدر ذاته. ظهور خرائط قوقل مؤخرا ً ، أتاحت معامل حيّة للتنافس بين مزودي التطبيقات ومزودي البيانات. نموذج lightweight للبرمجة المقدم من قوقل ، أدى إلى ظهور عدد كبير من الخدمات التي تقدم قيمة مضافة على شكل وسيط يربط بين خرائط قوقل مع مصادر معلومات يمكن الوصول لها عن طريق الإنترنت. خرائط باول رديماشر للمنازل ، والتي تربط بين خرائط قوقل مع معلومات Craigslist الخاصة بوحدات للتأجير وشراء للمنازل لغرض إنشاء أداة بحث تفاعلية للبحث عن المنازل، هي مثال رائع لهذا الربط.
في الوقت الحالي، هذه القيم المضافة هي تجارب إبداعية، تمت بواسطة هاكرز ( ليسوا المخترقين وإنما محسني الأداء يطلق عليهم هاكرز أيضاً). ولكن ثمة نشاطات فيها قدر كبير من المخاطرة قادمة في الطريق. يمكن حاليا ً لأي شخص أن يرى أن مجموعة مصنفة واحدة على الأقل من المطورين، قوقل قد أخذت التحكم في مصدر المعلومات بعيدا ً عن Navteq وأدخلت نفسها كوسيط مفضّل. من المتوقع أن نرى معارك بين مقدمي البيانات ومقدمي التطبيقات في السنوات المقبلة، لأن كل منهما أدرك كيف أن تصنيف البيانات سيصبح هو حجر الأساس لتطبيقات ويب 2.0 .
لقد بدأ السباق في امتلاك تصنيفات من البيانات الأساسية: الأماكن، الهوية، التواريخ للمناسبات العامة، معرّفات المنتجات namespaces في حالات مختلفة، حينما تكون هناك تكلفة عالية لإنشاء البيانات، قد يكون هناك فرصة لتجربة تشابه تجربة إنتل إنسايد في المعالجات، فقط مع مصدر وحيد للبيانات. وفي حالات أخرى، فإن الرابح هو الشركة التي تصل إلى جمع كبير من المعلومات عن طريق تجمعيها بواسطة المستخدمين وتحويل تلك المعلومات الهائلة التي تم تجميعها إلى نظام خدمات.
نماذج البرمجة الخفيفة
عندما ظهر للسطح مفهوم خدمات الويب - Web Service ، هبت الشركات الكبرى إلى معركة شديدة مع مكدس خدمات ويب صمم خصيصا ً لإنشاء بيئات برمجية فعالة ومعتمدة للتطبيقات الموزّعة.
ولكن مع نجاح الويب وتحديدا ً بسبب سقوط ما يدعى بنظرية الارتباطات، والتي تم إحلالها ببرمجية بسيطة وبتصميم نموذجي، أصبحت RSS ربما خدمة الويب التي تم تطويرها بطريقة أكثر انتشاراً من غيرها بسبب بساطتها، بينما خدمات الويب الصادرة عن منظمات كبيرة لم يقوموا بعد بالوصول لمستوى كبير من الانتشار.
الحال نفسه، مع خدمات الويب المقدمة من أمازون.كوم، الخدمات هناك تقدم بطرقتين: واحدة ترتبط بشكل قوي بـ SOAP (Simple Object Access Protocol) ، والأخرى تقوم على توفير المعلومات عن طريق ملف XML عن طريق HTTP بطريقة خفيفة يتم الإشارة لها في بعض الأحيان بما يسمى REST (Representational State Transfer) . بينما يستخدم كثير من شركات قطاع الأعمال لـ قطاع الأعمال ( B2B ) طريقة SOAP ، تفيد تقارير أمازون أن نسبة استخدام خدمة lightweight REST تصل إلى 95% .
دافع البساطة ذاته ، يمكن رؤيته في كثير من خدمات الويب " الأصلية " . آخر نسخة طرحتها قوقل من خرائطها هي خير مثال لإبراز تلك النقطة. واجهة خرائط قوقل المعتمدة على AJAX) جافا سكربت و( XML تم فك شفرتها بسهولة بواسطة المخترقين، والذين قاموا باستغلال البيانات لخدمات أخرى جديدة.
خدمات الويب المتعلقة بالخرائط كانت متوفرة من كثير من مزودي أنظمة معلومات الخرائط GIS مثل ESRI و MapQuest و Microsoft MapPoint . ولكن خرائط قوقل أحدثت جلبة كبيرة بسبب بساطتها. بينما يعمد كثير من مقدمي الخدمات إلى توقيع عقود قبل تجربة أي من خدمات الويب خاصتها ، تم توفير خرائط قوقل للعموم ولم يستغرق الأمر كثيراً حتى قام الهاكرز بإيجاد طرق إبداعية أحسنوا فيها استغلال البيانات.
هنا مجموعة من الدروس المهمة :
1. ادعم نماذج الويب الخفيفة والتي تتيح أنظمة أكثر استقلالية.
التعقيد الذي يتم في برمجة خدمات الويب المقدمة من قبل القطاعات صممت لتفعيل عدم الاستقلالية (tight coupling) . بينما تكون تلك الطريقة ضرورية في كثير من الحالات، هناك الكثير من التطبيقات المثيرة يمكن أن يتم توفيرها بشكل استقلالي، بل ربما مستقلة بشكل تام. عقلية ويب 2.0 تختلف تماما ً عن عقلية التقنيين التقليدية!
2. فكر بالتوزيع وليس الربط. خدمات ويب بسيطة مثل RSS وخدمات الويب المبنيه على REST تقوم على دفع البيانات للناس، وليس التحكم في ماذا يحدث عندما تصل البيانات للمتلقي. هذه الفكرة أساسية جدا ً حتى في الإنترنت نفسها، هي انعكاس لما يعرف بمبدأ ( end-to-end ).
3. صمم للـ "تطوير" ولإعادة التوزيع. أنظمة مثل الويب، RSS ، أجاكس كلهم يشتركون في هذه الجزئية : الحدود الموضوعة لإعادة الاستخدام قليلة جدا ً. كثير من التطبيقات المفيدة هي في الحقيقة مفتوحة المصدر، وحتى إن لم تكن كذلك، فإنه يندر أن تواجه حماية لحقوق الملكية الفكرية. خاصية "عرض المصدر" في المتصفح اتاحت لأي شخص أن يقوم بنسخ الكود الخاص بالصفحة، RSS تم تصميمها لتمكين المستخدم من عرض المحتوى الذي يريده، وفي الوقت الذي يريد، وليس ذلك على رغبة مقدم المعلومات. إن أنجح خدمات الويب هي تلك الخدمات التي يتم أخذها بكل سهولة والتحكم فيها بطريقة قد تُذهل منشؤوها. عبارة "بعض الحقوق محفوظة"، والتي تم تسويقها بواسطة Creative Commons لتعارض العبارة الشهيرة "جميع الحقوق محفوظة"، هي خير مثال في هذا الصدد.
برامج تعدت نطاق الجهاز الواحد
أحد أهم المميزات في الويب 2.0 والتي تستحق الإشارة، أنها وفرّت الويب ليس فقط لبيئة الأجهزة الشخصية. ففي وصية ما قبل الرحيل لمايكروسوفت، أشار ديف ستتز - والذي عمل كمطوّر تطبيقات في مايكروسوفت لفترة طويلة - إلى "التطبيقات المفيدة التي تتعدى نطاق الجهاز الواحد سيأتي عليها الدور للسيطرة على هامش كبير لفترة طويلة من الزمن"
بالطبع، كل تطبيق ويب يمكن النظر إليه على أنه تطبيق يتعدى نطاق الجهاز الواحد. ولكن في النهاية، أبسط تطبيق ويب سيشرك جهازين على الأقل: الجهاز الذي يستضيف خادم الويب والجهاز الذي يستضيف المتصفح. وكما أشارنا، التطوير وفق الويب كمنصة عمل يتعدى هذه الفكرة لفكرة أعم وهي تفعيل التطبيقات المُكوِّنة لتلك الخدمات والمتاحة من أكثر من حاسب آلي.
ولكن كما هو الحال مع أجزاء الويب 2.0 ، أثر (2.0) ليس شيئا ً جديدا ً، ولكنه أكثر تشبّعا ً للمفهوم الصحيح للويب كـ منصة، هذه الجزئية تعطينا نظرة جوهرية إلى كيفية تصميم تطبيقات وخدمات للمنصة الجديدة.
حتى اليوم ، تعدiTunes أفضل مثال لهذا المبدأ. هذا التطبيق يمكن استخدامه بسهولة. ويبدأ من الهاتف الجوال وحتى أكثر الأجهزة تعقيدا ً وضخامة، حيث يعمل الجهاز الشخصي كأشبه ما يكون بكاش للسيطرة على الوضع. كان هناك محاولات متعددة في السابق لجلب محتويات الويب للأجهزة المتنقلة ، ولكن توليفة iPod/iTunes هي واحدة من أولى البرامج التي تصميمها من الصفر ووصلا ً للأجهزة المتعددة . TiVo وهي الأخرى مثالاً جيدا ً.
TiVo و iTunes كذلك يُظهرون مجموعة من مبادئ الويب 2.0 الأساسية. كلاهما لا يبدوان كتطبيق ويب بمفردهما، ولكنهما يقومان بتفعيل قوة بنية الويب، ويجعلونها أكثر سهولة وسلاسة وكأنها جزء مخفي من بنيتهما التحتية. فإدارة البيانات هي قلب ما يقدمانه. هي خدمات، ولكنها ليست تطبيقات ( على الرغم أن iTunes ، قد يتم استخدامه على أنه تطبيق يقوم بتنظيم معلومات المستخدم الداخلية في جهازه الشخصي فقط ) . أضف إلى ذلك، كل من TiVo و iTunes أظهروا بوادر جيدة لاستخدام الذكاء التجميعي، بالرغم من أنه في كل حالة تصطدم تجاربهم تصطدم حروب مع لوبي أرقام الآي بي IP . هناك فقط هندسة محدودة لمشاركة المستخدم في الـ iTunes ، ولكن إضافة خاصية البودكاست مؤخرا ً غيّرت هذه المعادلة كليا ً.
هذا هو الجانب في الويب 2.0 الذي نتوقع أن نرى فيه تغييرات عظيمة، كلما اتصلت أجهزة جديدة بالمنصة الجديدة. ماهي التطبيقات التي ستجدي عندما تقوم هواتفنا المحمولة وسياراتنا بإرسال تقارير لها وليس بيانات؟ متابعة الازدحام الآنية، و flash mobs ، والمواطنين الصحفيين - citizen journalism - هي فقط بعض من تلك الإنذارات المبكرة التي تُظهر مدى قوة هذه المنصة.
7. تجارب المستخدمين الغنية
مع بداية إطلاق متصفح Pei Wei والمسمّى Viola browser في عام 1992 ، والويب يستخدم لتوصيل الآبلتس - بريمجات صغيرة - وأنواع أخرى مختلفة من المحتوى الفعال جميعها من خلال المتصفح. ظهور الجافا في 1995 كان الإطار الحقيقي لمثل تلك البريمجات. الجافا سكربت و DHTML ظهرت لتقدم حلول ذات وزن خفيف لتقديم برمجيات تعتمد على جهاز المستخدم وتقدم له تجربة غنية. قبل بضعة أعوام، استحدثت مايكروميديا ما يدعى بـ " تطبيقات الإنترنت الغنية " ( والذي هو الآخر تم تبنيه من منافس فلاشي مفتوح المصدر ) والذي أبرز قدرات الفلاش في توصيل ليس فقط محتويات الوسائط المتعددة وإنما قدمت تطبيقات بواجهات رسومية.
الخاتمة
شكل ظهور شبكة الإنترنت كظاهرة معلوماتية كبرى، واقعا فرض نفسه على مختلف التخصصات المختلفة، فأثر في المجالات مما جعل هناك تغييراً في. وأصبحنا نجد الآن مصطلحات جديدة دخلت على قاموسنا اليومي والحياتي كالحكومة الالكترونية والتجارة الالكترونية والإعلام الالكتروني وغيرها.
ولم يكن التعليم أهم عنصر من عناصر التنمية البشرية في المجتمع بعيدا عن هذا التأثر بل كان من ابرز من استفاد من هذه التقنية لما له من أهمية مثّلت له الانترنت بخصائصها الجديدة والمتنوعة قدرة على التعليم أكثر من غيرها من الوسائل. ولقد مرت شبكة الانترنت بعدة أجيال سميت المرحلة الأولى بتطبيقات الجيل الأول Web 1.0 والتي تزامنت مع بدايات ظهور الانترنت تلتها المرحلة الثانية التي سميت Web 2.0 والتي تميزت عن الأولى بخاصية التفاعل التي تقدمها التطبيقات المستخدمة والتي تمنح للزوار والمستخدمين فرصة المشاركة وبناء المحتوى. فصارت وظيفة المستخدم في هذا الجيل من مجرد مطلع وقارئ للموقع إلى مشارك ومحرر فيه يتفاعل مع محتوياته. والى جانب وجود المواقع المتخصصة في التعليم والتدريب أو التابعة للجامعات والمعاهد والأكاديميات المتخصصة فقد ساعدت أيضا هذه الخصائص التفاعلية في الجيل الثاني في الاستفادة منها في مجال التعليم الالكتروني بظهور تطبيقات أخرى جديدة في الشكل والمضمون، فالشبكات الاجتماعية الكبيرة ومواقع الموسوعات العلمية (الويكي) والمدونات العلمية والمنتديات، كما مواقع الفيديو التي أصبح منها ما هو متخصص على هيئة مكتبة لمقاطع الفيديو المتعلقة بالتعليم، كل هذه المواقع التفاعلية المختلفة والتي شكلت ثورة حالياً في عالم الانترنت وهي صاحبة الانتشار الأكبر، أصبح دورها فاعلا في ممارسة التعليم الالكتروني لكل من يرغب من المستخدمين. لقد أصبحت هذه المواقع الالكترونية والتي يستفيد منها المتعلم بشكل فعال في تعزيز وإثراء العملية التعليمية من أدوات التعليم الالكتروني والتي تعتمد على الانترنت بشكل رئيس، ولعل من حسن حظ الجيل الحالي من الطلاب ومن يرغب في التعليم والتثقيف، أن تواجدت لهم هذه الإمكانيات الهائلة التي سهلت لهم ما كان صعبا في الماضي، ولهذا صار ممكنا تقليل الوقت والجهد والتكاليف المادية في ميدان العلم والثقافة.
ولم يكن التعليم أهم عنصر من عناصر التنمية البشرية في المجتمع بعيدا عن هذا التأثر بل كان من ابرز من استفاد من هذه التقنية لما له من أهمية مثّلت له الانترنت بخصائصها الجديدة والمتنوعة قدرة على التعليم أكثر من غيرها من الوسائل. ولقد مرت شبكة الانترنت بعدة أجيال سميت المرحلة الأولى بتطبيقات الجيل الأول Web 1.0 والتي تزامنت مع بدايات ظهور الانترنت تلتها المرحلة الثانية التي سميت Web 2.0 والتي تميزت عن الأولى بخاصية التفاعل التي تقدمها التطبيقات المستخدمة والتي تمنح للزوار والمستخدمين فرصة المشاركة وبناء المحتوى. فصارت وظيفة المستخدم في هذا الجيل من مجرد مطلع وقارئ للموقع إلى مشارك ومحرر فيه يتفاعل مع محتوياته. والى جانب وجود المواقع المتخصصة في التعليم والتدريب أو التابعة للجامعات والمعاهد والأكاديميات المتخصصة فقد ساعدت أيضا هذه الخصائص التفاعلية في الجيل الثاني في الاستفادة منها في مجال التعليم الالكتروني بظهور تطبيقات أخرى جديدة في الشكل والمضمون، فالشبكات الاجتماعية الكبيرة ومواقع الموسوعات العلمية (الويكي) والمدونات العلمية والمنتديات، كما مواقع الفيديو التي أصبح منها ما هو متخصص على هيئة مكتبة لمقاطع الفيديو المتعلقة بالتعليم، كل هذه المواقع التفاعلية المختلفة والتي شكلت ثورة حالياً في عالم الانترنت وهي صاحبة الانتشار الأكبر، أصبح دورها فاعلا في ممارسة التعليم الالكتروني لكل من يرغب من المستخدمين. لقد أصبحت هذه المواقع الالكترونية والتي يستفيد منها المتعلم بشكل فعال في تعزيز وإثراء العملية التعليمية من أدوات التعليم الالكتروني والتي تعتمد على الانترنت بشكل رئيس، ولعل من حسن حظ الجيل الحالي من الطلاب ومن يرغب في التعليم والتثقيف، أن تواجدت لهم هذه الإمكانيات الهائلة التي سهلت لهم ما كان صعبا في الماضي، ولهذا صار ممكنا تقليل الوقت والجهد والتكاليف المادية في ميدان العلم والثقافة.
المراجع
6 -
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled