تدريس التاريخ في التعليم قبل الجامعي وتأثيره في الوعي بالوطن ، هي ندوة أقامتها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية في 2005.
if (window.showTocToggle) { var tocShowText = "إظهار"; var tocHideText = "إخفاء"; showTocToggle(); }
موضوع الندوة
التاريخ هو أحد المكونات الأساسية لشخصية الأمة .. فمن خلاله يستمد الشاب وهو في مرحلة التكوين الوعي بذاته ، وبمسيرة الوطن الذي نشأ على أرضه ، وبالمجتمع الذي يعيش فيه بكل تطوراته من منجزات وانتصارات وهزائم وانكسارات ، وبعلاقات هذا المجتمع بالقوى المجاورة وبالقوى البعيدة على مدى الزمن. وطالما ظل الإنسان يحمل هذا التاريخ في وجدانه فإنه يظل يقظا بذاته ، واعيا لها ، ويمكنه إدراك مصالحه القريبة والبعيدة ، ويعمل على تحقيقها.
وفي جميع بلاد العالم دون إستثناء كان تدريس التاريخ ولا يزال أحد المهام الوطنية الكبرى وبصفة خاصة في مرحلة التعليم قبل الجامعي ذلك أنه عندما بدأ تكوين "الدولة الحديثة" كان التاريخ المشترك بين أبناء شعوب تلك الدولة أحد العوامل الكبرى في إتمام الوحدة. وعندما كان حاكم أي دولة من تلك الدول يدخل في حروب خارجية كان يدخلها باسم التاريخ حفاظا على ما تركه الأجداد من منجزات.
وعلى سبيل المثال فإن التلميذ الأمريكي قبل الجامعة يدرس مقررين في التاريخ : تاريخ الولاية التي يعيش فيها نظرا لاختلاف طبيعة المستوطنات التي نشأت في تلك القارة المكتشفة ؛ وتاريخ "الأمة الأمريكية" مع أنه لم يمضى على تكوينها سوى قرنان وربع من الزمان وذلك من أجل إحداث تماسك بين مختلف العرقيات التي تتكون منها الولايات المتحدة. وفي هولندا يعقد إمتحان في تاريخ هولندا لكل أجنبي يرغب في إكتساب الجنسية الهولندية. وفي الهند لا يمكن لأي مواطن كائنا ما كان أن يلتحق بأية وظيفة إلا بعد إجتياز إمتحان في تاريخ الهند كما جاء في كتاب The History of India وهو كتاب معتمد Text Book يضم تاريخ الزعماء والسياسيين ورجال العلم والثقافة الذي أثروا في تاريخ البلاد تأكيدا للإنتماء الوطني .. وهكذا الحال في كل البلاد بطريقة أو بأخرى.
وفي مصر كان التاريخ مقرر أساسي على تلاميذ المدارس منذ بدأ نظام المدرسة الحديثة في القرن التاسع عشر وقبل أن تنشأ المدارس العليا ثم الجامعة. ولم يكن التلميذ يدرس فقط تاريخ مصر منذ الحضارة الفرعونية وانتهاء بالتاريخ الحديث والمعاصر ، بل كان يدرس التاريخ الإسلامي والعربي والأوربي- العالمي ، فنشأت أجيال كان التاريخ بالنسبة لها بمثابة البوصلة التي تحدد وعيها بما يدور حولها ، ويحدد موقفها تجاه ما يحيطها من مشكلات.
ثم تقرر أن يكون التاريخ في الثانوية العامة القسم الأدبي مقررا إختياريا إبتداء من العام الدراسي 1994/1995 الأمر الذي ترتب عليه إنصراف التلاميذ عن إختيار دراسة التاريخ بحيث أن الذين اختاروه من تلاميذ المرحلة في المتوسط العام لم تتجاوز نسبتهم 10% من مجموع التلاميذ. وعلى هذا انبرى المثقفون والمتخصصون وأهل الرأي يناقشون هذا الذي حصل في الصحف وفي الندوات العامة والمتخصصة وفي أجهزة الإعلام منتقدين سياسة وزارة التعليم في تهميش التاريخ وتدمير الوعي. وبعد أربع سنوات من الإنتقاد المتواصل تراجعت الوزارة عن سياستها السابقة وقررت إعادة التاريخ مقرر إجباري ابتداء من العام الدراسي 1998/1999.
ولم تكد تمر ستة سنوات على إنتهاء تلك العاصفة وعودة تدريس التاريخ لمجراه الطبيعي شأن بقية الأمم حتى فوجىء الرأي العام بعد شهر من التغيير الوزاري في يوليو 2004 بتصريحات رسمية عن أن وزارة التربية تشرع في تطوير نظام الثانوية العامة بتقسيم المقررات المدرسية في مجموعات دراسية .. كل مجموعة تشتمل على عدد معين من المقررات يختار منها التلميذ .. وفي هذا المشروع جاء التاريخ ضمن مجموعة من المجموعات مما يعني وضعه مرة أخرى على محك الإختيار .. وبهذا تعود الوزارة لتنفيذ سياستها التي بدأتها في العام 1994/1995 وتراجعت عنها في العام 1998/1999.
وعلى هذا وبدلا من أن يكون التاريخ مادة عامة وإجبارية على جميع تلاميذ المدارس الثانوية والفنية بل وعلى طلاب الجامعة ، تنمية للوعي وحفاظا على الهوية من التدمير والتهميش والذوبان ، يصبح التاريخ عرضة للمزايدة المزاجية. ومن عجب أن وجهة نظر الوزارة في هذا الخصوص تقوم على أنه يكفي أن التلميذ يدرس التاريخ في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية إجباريا وبالتالي لا ضير من أن يكون اختياريا في الثانوية العامة !!.
ونظرا لأن تدريس تاريخ مصر على مر العصور يعد مسألة وطنية وقومية ليس فقط بالنسبة لتلاميذ المدارس قبل الجامعة بل كذلك بالنسبة لطلاب الجامعة في كافة الكليات حسب مقتضى الحال .. فقد رأت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية التي تضم أهل التاريخ أساتذة وطلابا وتعنى فيما تعنى بدراسة التاريخ وتقديمه .. أن تنظم مائدة مستديرة للحوار حول مشروع وزارة التربية والتعليم في جعل التاريخ مادة إختيارية لتلاميذ الثانوية العامة تدعو إليها كل المهتمين من كافة المصريين لمناقشة هذا الأمر الحيوي والخروج بتوصيات محددة توضع أمام الوزارة وأمام الرأي العام الذي يهمه أولا وأخيرا هذا الموضوع.
المشاركون في الندوة
- أ.د. شبل بدران عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية في موضوع "السياسات التعليمية في مصر".
- د. زكي البحيري استاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية-جامعة المنصورة في موضوع "التاريخ الحديث في المقررات المدرسية وتطويره مادة وتدريسا".
- د. كمال مغيث الخبير بالمركز القومي للإمتحانات والتقويم التربوي في موضوع "التاريخ الإسلامي في المقررات المدرسية".
- ويدير الحوار الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي.http://www.marefa.org/index.
فهرست [إخفاء]
<LI class=toclevel-1>1 موضوع الندوة <LI class=toclevel-1>2 المشاركون في الندوة <LI class=toclevel-1>3 انظر أيضا |
موضوع الندوة
التاريخ هو أحد المكونات الأساسية لشخصية الأمة .. فمن خلاله يستمد الشاب وهو في مرحلة التكوين الوعي بذاته ، وبمسيرة الوطن الذي نشأ على أرضه ، وبالمجتمع الذي يعيش فيه بكل تطوراته من منجزات وانتصارات وهزائم وانكسارات ، وبعلاقات هذا المجتمع بالقوى المجاورة وبالقوى البعيدة على مدى الزمن. وطالما ظل الإنسان يحمل هذا التاريخ في وجدانه فإنه يظل يقظا بذاته ، واعيا لها ، ويمكنه إدراك مصالحه القريبة والبعيدة ، ويعمل على تحقيقها.
وفي جميع بلاد العالم دون إستثناء كان تدريس التاريخ ولا يزال أحد المهام الوطنية الكبرى وبصفة خاصة في مرحلة التعليم قبل الجامعي ذلك أنه عندما بدأ تكوين "الدولة الحديثة" كان التاريخ المشترك بين أبناء شعوب تلك الدولة أحد العوامل الكبرى في إتمام الوحدة. وعندما كان حاكم أي دولة من تلك الدول يدخل في حروب خارجية كان يدخلها باسم التاريخ حفاظا على ما تركه الأجداد من منجزات.
وعلى سبيل المثال فإن التلميذ الأمريكي قبل الجامعة يدرس مقررين في التاريخ : تاريخ الولاية التي يعيش فيها نظرا لاختلاف طبيعة المستوطنات التي نشأت في تلك القارة المكتشفة ؛ وتاريخ "الأمة الأمريكية" مع أنه لم يمضى على تكوينها سوى قرنان وربع من الزمان وذلك من أجل إحداث تماسك بين مختلف العرقيات التي تتكون منها الولايات المتحدة. وفي هولندا يعقد إمتحان في تاريخ هولندا لكل أجنبي يرغب في إكتساب الجنسية الهولندية. وفي الهند لا يمكن لأي مواطن كائنا ما كان أن يلتحق بأية وظيفة إلا بعد إجتياز إمتحان في تاريخ الهند كما جاء في كتاب The History of India وهو كتاب معتمد Text Book يضم تاريخ الزعماء والسياسيين ورجال العلم والثقافة الذي أثروا في تاريخ البلاد تأكيدا للإنتماء الوطني .. وهكذا الحال في كل البلاد بطريقة أو بأخرى.
وفي مصر كان التاريخ مقرر أساسي على تلاميذ المدارس منذ بدأ نظام المدرسة الحديثة في القرن التاسع عشر وقبل أن تنشأ المدارس العليا ثم الجامعة. ولم يكن التلميذ يدرس فقط تاريخ مصر منذ الحضارة الفرعونية وانتهاء بالتاريخ الحديث والمعاصر ، بل كان يدرس التاريخ الإسلامي والعربي والأوربي- العالمي ، فنشأت أجيال كان التاريخ بالنسبة لها بمثابة البوصلة التي تحدد وعيها بما يدور حولها ، ويحدد موقفها تجاه ما يحيطها من مشكلات.
ثم تقرر أن يكون التاريخ في الثانوية العامة القسم الأدبي مقررا إختياريا إبتداء من العام الدراسي 1994/1995 الأمر الذي ترتب عليه إنصراف التلاميذ عن إختيار دراسة التاريخ بحيث أن الذين اختاروه من تلاميذ المرحلة في المتوسط العام لم تتجاوز نسبتهم 10% من مجموع التلاميذ. وعلى هذا انبرى المثقفون والمتخصصون وأهل الرأي يناقشون هذا الذي حصل في الصحف وفي الندوات العامة والمتخصصة وفي أجهزة الإعلام منتقدين سياسة وزارة التعليم في تهميش التاريخ وتدمير الوعي. وبعد أربع سنوات من الإنتقاد المتواصل تراجعت الوزارة عن سياستها السابقة وقررت إعادة التاريخ مقرر إجباري ابتداء من العام الدراسي 1998/1999.
ولم تكد تمر ستة سنوات على إنتهاء تلك العاصفة وعودة تدريس التاريخ لمجراه الطبيعي شأن بقية الأمم حتى فوجىء الرأي العام بعد شهر من التغيير الوزاري في يوليو 2004 بتصريحات رسمية عن أن وزارة التربية تشرع في تطوير نظام الثانوية العامة بتقسيم المقررات المدرسية في مجموعات دراسية .. كل مجموعة تشتمل على عدد معين من المقررات يختار منها التلميذ .. وفي هذا المشروع جاء التاريخ ضمن مجموعة من المجموعات مما يعني وضعه مرة أخرى على محك الإختيار .. وبهذا تعود الوزارة لتنفيذ سياستها التي بدأتها في العام 1994/1995 وتراجعت عنها في العام 1998/1999.
وعلى هذا وبدلا من أن يكون التاريخ مادة عامة وإجبارية على جميع تلاميذ المدارس الثانوية والفنية بل وعلى طلاب الجامعة ، تنمية للوعي وحفاظا على الهوية من التدمير والتهميش والذوبان ، يصبح التاريخ عرضة للمزايدة المزاجية. ومن عجب أن وجهة نظر الوزارة في هذا الخصوص تقوم على أنه يكفي أن التلميذ يدرس التاريخ في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية إجباريا وبالتالي لا ضير من أن يكون اختياريا في الثانوية العامة !!.
ونظرا لأن تدريس تاريخ مصر على مر العصور يعد مسألة وطنية وقومية ليس فقط بالنسبة لتلاميذ المدارس قبل الجامعة بل كذلك بالنسبة لطلاب الجامعة في كافة الكليات حسب مقتضى الحال .. فقد رأت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية التي تضم أهل التاريخ أساتذة وطلابا وتعنى فيما تعنى بدراسة التاريخ وتقديمه .. أن تنظم مائدة مستديرة للحوار حول مشروع وزارة التربية والتعليم في جعل التاريخ مادة إختيارية لتلاميذ الثانوية العامة تدعو إليها كل المهتمين من كافة المصريين لمناقشة هذا الأمر الحيوي والخروج بتوصيات محددة توضع أمام الوزارة وأمام الرأي العام الذي يهمه أولا وأخيرا هذا الموضوع.
المشاركون في الندوة
- أ.د. شبل بدران عميد كلية التربية جامعة الإسكندرية في موضوع "السياسات التعليمية في مصر".
- د. زكي البحيري استاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية-جامعة المنصورة في موضوع "التاريخ الحديث في المقررات المدرسية وتطويره مادة وتدريسا".
- د. كمال مغيث الخبير بالمركز القومي للإمتحانات والتقويم التربوي في موضوع "التاريخ الإسلامي في المقررات المدرسية".
- ويدير الحوار الأستاذ الدكتور عاصم الدسوقي.http://www.marefa.org/index.
الأربعاء يونيو 22, 2016 6:44 pm من طرف khaled
» القضاء الاداري يصدر حكما بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية
الثلاثاء يونيو 21, 2016 5:25 pm من طرف khaled
» جبتلكو سلسلة رويات رجل المستحيل المعروفة للتحميل المباشر
الإثنين ديسمبر 28, 2015 5:53 pm من طرف abazer
» العلاقات المصرية السودانية في عهد محمد علي وخلفاؤه
الجمعة يناير 17, 2014 10:28 am من طرف khaled
» انجولا وحظر الاسلام (1)
الخميس نوفمبر 28, 2013 12:21 pm من طرف Ibrahimovech
» التفسير الاقتصادي للتاريخ
الأربعاء يونيو 19, 2013 1:34 am من طرف khaled
» كرسي العناد ........ السلطة سابقا
الثلاثاء يناير 29, 2013 5:56 pm من طرف khaled
» جمهورية جزر القُمر الاسلامية الفيدرالية دراسة جغرافية
الأحد يناير 06, 2013 2:21 am من طرف khaled
» بعض الفروق السياسية بين المجلس العسكري الي حكم مصر بعد الثورة وبين الاخوان لما وصلوا للحكم
الأربعاء نوفمبر 28, 2012 6:14 pm من طرف khaled